خوفًا من انسحاب أميركي محتمل.. الغرب يناقش إرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا
25 نوفمبر 2024
تتجه الحرب الروسية الأوكرانية إلى مرحلة جديدة من التصعيد، وذلك غداة دخول الصواريخ الأميركية والبريطانية إلى دائرة الخدمة في الجيش الأوكراني، في مقابل إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، نجاح تجربة الصاروخ الباليستي فرط الصوتي "أوريشنيك" الذي استهدف مجمعًا عسكريًا في مدينة دينبرو، فيما تحدثت تقارير منفصلة عن اقتراب مشاركة القوات الكورية الشمالية إلى جانب القوات الروسية في معارك مقاطعة كورسك على الحدود مع أوكرانيا.
وأمام هذه التقارير التي تشير إلى التطورات المتسارعة في الحرب الروسية الأوكرانية، كشف تقرير لصحيفة "لوموند" الفرنسية أن الدول الغربية الحليفة لأوكرانيا أعادت إحياء الناقشات المتعلقة بإرسال قوات غربية وشركات دفاع خاصة إلى أوكرانيا، للمشاركة في العمليات القتالية ضد الجيش الروسي، وأشارت الصحيفة نقلًا عن مصادرها أن المناقشات التي وصفت بأنها "حساسة"، أُعيد إحيائها وسط توقعات محتملة بتوقف الدعم الأميركي لكييف بعد تولي، دونالد ترامب، مهامه رسميًا في البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير المقبل.
وبحسب "لوموند"، فإن هذه النقاشات كانت قد أُثيرت للمرة الأولى من قبل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال اجتماع ضم الدول الغربية الحليفة لكييف في باريس في شباط/فبراير الماضي، والذي قوبل حينها بـ"معارضة شديدة"، من بعض الدول الأوروبية، وعلى رأسها ألمانيا، على الرغم من عدم استبعاد مثل هذا السيناريو، وتقول الصحيفة إن عودة الدول الغربية لمناقشة هذا السيناريو كانت عقب زيارة رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إلى فرنسا في 11 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.
كانت هذه النقاشات قد أُثيرت للمرة الأولى من قبل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال اجتماع ضم الدول الغربية الحليفة لكييف في باريس قبل أشهر
ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري بريطاني قوله إنه "تجري مناقشات بين المملكة المتحدة وفرنسا بشأن التعاون في مجال الدفاع، لا سيما بهدف إنشاء نواة صلبة بين الحلفاء في أوروبا، تركز على أوكرانيا والأمن الأوروبي بشكل عام". ولفتت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، أجاب في مقابلة مع "BCC" عن سؤال مرتبط بإمكانية إرسال قوات فرنسية إلى أوكرانيا بالقول: "لا نستبعد أي خيار".
وتنوه "لوموند" إلى أنه لا توجد حتى الآن موافقة رسمية فرنسية على إرسال قوات الجيش أو شركات خاصة إلى أوكرانيا، لكنها أضافت أنه جرى الأشهر الماضية دراسة مقترحات لاتخاذ مثل هذه الخطوة، من بينها مقترح قدمته شركة "ديفانس كونساي انترناسيونال"، وهي من الشركات الخاصة التي تربطها عقود مع وزارة الجيوش الفرنسية، علمًا أن تملك حصة 55 بالمئة من أسهم الشركة.
وقّع #بوتين قانونًا جديدًا يسمح للأفراد الذين يتطوعون للقتال في #أوكرانيا بالحصول على فرصة شطب ديونهم غير المدفوعة، والتي قد تصل قيمتها إلى حوالي 100 ألف دولار أميركي.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) November 25, 2024
اقرأ أكثر عن القانون: https://t.co/TBcrPzKpQe pic.twitter.com/TkviEATGjg
وتختم الصحيفة الفرنسية تقريرها بالإشارة إلى 80 من موظفي الشركة الفرنسية هم من العسكريين السابقين، مضيفة أن الشركة أبدت استعدادها لتدريب الجنود الأوكرانيين في أوكرانيا، أسوةً بما تفعله في الوقت الراهن من خلال تدريبهم في فرنسا وبولندا، فضلًا عن استعدادها إجراء صيانه للمعدات العسكرية الفرنسية التي تم إرسالها إلى كييف.
إلى ذلك، قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، في تصريحات صحفية، أمس الأحد، إن واشنطن تقدر عدد القوات الكورية الشمالية التي ستشارك في أوكرانيا بـ10 آلاف جندي، لافتًا إلى أنه "بناءً على ما تم تدريبهم عليه، والطريقة التي تم دمجهم بها في التشكيلات الروسية، أتوقع تمامًا أن أراهم يشاركون في القتال قريبًا"، وذلك في معرض حديثه عن القوات الكورية الشمالية، قبل أن يضيف مستدركًا أنه لم هؤلاء الجنود "يشاركون بنشاط في القتال" حتى الآن.
وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قد قال في كلمته اليومية، الجمعة الماضي، إن "وزير الدفاع الأوكراني (رستم عميروف) تواصل مع شركاء بلاده من أجل الحصول على أنظمة جديدة للدفاع الجوي، وتحديدًا نوع من الأنظمة يمكنه أن يحمي الأرواح في مواجهة أخطار جديدة"، وذلك في محاولة لتزويد القوات الأوكرانية بأنظمة دفاعية جديدة للتصدي للصواريخ الروسية، بما فيها صاروخ "أوريشنيك" الباليستي.