1. طلبة

ربيع طلابي في جامعة ميسوري الأمريكية

11 نوفمبر 2015
طلاب جامعة ميسوري يحتفلون باستقالة رئيس الجامعة بعد الاحتجاجات (Getty)
أحمد الأمينأحمد الأمين

ربيع طلابي "إفريقي" شهدته جامعة ميسوري الأمريكية أطاح برئيس الجامعة وأحد كبار المسؤولين الإداريين فيها. التحرك الطلابي انطلق في آب/أغسطس الماضي، عندما أعلنت الإدارة أنها ستوقف دفع التأمين الصحي للطلاب المتخرجين العاملين كمساعدين في الجامعة. وقد انضم هؤلاء إلى الناشطين المحتجين على الممارسات العنصرية ضد الطلاب ذوي الأصول الإفريقية التي يشهدها حرم الجامعة، ونظموا عددًا من التظاهرات والأنشطة، لكن مطالبهم لم تلقى آذانًا صاغية من إدارة جامعة ميسوري التي يشكل السود نحو خمسة وعشرين بالمائة من طلابها البالغ عددهم خمسة وثلاثين ألفًا.

توقفت وسائل الإعلام الأمريكية عند الدور المتنامي لنجوم الرياضة في الحياة السياسية واستخدام شهرتهم للتأثير في الرأي العام الأمريكي

وجاءت استقالة رئيس الجامعة "تيم وولف" عقب حركة تصاعد الاحتجاجات الطلابية نهاية الأسبوع الماضي، بمؤازرة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي التي شهدت حملة مركزة نددت بالانتهاكات العنصرية ضد الطلاب والموظفين السود في جامعة ميسوري، وشارك عشرات الآلاف ما نشره أستاذ من الأصول الإفريقية على موقعه على الفيسبوك حول تعرضه لشتائم عنصرية من قبل مجموعات من الطلاب البيض داخل حرم الجامعة، فيما الإدارة لم تحرك ساكنًا. وفي حرم الجامعة نظمت تظاهرات واعتصامات قادتها مجموعة طلابية تطلق على نفسها اسم "ستودنت كونسرن 1950 "، في إشارة إلى أول طالب من الأقلية الإفريقية دخل جامعة ميسوري عام 1950، فيما بدأ بعض الطلاب إضرابًا مفتوحًا عن الطعام. أما القشة التي قصمت ظهر البعير فقد جاءت من إعلان واحد وثلاثين لاعبًا من الأصول الإفريقية في منتخب الجامعة للعبة الفوتبول، عبر تغريدة على تويتر، التضامن مع زملائهم ومقاطعة اللعب في مباريات الدوري الوطني العام، في حال لم يقدم رئيس الجامعة استقالته. فكان لتدخل الرياضيين السود دور حاسم في دفع وولف للاستقالة تجنبًا لخسارة صندوق الجامعة ملايين الدولارات فيما لو نفذ اللاعبون السود تهديدهم.

اقرأ/ي أيضَا: في أمريكا أيضًا..السلاح زينة الرجال

وتوقفت وسائل الإعلام الأمريكية عند الدور المتنامي لنجوم الرياضة في الحياة السياسية واستخدام شهرتهم للتأثير في الرأي العام الأمريكي، وأشارت إلى ما قام به الموسم الماضي خمسة لاعبين من أصول إفريقية من فريق "سانت لويس رامس" وتحيتهم للجماهير في الملعب بإشارة حملة "هاندز اب، دونت شووت" ضد رجال الشرطة الأمريكية بعد مقتل مايكل براون الشاب الأسود في فيرغسون، وارتداء اللاعب الأسود "ديريك روز" نجم فريق شيكاغو بوولز، في إحدى مباريات البطولة الوطنية لكرة السلة، قميصًا كتب عليه عبارة "لا يمكنني التنفس" في إشارة إلى الكلمات الأخيرة التي قالها الشاب الأسود "إيريك غارنر" قبل وفاته خنقًا خلال اعتقاله من قبل مجموعة من رجال الشرطة في نيويورك.

ومثل الكثير من الطلاب الملونين في الولايات المتحدة شاركت مجموعة "ستودنت كونسرن 1950" في التظاهرات والاحتجاجات السلمية التي شهدتها مدينة فيرغسون، واستمرت لأشهر عقب مقتل مايكل بروان. فقد أججت تلك الحادثة غضب الشبان السود في مختلف المدن والجامعات الأمريكية. وأعادت إحياء الحركة الطلابية الأمريكية التي تمحور نضالها في النصف الثاني من القرن الماضي على مكافحة العنصرية وحماية الحقوق المدنية للأقليات وخصوصًا الأمريكيين من أصول إفريقية الذين تعرضوا على مدى أكثر من قرنين للاضطهاد والعبودية على يد الأوروبيين البيض. واعتبرت استقالة رئيس جامعة ميسوري نصرًا للحركة الطلابية على المستوى الوطني، ونظمت احتفالات طلابية في كافة الولايات فيما نقل متحدث باسم البيت الأبيض مباركة الرئيس باراك أوباما الانتصار الطلابي في ميسوري، واعتبره حافزًا لجميع الأمريكيين من أجل التغيير ومكافحة كل أشكال التمييز العنصري في المجتمع الأمريكي.

ويعزز هذا النصر الطلابي "الديمقراطي" الدور المتنامي للشباب في الحياة السياسية الأمريكية ويفتح لهم المجال للعب دور أكبر في المعركة الانتخابية المحتدمة حاليًا بين المرشحين للانتخابات الرئاسية العام المقبل. والأرجح أن هؤلاء سيسارعون إلى اقتناص اللحظة السياسية وإعادة برمجة أجنداتهم الانتخابية وإعطاء مساحة أكبر لقضايا الشباب والتعليم في الولايات المتحدة.

ما يجب التوقف عنده أيضًا هو الصوت الشبابي في الجانب الآخر، الذي تعبر عنه مجموعات الطلاب البيض التي تسببت في الاحتجاجات في جامعة ميسوري .يقودنا ذلك إلى القراءة في الغضب الشبابي في أوساط اليمين المحافظ والشرائح الشعبية المؤيدة للحزب الجمهوري. فقد يعبر أفراد من هذه الشرائح عن غضبهم بممارسات عنصرية ضد الأمريكيين من أصول إفريقية أو لاتينية أو مسلمة، وأحيانًا بجرائم عنصرية تصل إلى مستوى المجازر مثلما شهدنا في كنيسة تشارلستون، كما يجب التوقف كذلك، عند صعود قيادات شابة للتعبير عن طموحات ومخاوف اليمين الأمريكي وسعيها الدؤوب لإحداث تغيير جذري في الطبقة السياسية التقليدية التي تحكم مؤسسة الحزب الجمهوري.

اقرأ/ي أيضًا: سجون أمريكا..فضيحة الديمقراطية 

كلمات مفتاحية

جامعة ستانفورد تتيح 5 كورسات تعليمية مجانًا هذا العام يمكن الالتحاق بها الآن

يمكن الالتحاق بهذه البرامج مجانًا الآن. 

 

في 10 نقاط.. دليل الطلبة المتكامل لزيادة فعالية التعلّم وتحقيق النجاح

إن أردت التعلم من المهم أن تقوم أولاً باستكشاف تقنيات وطرق التعلم الذي أثبتت فاعليتها

طلاب لبنانيون في أوكرانيا يدفعون ثمن الحرب

بعد ساعات من إعلان بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، وجد مئات الطلاب اللبنانيين الذي يدرسون في جامعات أوكرانيا أنفسهم عالقين في أتون الحرب المستعرة

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة