رابطة سجن صيدنايا: فريقنا حدد هوية بعض المتورطين في سرقة وثائق حساسة
20 ديسمبر 2024
كشفت "رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا" عن تمكنها من تحديد هوية شخصين، كانا ضمن مجموعة من الأشخاص الذين عمدوا إلى سرقة وثائق وأجهزة إلكترونية من داخل سجن صيدنايا، في اليوم الذي تمكنت فيه فصائل المعارضة السورية من تحرير المعتقلين والمعتقلات من السجن الذي وصف في يوم من الأيام بـ"المسلخ البشري"، وذلك بعد ساعات من سقوط نظام الأسد في سوريا، قبل نحو أسبوعين.
وبحسب ما أفادت "رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا"، فإن فريقها استطاع تحديد "هوية بعض الأفراد المتورطين في سرقة أجهزة الكمبيوتر من سجن صيدنايا"، بناءً على شهادات حصل عليها من السكان المحليين وأهالي المختفين، بالإضافة إلى توثيق فريق الرابطة للأحداث التي رافقت دخول فصائل المعارضة السورية إلى السجن قبل أكثر من 10 أيام، عقب فرار رئيس النظام المخلوع، بشار الأسد، خارج البلاد.
الشهادات التي حصلت عليها الرابطة من مصادرها المحلية في بلدة تلفيتا في منطقة التل، 4 كم غرب السجن، أفادت بقيام "مجموعة من الشبيحة واللصوص الذين كانوا على ارتباط بالنظام المخلوع بالتسلل إلى السجن"، وذلك بعد توافد أهالي المعتقلين، وانسحاب فصائل المعارضة التي اقتحمت السجن، لافتة إلى أن هذه المجموعات عمدت إلى "سرقة أجهزة الكمبيوتر من غرفة المراقبة وبعض الملفات من القلم الأمني في السجن".
تمكن فريق "رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا" من تحديد هوية شخصين، كانا ضمن مجموعة من الأشخاص الذين عمدوا إلى سرقة وثائق وأجهزة إلكترونية من داخل السجن
وفقًا لإحدى الشهادات التي وثقتها الرابطة، يقول أحد الشهود الذي توجه من مدينة دوما بريف دمشق إلى سجن صيدنايا للبحث عن أخيه المعتقل، إنه تفاجئ لحظة وصوله بوجود "سيارة تويوتا ملوثة بالطين"، مضيفًا أنه كان يتواجد داخل السيارة "خمسة أشخاص كانوا ينقلون أوراقًا وملفات من داخل السجن إلى السيارة"، مضيفًا أنه "من بين الأشياء التي تم نقلها جهازي كمبيوتر مكتبيين".
كما أشار شخص آخر من مدينة التل، تبعد 15 كم جنوب السجن، إلى إنه "عند وصوله إلى السجن للبحث عن شقيقه المعتقل منذ أحد عشر عامًا، قد شاهد أحد أفراد المجموعة يحمل كيسًا أبيض كبيرًا إلى داخل السيارة ذاتها"، بحسب وصف الشهود.
وتعليقًا على ذلك، قالت الرابطة إن فريقها المتواجد في دمشق "تواصل مع الجهات العسكرية التي تشرف على السجن وقدم لها المعلومات التي حصل عليها"، وأضافت أنها تمكنت "بعد التأكد من الصور التي حصلت عليها من الشهود، والاستفسار من عدد من المصادر المحلية، من تحديد اسم شخصين من هذه العصابة"، لافتة إلى أنهما من سكان تلفيتا.
وبحسب الرابطة، فإن العصابة التي تم رصدها في سجن صيدنايا تُعد "جزء من مجموعة صغيرة تضم 14 شخصًا من الشبيحة وفلول النظام المخلوع، والتي طالبتهم الإدارة بتسليم نفسهم وتقوم بجمع المعلومات عن أماكن وجودهم"، لافتة إلى أن أحد أفراد المجموعة "قام بتسليم نفسه إلى عناصر إدارة العمليات العسكرية"، دون أن تحصل على أي معلومات حول أجهزة الكمبيوتر والملفات التي كانت بحوزتهم.
وناشدت الرابطة في نهاية تقريرها "أهالي مدينة صيدنايا والمناطق المجاورة بالتعاون وتقديم أي معلومات قد تفيد في الوصول إلى هؤلاء الأشخاص الذين ما زالوا متوارين عن الأنظار"، مؤكدة الأهمية البالغة لهذه الأجهزة المسروقة التي "تحتوي على معلومات حساسة ووثائق قد تُساهم في كشف حقيقة ما جرى داخل سجن صيدنايا، وتُلقي الضوء على مصير آلاف المعتقلين والمفقودين".
🎥 فرع المنطقة.. كاميرا الترا صوت في أحد أبرز مسالخ نظام الأسد. pic.twitter.com/111Yni2sAS
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) December 13, 2024
وشددت الرابطة على أن "هذه المعلومات قد تكون أساسية في جهود البحث عن الحقيقة وتحقيق العدالة لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي وقعت في سجن صيدنايا"، طالبة من أي شخص "لديه معلومات عن مكان تواجد هؤلاء الأشخاص الاتصال بها عبر الوسائل المتاحة، مع ضمان سرية المعلومات وحماية هوية المُبلغين".
وكانت مؤسسة الدفاع المدني السوري، المعروفة بـ"الخوذ البيضاء"، قد طالبت في بيان لها، أمس الخميس، باتخاذ إجراءات صارمة لوقف الانتهاكات المتكررة التي تطاول المقابر الجماعية التي ارتكبها نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، منذ عام 2011، مؤكدةً أن الكشف غير المسؤول عن مواقع المقابر الجماعية ونبشها بطريقة عشوائية "يمثل تعديًا على كرامة الضحايا وحقوق عائلاتهم".
وأضاف الدفاع المدني مؤكدًا أن "هذه الممارسات تُلحق ضررًا بالغًا بمسرح الجريمة، وتُضعف الأدلة الجنائية التي يمكن أن تكشف مصير المفقودين وتساعد في محاسبة مرتكبي الجرائم"، مطالبة الحكومة الانتقالية السورية ووسائل الإعلام بـ"ضرورة تحمل مسؤولياتهم في احترام وحماية هذه الأماكن من العبث بها، وبضرورة وقف هذه الانتهاكات بأسرع وقت ممكن".