دمار غير مسبوق في المنازل .. هل سيعود المستوطنون إلى شمال فلسطين المحتلة؟

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن دمارًا غير مسبوق لحق بالمستوطنات في شمال فلسطين المحتلة جراء الهجمات التي يشنها حزب الله منذ أكثر من عام، ما يجعل عودة المستوطنين إليها مستبعدة في حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن المستوطنات الـ42 التي تم إجلاء المستوطنين منها قبل أكثر من عام، يكتنفها الغموض بشأن تقييم الوضع داخلها ووصف ما حدث لها عندما يفكر المستوطنون في العودة إليها.

بحسب البيانات التي كشفت عنها مصلحة الأملاك الإسرائيلية فقد  تم إحصاء حوالي 9 آلاف مبنى  تعرض لأضرار داخل المستوطنات، بالإضافة إلى أكثر من 7 آلاف مركبة

وتحدث رئيس المجلس الاستيطاني "ميتا آشر" في الجليل المحتل، موشيه دافيدوفيتز، بغضب للصحيفة العبرية قائلًا: "ليس لدى إسرائيل أي فكرة عن حجم الضرر وما يجب القيام به للتعامل معه في اليوم التالي للحرب".

وأشار دافيدوفيتز إلى أن الشيء الوحيد الذي يعرفونه الآن هو أنهم سيعودون كـ"لاجئين دون أمن أو أفق للاقتصاد أو التعليم أو البنية التحتية أو الزراعة أو السياحة". وأضاف: "نحن ندفع ثمن التسوية السياسية مجبرين، ونجد أنفسنا لاعبين في لعبة ساخرة وقاسية ومحزنة للغاية بالنسبة لنا".

تقارير تفيد بأنه ساعات قليلة تفصلنا عن إعلان وقف إطلاق النار بين لبنان و "إسرائيل"، وذلك بعد يومين من التصعيد العسكري غير المسبوق.
اقرأ أكثر: https://t.co/TXzIjT0YXX pic.twitter.com/xsoASSpCsG

— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) November 26, 2024

وبحسب البيانات التي كشفت عنها مصلحة الأملاك الإسرائيلية فقد  تم إحصاء حوالي 9 آلاف مبنى  تعرض لأضرار داخل المستوطنات، بالإضافة إلى أكثر من 7 آلاف مركبة، نتيجة الهجمات التي شنها حزب الله. وفق ما أفادت به الصحيفة العبرية.

وقدرت الخسائر  بملايين الدولارات خلال عمليات إخلاء المستوطنين والإصابات في المنازل، ولم يبلغ عنها بسبب تعليمات من جيش الاحتلال، فضلًا عن خسائر كبيرة لم يتم التعويض عنها نتيجة عجز المقاولين عن ترميم الأضرار.

وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن المستوطنات الخمس الواقعة على خط المواجهة مع حزب الله تعرضت لأكبر الأضرار، وهي المنارة، وشتولا، وكريات شمونة، وزرعيت، ونهاريا. وتتصدر شلومي، ونهاريا، والمنارة حجم الأضرار والإصابات الأكبر في المباني السكنية.

وأوضحت الصحيفة أن الدمار لم يقتصر على المنازل والمباني العامة، بل امتد إلى مواقع جيش الاحتلال، التي باتت بحاجة إلى ترميم، وبعضها تم تدميره بالكامل ويحتاج إلى إعادة بناء.

ونقلت الصحيفة العبرية عن رئيس مجلس مستوطنة "كريات شمونة"، أفيخاي شتيرن، قوله: "كل منزل من آلاف المنازل في المستوطنة يحتاج إلى إعادة إعمار. وقد يستغرق الأمر أشهرًا في حال توفر عدد كافٍ من المقاولين للترميم والكوادر المختصة في ظل النقص الحاد نتيجة الدمار الكبير".

وتحدث شتيرن عن التقارير اليومية الواردة من المستوطنين الذين يزورون المنطقة لجلب حاجياتهم، والتي تشير إلى تعرض بيوتهم لضربات بالصواريخ أو أضرار ناجمة عن الانفجارات والشظايا. وكثير من المستوطنين لا يزورون المنطقة خوفًا من التعرض لإطلاق نار كثيف أو صواريخ دون إنذار.

وأشار رئيس مجلس مستوطنة "كريات شمونة" إلى أنه في حال قامت الحكومة بطرد المستوطنين من الفنادق والشقق المستأجرة لهم، وأمرت بتعليق الدراسة للطلاب في الأماكن التي استوعبوا بها، فإن المستوطنين لن يبقوا لفترة طويلة. وعندما يرون المكان الذي يعودون إليه، ستكون موجة النزوح عن المستوطنات أكبر. وقال شتيرن: "لا يوجد منزل لا يحتاج إلى ترميم بعد النزوح عنه".

وأضافت الصحيفة العبرية أن الفئران سكنت منازل المستوطنين وألحقت أضرارًا بالأثاث والملابس، كما قضمت كابلات الاتصالات والكهرباء والبنية التحتية للصرف الصحي. بالإضافة إلى ذلك، تفككت أنابيب المياه بسبب القصف، ودمرت شظايا الصواريخ أسطح المنازل، ما أدى إلى تسرب مياه الأمطار، وانتشار العفن والديدان داخل المنازل.

ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن أحد المستوطنين قوله: "سيستغرق الأمر منا أشهرًا عديدة قبل أن نتمكن من ترميم ما جرى تدميره". وأضاف متسائلًا: "ما الذي ينتظرنا هنا بعد سنوات قليلة عندما يصبح حزب الله أقوى؟".