1. عشوائيات
  2. مجتمع

دراسة حديثة: تفاوت عالمي في توفر الأكسجين الطبي يهدد الرعاية الصحية

18 فبراير 2025
(AP) صورة أرشيفية لخزانات الأكسجين الطبي في مدينة تشينيزيلو بالسامو الإيطالية ألتقطت في 31 مارس 2020
الترا صوتالترا صوت

حذّرت دراسة حديثة من التفاوت الكبير في توفر الأكسجين الطبي عالميًا، مشددةً على دوره الحيوي في الرعاية الصحية لعلاج الحالات الحادة والمزمنة وضمان الجراحات الآمنة. وأشارت إلى أن جائحة كوفيد-19 كشفت الفجوات العميقة في إمكانية الحصول على الأكسجين الطبي، خاصةً في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث يواجه الملايين نقصًا حادًا في هذه الخدمة الأساسية. وأكدت الدراسة في ختامها أن تعزيز أنظمة الأكسجين الطبي يمكن أن ينقذ ملايين الأرواح ويعزز الاستعداد للأوبئة المستقبلية.

تفاوت عميق في الحصول الأكسجين الطبي عالميًا

بحسب الدراسة التي نشرتها مجلة "لانسيت" للصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، بعنوان "تقليل التفاوت العالمي في الوصول إلى الأكسجين الطبي"، فإن جائحة كوفيد-19 سلّطت الضوء على التفاوت العميق في إمكانية الحصول على الأكسجين الطبي على مستوى العالم، حيثُ أبرزت أهمية هذا العلاج المنقذ للحياة لجميع الفئات العمرية في مختلف أنحاء العالم.

تشير المجلة الطبية إلى أن الأكسجين الطبي يُعدّ علاجًا أساسيًا منذ 150 عامًا، وهو ضروري لجميع مستويات الرعاية الصحية لعلاج الحالات الحادة والمزمنة، كما يضمن أمان الجراحات، مما يجعله حاجة ضرورية يجب أن تكون متاحة للجميع.

الأكسجين الطبي.. خدمة عامة وليست مجرد سلعة

يشدد تقرير "لانسيت"، الذي أعده فريق من الخبراء، على أن "توفير الأكسجين الطبي يجب أن يُنظر إليه على أنه خدمة عامة أساسية، وليس مجرد منتج تجاري أو سلعة". كما أن تحقيق العدالة في توفير الأكسجين الطبي يتطلب "نهجًا شاملًا يشمل قطاعات متعددة"، منها الصحة، والتعليم، والطاقة، والصناعة، والنقل، عبر مجالات الإنتاج، والتخزين، والتوزيع، والإمداد، والاستخدام السريري، والتنسيق، والتنظيم، والتمويل.

يُعد الأكسجين الطبي يُعد علاجًا أساسيًا منذ 150 عامًا، وهو ضروري لجميع مستويات الرعاية الصحية لعلاج الحالات الحادة والمزمنة، كما يضمن أمان الجراحات، مما يجعله حاجة ضرورية يجب أن تكون متاحة للجميع

ومع ذلك، ورغم الاستثمارات الضخمة التي تم ضخها أثناء جائحة كوفيد-19، والتي ركّزت على "توفير المعدات اللازمة لإنتاج الأكسجين الطبي"، فإنه لم يتم الاستثمار بالشكل الكافي في تطوير الأنظمة والموارد البشرية المطلوبة لضمان "التوزيع الفعّال، والصيانة، والاستخدام الآمن والفعّال للمعدات". كما تكشف الدراسة أن تعزيز أنظمة الأكسجين الطبي يمكن أن يؤدي إلى "إنقاذ ملايين الأرواح، وتسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز استعداد العالم لمواجهة الأوبئة المستقبلية".

ملايين الأشخاص يحتاجون للأكسجين الطبي سنويًا

تُظهر البيانات التي أُدرجت في الدراسة أن 374 مليون شخص يحتاجون إلى الأكسجين الطبي سنويًا، منهم 364 مليون مريض في حالات طبية وجراحية حادة، بالإضافة إلى تسعة ملايين مريض يعانون من أمراض مزمنة، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).

وتقول الدراسة إن من بين الـ364 مليون شخص الذين يحتاجون إلى الأكسجين الطبي سنويًا:

  • 25 مليون شخص مصاب بعدوى الجهاز التنفسي.
  • 17 مليون شخص يعانون من إصابات رضحية (الصدمة).
  • 5.4 مليون مولود حديث الولادة.
  • 259 مليون شخص يخضعون لعمليات جراحية.
  • 9.2 مليون شخص مصاب بمرض الانسداد الرئوي المزمن يحتاجون إلى علاج طويل الأمد بالأكسجين الطبي.

