خطوة زيدان الجريئة التي أشعلت الحرب مع رونالدو
28 سبتمبر 2016
تعادل ريال مدريد للمرة الثانية على التوالي هذا الموسم، الأولى أمام فياريال في السانتياغو برنابيو بنتيجة 1-1 والثانية أمام لاس بالماس بنتيجة 2-2. ولم تكن هذه النتائج سوى انعكاس للأداء السيئ للملكي، الذي افتقد لعادته بالسيطرة على اللقاء ولعب الكرة السهلة والسريعة وتلقى هدفًا في المباراة الثانية في الدقائق الأخيرة. جاء هدف التعادل للاس بالماس بعد دقائق من إخراج زيدان لكريستيانو رونالدو وهو الأمر الذي أشعل عاصفة صحفية لم تهدأ ردات فعلها، فلماذا قام زيدان بهذا التبديل؟
خلال مقابلاته الأخيرة، افتقد رونالدو لأبسط اللمسات التي تمكنه من السيطرة على الكرة، كذلك أظهر ضعفًا في الطاقة البدنية والسرعة والثبات
اقرأ/ي أيضًا: يونايتد "بطلًا" دون واين روني
مصلحة الفريق وغياب رونالدو عن تحضير الموسم
ينظر المدرب إلى مصلحة الفريق كمجموعة وليس كأفراد. وقرار زيدان بإخراج رونالدو من أرض الملعب وإدخال لوكاس فاسكيز في المباراة جاء لحماية الفريق دفاعيًا بالجناح الإسباني، وذلك في ظل افتقاد ريال مدريد للتوازن في المباريات الأخيرة. فرونالدو لعب 4 مباريات منذ عودته من إصابة قوية تعرض لها في نهائي اليورو وسجل هدفين، لكن قائد الفريق بدا بعيدًا عن مستواه الفعلي منذ عودته أما السبب فهو غيابه عن التحضيرات للموسم الجديد.
افتقد رونالدو لأبسط اللمسات التي تمكنه من السيطرة على الكرة، كذلك أظهر ضعفًا بما عُرف دومًا أنه مصدر قوته أي الطاقة البدنية والسرعة والثبات. فـ"الدون البرتغالي" غاب عن تحضيرات الفريق قبل انطلاق الموسم وعاد إلى الملعب بعد 20 يومًا فقط من تدريبه مع المجموعة ولم يكن له أي برنامج خاص لاستعادة لياقته البدنية وكان لهذه العوامل مجتمعة تأثير كبير على أداء الـ CR7.
نجاح الفريق من دون كريستيانو والمداورة
رونالدو ليس اللاعب الذي يمكن القول إن فريقًا يستغني عنه، لكن الحقيقة هي أن الفريق نجح بتقديم أداء جيد في غيابه. فبرشلونة مثلًا نجح بالخروج من إصابة ليونيل ميسي في الموسم الماضي، كذلك ريال مدريد استطاع تقديم أداء جيد في شهر آب/أغسطس من دون رونالدو.
اللاعب الشاب ماركو أسينسو قدم التوازن التكتيكي للفريق والثقة كانت مرتفعة بعد الفوز بكأس السوبر الأوروبية، فالفريق كان يسير في الطريق الصحيح تكتيكيًا وفنيًا من دون "الدون"، الذي كان خارج الملعب في مباراة أوساسونا أيضًا.
لم يكن الفريق ليفوز بجميع مبارياته من دون كريستيانو ولم يكن ليخسرها معه، وبعد سلسلة انتصارات في بداية الموسم، تُعد نكسة صغيرة أمرًا طبيعيًا، لكنها ليست مفاجأة أنها أتت مع عودة رونالدو وبنزيمة معًا. فالخط الأمامي لريال مدريد اعتاد إمطار شباك الخصوم بالأهداف وأن يكون مسيطرًا ذهنيًا على المباريات والتسجيل بجميع الطرق الممكنة، لكن الثلث الأخير من الملعب افتقد إلى لمعانه في المباريات الأربع الأخيرة. وفي الوقت الذي يحتاج خط الوسط والدفاع إلى مداورة اللاعبين، فإن خط الهجوم هو أكثر ما يحتاج لهذه المداورة في ظل النقص البدني الرهيب لنجوم الفريق.
رونالدو ليس اللاعب الذي يمكن القول إن فريقًا يستغني عنه، لكن الحقيقة هي أن الفريق نجح بتقديم أداء جيد في غيابه
اقرأ/ي أيضًا: إنريكي وهاجس مرونة برشلونة
دور زيدان في حماية الفريق
رونالدو سجل هدفين في 4 مباريات، لكنه كان يمكن أن يجعلهم 4 أهداف بكل سهولة. الانطلاقة في الدقائق الأخيرة والتسديدة السيئة أمام فياريال، إصابة القائم أمام خيخون من مسافة قصيرة جدًا، تصدٍّ من حارس لا بالماس في مواجهة واحد على واحد، والكرة التي أنقذها الحارس ليردها بنزيمة في المرمى.
جميع هذه الفرص كان يمكن لكريستيانو أن يحولها إلى أهداف لو كان في مستواه الطبيعي، لكن فرصته في بداية المباراة أمام فريق جزر الكناري، التي أضاعها بعشوائية، يمكن أن تؤكد انعدام التوازن والتوقيت الذي يمر به كريستيانو. فالكرة وصلت إليه في مساحة فارغة وبتمريرة قصيرة كان يحولها عادة بتسديدة صاروخية إلى المرمى، لكنه فضل الكرة وقتًا طويلًا وانتظار المدافعين لقطعها بطريقة لم تعتد عليها جماهير الملكي من نجمهم الأول.
وبعد أسابيع من الآن ستكون القصة مختلفة، ولن تكون حال كريستيانو بالسوء الذي هي عليه، لكن حتى ذلك الوقت يجب على زيدان اتخاذ القرارات التكتيكية التي تحمي الفريق. فالمدرب الفرنسي كان لديه كل الحق بإشراك لوكاس فاسكيز لحماية الفريق تكتيكيًا من الناحية الدفاعية وخروج رونالدو من الملعب لا يجب أن يحمل عاصفة على زيدان بل تصفيقًا من جماهير الملكي كونه يحمي الفريق من الخسارة واللاعب من الإصابات. زيدان سيكون في الفترة المقبلة، وحتى عودة رونالدو إلى مستواه، أمام أهمية كبرى وهي حماية تركيبة الفريق وليس شخصية المهاجم.
اقرأ/ي أيضًا: