خامنئي يمنح حكومة بزشكيان الضوء الأخضر لإجراء محادثات نووية مع واشنطن

تُمارس طهران سياسة الحبل المشدود، فكلّما أرخى الغرب الحبل قامت بشدّه، والعكس صحيح. في هذا السياق يتنزّل التصريح الجديد الذي نقلته "نيويورك تايمز" عن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، الذي قال إنه: "لا عائق أمام إجراء محادثاتٍ نووية مع الولايات المتحدة الأميركية" وذلك في وقتٍ ترسل فيه واشنطن حاملات طائراتها ومتعلّقاتها تباعًا إلى المنطقة لردع إيران والرد على أي هجوم محتمل منها ضدّ إسرائيل.

لكن تصريح خامنئي ينسجم من جهةٍ ثانية مع وصول رئيسٍ إصلاحي إلى سدة الرئاسة في إيران، إذ إن مسعود بازشكيان وضع نصب عينيه منذ البداية هدف رفع العقوبات الاقتصادية عن بلاده، وتلك رهينةٌ في جانبٍ كبير منها، بـملف إيران النووي والعودة للاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة بشكلٍ أحادي أثناء رئاسة دونالد ترامب الذي يمنّي نفسه بالعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

خامنئي، وبشكلٍ مفاجئ، قال في كلمةٍ بثها التلفزيون الإيراني الرسمي بحر هذا الأسبوع إنّ إيران: "ستواصل إجراء المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة"، مضيفًا أنه أخبر الحكومة التي شُكّلت حديثًا ونالت ثقة البرلمان الإيراني، بأنه لا يوجد "عائق يمنع الحوار مع العدو" قاصدًا الولايات المتحدة الأميركية.

خاضت طهران وواشنطن جولة مفاوضات سرية هذا العام في العاصمة العمانية مسقط حول برنامج إيران النووي وهجمات الحوثيين في البحر الأحمر

وعلقت "نيويورك تايمز" بالقول إنه: "لم يتضح ما إذا كان خامنئي يشير إلى شيءٍ أكثر أهميةً من المحادثات السرية التي جرت بين البلدين مؤخرًا بشأن وضع برنامج إيران النووي والعقوبات الغربية؟".

ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن تصريحات خامنئي الجديدة التي تضمنت تحذيره من الثقة في أميركا، أتت خلال اجتماعه مع حكومة الرئيس الإيراني المنتخب حديثًا مسعود بزشكيان، وفي وقتٍ يتفاقم فيه التوتر بين إيران وإسرائيل.

وتولى مسعود بزشكيان، وهو جراح قلب، سدة الحكم في إيران إثر فوزه في انتخاباتٍ خاصة عُقدت في حزيران/يونيو الماضي بعد مقتل سلفه إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية.

المحادثات السرية بين طهران وواشنطن

وكانت العاصمة العمانية مسقط قد استضافت محادثاتٍ سرية بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين على جولتين في الفترة كانون الثاني/يناير وأيار/مايو من العام الجاري.

وتناولت المفاوضات السرية، حسب "نيويورك تايمز"، جملةً من القضايا، منها البرنامج النووي الإيراني وهجمات الحوثيين في اليمن على السفن الأميركية في عرض البحر الأحمر.

وبشأن ما إذا كان ثمة تغييرٌ وشيك يلوح في الأفق، قالت الصحيفة الأميركية إن الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي: "كان يُنظر إليه على أنه أكثر تشددًا، ويسير على خطى رجال الدين الذين يحكمون البلاد، وكخليفةٍ محتمل لخامنئي كمرشدٍ أعلى" للجمهورية الإسلامية.

وبحسب الصحيفة، لا يزال من غير الواضح: "ما إذا كان التغيير في القيادة الإيرانية واقتراب موعد انتخاب رئيسٍ أميركي جديد في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل قد يكونان مؤشرين على تحولٍ في العلاقات بين البلدين".

وأكدّت الصحيفة الأميركية أن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي هو صاحب القرار النهائي في الحكومة الإيرانية، فيما لم يتضح بعد مدى قدرة بزشكيان على إدارة دفة سياسة بلاده الخارجية وفق قراءة الصحيفة التحليلية.