كما أن 82 % من 374 مليون مريض (306 ملايين شخص) يعيشون في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث يتركز 68% منهم في جنوب آسيا، وشرق آسيا، والمحيط الهادئ، وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

الطلب على الأكسجين الطبي يشكل ضغطًا على الأنظمة الصحية

يحتاج المرضى الذين يعانون من "حالات طبية وجراحية حادة" إلى ما لا يقل عن 1.2 مليار متر مكعب من الأكسجين الطبي سنويًا، وهو رقم آخذ في الازدياد في ظل "النمو السكاني، وارتفاع الاحتياجات غير الملباة للعمليات الجراحية، والعلاج بالأكسجين الطبي طويل الأمد"، وفقًا لدراسة المجلة الطبية.

الأكسجين الطبي

وتوضح "لانسيت" في دراستها أن "الطلب على الأكسجين الطبي يزداد بشكل هائل خلال الأزمات مثل الأوبئة والكوارث الطبيعية والحروب"، مما يشكل "ضغطًا هائلًا" على الأنظمة الصحية. فعلى سبيل المثال، في عام 2021، احتاج 52 مليون مريض إضافي إلى 1.9 مليار متر مكعب طبيعي من الأكسجين الطبي لعلاج كوفيد-19 عالميًا.

عدم المساواة في الوصول إلى الأكسجين الطبي

تبيّن المجلة الطبية أنه رغم الاستثمارات التي تمت منذ بداية جائحة كوفيد-19، لا تزال الفجوات في توفير الأكسجين الطبي ضخمة في العديد من الدول منخفضة ومتوسطة الدخل. إذ تشير الدراسة إلى أن أكثر من خمسة مليارات شخص، ما يزيد عن 60% من سكان العالم، لا يحصلون على خدمات أوكسجين طبي آمنة وذات جودة وبتكلفة معقولة.

ووفقًا للدراسة ذاته، فإنه في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، يحصل فقط 89 مليون شخص، نحو 30%، من بين 299 مليونًا يحتاجون إلى الأكسجين الطبي لعلاج الحالات الطبية والجراحية الحادة، على العلاج المناسب، بينما تعاني أفريقيا جنوب الصحراء من أدنى مستويات الوصول، مضيفة أن نسبة الفجوة في تغطية الأكسجين الطبي تبلغ 70%، وهي أكبر بكثير من فجوات التغطية في علاجات فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" 23%، بالإضافة إلى 25% للمصابين بالسل.

العوامل المؤثرة في نقص الأكسجين الطبي

بحسب دراسة "لانسيت"، تشمل الأسباب الرئيسية لنقص الوصول إلى الأكسجين الطبي:

  • عدم وصول المرضى إلى المرافق الصحية.
  • افتقار المرافق الصحية إلى القدرات الأساسية لخدمات الأكسجين الطبي.
  • عدم الكشف عن الحاجة إلى الأكسجين الطبي بسبب نقص أجهزة قياس التأكسج النبضي لمراقبة مستوى الأكسجين الطبي.
  • انقطاع الإمدادات أو سوء الجودة أو عدم الأمان في تقديم العلاج.
  • التكلفة المرتفعة التي يتحملها المرضى.

أما بالنسبة للدول منخفضة ومتوسطة الدخل، فإن أجهزة قياس التأكسج النبضي تتوفر في 54% فقط من المستشفيات العامة، و83% من المستشفيات المتخصصة، فيما تتوفر علاجات الأكسجين الطبي في 58% فقط من المستشفيات العامة، و86% من المستشفيات المتخصصة، وفقًا للدراسة ذاتها.

الأكسجين الطبي 1

وقد تتسبب الانقطاعات المتكررة وتعطل المعدات في الحاجة إلى ترشيد استخدام الأكسجين الطبي، مما يسبب ضغطًا نفسيًا وأخلاقيًا على العاملين في مجال الرعاية الصحية. وفي المرافق الصحية الأولية، يكاد يكون الأكسجين الطبي وأجهزة قياس التأكسج غير متوفرة على الإطلاق.

سد الفجوة في تغطية الأكسجين الطبي عالميًا

بحسب المجلة الطبية، يتطلب سد الفجوة في تغطية الأكسجين الطبي لعلاج الحالات الطبية والجراحية الحادة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل استثمارًا إضافيًا قدره 34 مليار دولار أميركي بين عامي 2025 و2030، مع أكبر الاحتياجات في:

  • 2.6 مليار دولار سنويًا في جنوب آسيا. (2.6 مليار دولار سنويًا).
  • 1.8 مليار دولار سنويًا في شرق آسيا والمحيط الهادئ.
  • 1.7 مليار دولار سنويًا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

تكثيف الجهود لبرامج الوقاية الصحية العامة

ترى المجلة الطبية ازديادًا في الحاجة إلى الأكسجين الطبي عالميًا، وهو ما يلزم تكثيف الجهود في برامج الوقاية الصحية العامة، والتي تستهدف المخاطر الرئيسية التي تزيد الطلب على الأكسجين الطبي، مثل:

  • مكافحة التدخين والإقلاع عنه.
  • تحسين السلامة على الطرق.
  • تحسين الأنظمة الغذائية.
  • الحد من تلوث الهواء الداخلي والخارجي.
  • زيادة معدلات التطعيم.
  • التخفيف من آثار تغير المناخ.
  • الاستثمار في الأكسجين الطبي.

