رسائل إلى بكين.. مجموعة "كواد" تجدد التزامها بمواجهة تنامي النفوذ الصيني
22 يناير 2025
في أول اجتماع لها بعد عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، أكدت مجموعة "كواد" الرباعية المعروفة أيضًا باسم "الحوار الأمني الرباعي"، التي تضم الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان، التزامها العمل معًا وخاصةً فيما يتعلق بمواجهة تنامي النفوذ الصيني.
وقالت الدول الأربع في بيان مشترك صدر بعد محادثات جرت في واشنطن، واستضافها وزير الخارجية الأميركي الجديد ماركو روبيو، في أول يوم له في منصبه، إنه سيجري الاجتماع بانتظام للتحضر لقمة الزعماء المقبلة في الهند، والمتوقعة هذا العام.
وتتشارك الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان الخوف من القوة المتنامية للصين، فيما أكد محللون كُثر أن الهدف من الاجتماع كان التأكيد على أن مواجهة الصين تمثّل أولوية قصوى لترامب، الذي بدأت ولايته الثانية يوم أول أمس الإثنين.
يؤكد اجتماع مجموعة "كواد" الرباعية في واشنطن أن مواجهة النفوذ الصيني المتنامي تمثل أولوية بالنسبة إلى ترامب
واعتبر المحللون أن هذا الاجتماع بمثابة خطوة أولى في مسار مواجهة "النزعة العدوانية" للصين في المنطقة، وأن توقيته يؤكد على أن هذه المسألة من أولويات ترامب الرئيسية خلال ولايته الثانية، خاصةً أنها كانت من أبرز المسائل الحاضرة في حملته الانتخابية.
وشدد البيان المشترك على التزام المجموعة: "بتعزيز منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة حيث يتم دعم سيادة القانون والقيم الديمقراطية والسيادة وسلامة الأراضي والدفاع عنها".
وفي إشارة واضحة إلى التهديدات الصينية بشأن مطالبها بالسيادة على تايوان، أكد البيان أن دول "الرباعية" تعارض وبشدة: "أي إجراءات أحادية الجانب تسعى إلى تغيير الوضع الراهن بالقوة أو الإكراه"، في هذه المنطقة.
وأوضح بيان صادر عن الحكومة اليابانية، في وقت لاحق، أن هذه المنطقة تشمل أيضًا بحر الصين الشرقي، الذي يعتبر ساحة صراع وتنافس بين طوكيو وبكين، إضافةً إلى بحر الصين الجنوبي.
وأعرب وزير الخارجية الياباني، تاكيشي إيوايا، عن مخاوفه بشأن الأسلحة النووية لكوريا الشمالية إضافةً إلى برنامجها الصاروخي، مؤكدًا في اجتماع مع وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، وآخر مع مستشار ترامب للأمن القومي، مايك والتز، أن اليابان ليس لديها سوى خيار الاستمرار في تعزيز قدراتها الدفاعية في ظل الوضع الأمني المتوتر في منطقة شرق آسيا.
في المقابل، كان هدف أستراليا من الاجتماع هو الحصول على تطمينات بخصوص مشروع الدفاع المشترك مع أميركا "أوكوس"، الذي ستحصل أستراليا بموجبه على غواصات هجومية تعمل بالطاقة النووية، وأسلحة متقدمة أخرى تشمل الصواريخ الفرط صوتية. وقد قالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ، في مؤتمر صحفي في واشنطن، إنها أجرت "مناقشات إيجابية للغاية"، مع وزير الخارجية الأميركي بشأن "أوكوس".
نددت الصين بنشاط مجموعة "كواد"، معتبرةً أنها تعمل على إحياء حرب باردة جديدة في منطقة شرق آسيا
ونددت الصين بنشاط مجموعة "كواد"، معتبرةً أنها تعمل على إحياء حرب باردة جديدة في منطقة شرق آسيا. فيما شددت في مناسبات عدة على أن تحالف "أوكوس"، الذي يجمع واشنطن وكانبرا، من شأنه أن يكثف سباق التسلح الإقليمي ويزعزع استقرار المنطقة.
وكان ماركو روبيو قد وصف الصين بأنها: "العدو الأقوى والأكثر خطورة والأكثر تكافؤًا الذي واجهته هذه الأمة على الإطلاق"، وذلك خلال جلسة تأكيد تعيينه وزيرًا للخارجية في مجلس الشيوخ.