دمر الاحتلال العشرات منها.. الإبادة تطال المواقع الأثرية في قطاع غزة
3 ديسمبر 2024
أكد إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن إسرائيل دمرت 206 مواقع أثرية وتراثية في القطاع، ضمن سياسة "ممنهجة" تهدف إلى طمس الهوية الفلسطينية.
وقال الثوابتة في مقابلة مع وكالة "الأناضول" إن هذه المواقع، التي تشمل مساجد تاريخية وكنائس ومعالم ثقافية، تعرضت للتدمير والنهب من قبل الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب على غزة.
وأشار إلى أن من بين المواقع التي تعرضت للدمار "المسجد العمري" في جباليا، و"المسجد العمري الكبير" في مدينة غزة، بالإضافة إلى "مسجد الشيخ رضوان" في المدينة القديمة.
دمر الاحتلال 206 مواقع أثرية وتراثية في غزة، ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى طمس الهوية الفلسطينية
كما تم استهداف كنيستي "القديس جورج" و"برفيريوس" للروم الأرثوذكس، إلى جانب المستشفى الأهلي العربي. وتعد مدينة غزة القديمة، التي تعود إلى العصر الفينيقي، واحدة من أبرز المعالم التي طالتها الهجمات الإسرائيلية.
واعتبر الثوابتة أن هذا الاستهداف هو جزء من استراتيجية إسرائيلية "لطمس التراث الثقافي الفلسطيني" وترسيخ الاحتلال، مؤكدًا أن هذه الجرائم تُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي. وأضاف أن استهداف المواقع الأثرية الفلسطينية يهدف إلى محو التاريخ الفلسطيني وتحويل الواقع لصالح الاحتلال.
وشدد الثوابتة على أن هذه الأعمال تُعد "جرائم حرب"، مطالبًا المجتمع الدولي بإدانتها ومحاسبة الاحتلال. كما حمّل إسرائيل والدول الداعمة لها، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه الهجمات، داعيًا إلى تكثيف الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف استهداف المواقع الثقافية الفلسطينية.
وأكد الثوابتة تمسك الشعب الفلسطيني بإرثه الثقافي، مشيرًا إلى أن محاولات الاحتلال لطمس الهوية الفلسطينية لن تنجح في تغيير التاريخ أو الحقائق على الأرض.
وأشار إلى أن سياسة الاحتلال في طمس الهوية والتراث الفلسطيني لا تقتصر على قطاع غزة فقط، بل تمتد إلى الضفة الغربية، حيث تتعرض المواقع الأثرية لحملة منهجية من التدمير والإبادة. وأوضح أن العديد من المعالم التاريخية في الضفة يتم تحويلها إلى أنقاض بفعل الاستهداف الإسرائيلي المتواصل.
ويواجه التراث الفلسطيني تحديات كبيرة بسبب السياسات الإسرائيلية التي تهدف إلى طمس معالمه التاريخية. ففي وقت تسعى فيه الجهات الفلسطينية إلى الحفاظ على هذا الإرث، يقف الاحتلال عائقًا أمام جهود الترميم والصيانة، مما يهدد بإبادة جزء من التاريخ الفلسطيني وتحويله إلى أنقاض.