الاستثمار في الأكسجين الطبي عالميًا

تؤكد "لانسيت" في الدراسة أنه ينبغي على الاستثمارات في الأكسجين الطبي أن تأخذ بالاعتبار التكاليف الإضافية الناجمة عن الأوبئة العالمية، حيث "بلغت تكلفة تلبية متطلبات الأكسجين الطبي الإضافية المرتبطة بجائحة كوفيد-19 في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل عام 2021 حوالي 6.8 مليار دولار"، حيثُ تشمل هذه الاستثمارات التكاليف المرتبطة بالعلاج طويل الأمد بالأكسجين الطبي.

وبحسب المجلة الطبية، يُعدّ الاستثمار في الأكسجين الطبي قرارًا استراتيجيًا بالغ الأهمية، إذ تشير الدراسات إلى أنه فعال من حيث التكلفة، تمامًا مثل برامج التطعيم الروتينية للأطفال. وتؤكد المجلة أنه لضمان استثمار فعّال في الأكسجين الطبي وتحسين خدماته، من الضروري وضع خطط وطنية شاملة.

يجب دمج الأكسجين الطبي ضمن الخطط الوطنية

وأضافت أنه لضمان نجاح هذه الخطط، ينبغي على الحكومات إشراك جميع الشركاء من القطاعين العام والخاص المعنيين بتوفير الأكسجين الطبي، بما في ذلك قطاعات الصحة والتعليم والصناعة والطاقة والنقل، وذلك بهدف تصميم نظام مستدام وإنشاء هيكل حوكمة يضمن التنسيق بين جميع الأطراف الفاعلة.

الأكسجين الطبي 2

كما تؤكد على أن يتم دمج أنظمة الأكسجين الطبي ضمن الخطط الصحية الوطنية الأوسع نطاقًا، إضافة إلى إدراجها في استراتيجيات الاستعداد والاستجابة للأوبئة، لضمان استدامة الإمدادات والاستجابة السريعة في أوقات الأزمات.

الأولوية للأكسجين الطبي في الاستثمارات الوطنية

تعليقًا على مضمون الدراسة، يؤكد طبيب الأطفال والمؤلف الرئيسي المشارك في الدراسة، هاميش غراهام، أن "الحاجة ملحة للغاية"، مضيفًا "نحن نعلم أن هناك أوبئة أخرى قادمة، ومن المرجح أن يشهد العالم جائحة أخرى، ربما مشابهة لكوفيد-19، خلال السنوات الـ15 إلى الـ20 المقبلة".

من جانبها، قالت عالمة الأوبئة المختصة بالأمراض المعدية في معهد كارولنسكا والمؤلفة الرئيسية المشاركة في الدراسة، كارينا كينغ، إن: "الأولوية واضحة، فالأكسجين الطبي يعد عنصرًا أساسيًا تمامًا لعمل أي نظام صحي، مضيفة "لقد شهدنا استثمارات ضخمة في المعدات، لكن الاستثمارات في كيفية تشغيل هذه المعدات بشكل مستدام كانت ضئيلة للغاية، بحسب ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أشارت في تقرير نُشر عقب انتشار كوفيد-19، إلى أن الجائحة العالمية كشفت عن ثغرات خطيرة في إتاحة الأكسجين الطبي للمستشفيات، لا سيما في البلدان الهشّة والمتأثرة بالنزاعات، وهو الأمر الذي دفعها إلى إنشاء شبكة إقليمية ومنصة بيانات لمراقبة توفر الأكسجين الطبي واستخدامه لضمان استمرارية الدعم على المدى الطويل.

كلمات مفتاحية

الفاتيكان عند مفترق طرق.. هل يشهد التاريخ أول بابا إفريقي في العصر الحديث؟

تبدو إفريقيا مرشحة لأن تكون في قلب التغيير الكنسي، وسط توقعات تاريخية بإمكانية انتخاب أول بابا إفريقي في العصر الحديث، في خضم صراع بين التيارين التقدمي والمحافظ

الإسكان الاجتماعي المصري.. حلم الشباب في شقة يتبخر

تحول السكن اليوم إلى حلم بعيد المنال للملايين من الشباب من أبناء الطبقة المتوسطة

مخيمات مكتظة وأطفال جياع.. لاجئو السودان يواجهون مصيرًا مجهولًا في تشاد

تشير تقارير مفوضية اللاجئين إلى أن مقاطعات شرق تشاد، التي تأوي أصلًا 400 ألف لاجئ سوداني لجأوا إليها عقب اندلاع حرب دارفور عام 2003، تُعد من بين أكثر المقاطعات حرمانًا في البلاد

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة