خطوة نحو السلام.. حزب العمال الكردستاني يستجيب لدعوة أوجلان
1 يمشي 2025
في خطوة تاريخية نحو إنهاء صراع دام أربعة عقود مع الدولة التركية، أعلن حزب العمال الكردستاني (PKK) وقفًا فوريًا لإطلاق النار، استجابةً لدعوة زعيمه المسجون، عبد الله أوجلان، لحل الحزب وإلقاء السلاح.
في استجابة سريعة، أعلنت اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني التزامها بدعوة أوجلان، وقالت اللجنة في بيان نشرته "وكالة فرات للأنباء"، وهي وسيلة إعلامية قريبة من التنظيم: "نحن نتفق مع مضمون دعوة القائد أوجلان كما هي، ونؤكد أننا سنلتزم وننفذ متطلبات الدعوة من جانبنا.. نعلن وقف إطلاق النار اعتبارًا من اليوم السبت".
أعلنت اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني التزامها بدعوة أوجلان
وأشادت اللجنة التنفيذية بدعوة أوجلان، ووصفتها بأنها "تنير طريق جميع قوى الحرية والديمقراطية". كما شدد البيان على أن نجاح العملية السياسية يتطلب أن تكون السياسات الديمقراطية والأسس القانونية ملائمة لتحقيق ذلك.
زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان دعا التنظيم إلى إلقاء السلاح وحل نفسه، معتبرًا أن الوقت قد حان لإنهاء الصراع الذي دام أكثر من 40 عامًا.https://t.co/HM0Wv4Z0Sn
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) February 27, 2025
وأشار البيان إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تمهيد الطريق للسلام، مؤكدًا أن تحقيق قضايا مثل وضع السلاح لا يمكن أن يتم إلا بتوفير بيئة آمنة، وضمان مشاركة أوجلان شخصيًا في المؤتمر المقترح والعملية السياسية.
أوجلان، الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة منذ عام 1999، دعا يوم الخميس الماضي الحزب إلى التخلي عن الكفاح المسلح والتحول إلى العمل السياسي السلمي. في رسالة قرأها ممثلون سياسيون أكراد في إسطنبول، حث أوجلان على عقد مؤتمر لاتخاذ قرار بحل الحزب، مؤكدًا أن "جميع المجموعات التابعة لحزب العمال الكردستاني يجب أن تلقي السلاح، والحزب يجب أن يحل نفسه".
من جهته، رحب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بهذه الخطوة، معتبرًا إياها "فرصة تاريخية" لتحقيق السلام، مع تحذيره من محاولات محتملة لتعطيل العملية.
من جانبه، دعا المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر جيليك، إلى حل جميع الفصائل المرتبطة بحزب العمال الكردستاني في سوريا والعراق، بما في ذلك وحدات حماية الشعب (YPG) وحزب الاتحاد الديمقراطي(PYD) .
على الصعيد السوري، أكد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، أن دعوة أوجلان لحل حزب العمال الكردستاني وإلقاء السلاح تتعلق بالحزب فقط، ولا علاقة لها بسوريا.
#عاجل | رويترز عن قائد "قوات سورية الديمقراطية": نوضح أن إعلان أوجلان يتعلق بحزب العمال الكردستاني فقط ولا علاقة له بنا في سوريا. pic.twitter.com/0vKEhCFmP8
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) February 27, 2025
يُذكر أنه منذ سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد العام الماضي، دعت أنقرة مرارًا وحدات حماية الشعب إلى نزع سلاحها، محذرةً من أنها قد تلجأ إلى عمل عسكري ضدها.
في العراق، رحبت رئاسة إقليم كردستان بدعوة أوجلان، داعيةً مقاتلي الحزب إلى الالتزام بها، ومؤكدةً استعداد الإقليم لدعم عملية السلام بشكل كامل.
ورحّبت عدة دول وجهات من بينها الاتحاد الأوروبي وإيران والولايات المتحدة والعراق بدعوة أوجلان، في حين رأى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في دعوة أوجلان "بارقة أمل لتحقيق السلام".
يُذكر أن حزب العمال الكردستاني خاض تمردًا مسلحًا ضد الدولة التركية منذ عام 1984، أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، وقد صنفت تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الحزب كمنظمة "إرهابية".
إذا ما تم تنفيذ هذه الدعوة بنجاح، فقد تمهد الطريق لمرحلة جديدة من السلام والاستقرار في المنطقة. هذه التطورات قد تفتح فصلًا جديدًا في تاريخ تركيا والمنطقة، مع آمال بأن تؤدي إلى إنهاء صراع مستمر منذ عقود وتحقيق سلام دائم.