رغم الوعود بانسحاب كامل.. قرار أمريكي بالإبقاء على مئات الجنود في أفغانستان
25 يونيو 2021
الترا صوت – فريق التحرير
كشف مسؤولون أمريكيون لوكالة أسوشيتد برس أن واشنطن تخطط للإبقاء على ما يقرب من 650 جنديًا أمريكيًا في أفغانستان، لـ"توفير الأمن للدبلوماسيين بعد أن تكمل القوة العسكرية الأمريكية الرئيسية انسحابها"، والذي من المقرر أن يتم في الأسبوعين المقبلين.
كشف مسؤولون أمريكيون لوكالة أسوشيتد برس أن واشنطن تخطط للإبقاء على ما يقرب من 650 جنديًا أمريكيًا في أفغانستان رغم الوعود بانسحاب كامل ووشيك
عطفًا على ذلك، نقلت الوكالة عن المسؤولين الأمريكيين أن هناك نية للإبقاء على مئات الجنود من القوات الأمريكية الإضافية في مطار كابول، على الأقل حتى شهر أيلول/سبتمبر، لمساعدة القوات التركية على توفير الأمن، كخطوة مؤقتة حتى يتم تنفيذ عملية أمنية رسمية بقيادة تركيا. وكان المسؤولون الأمريكيون قد وعدوا بأن خروج القوات العسكرية الأمريكية وقيادة التحالف ومعظم القوات الأخرى سيتم بحلول الرابع من تموز/يوليو أو بعد ذلك بوقت قصير.
اقرأ/ي أيضًا: تقرير: واشنطن تبحث عن قواعد بديلة بعد الانسحاب من أفغانستان
وتأتي هذه الأنباء وسط مكاسب متسارعة تحققها حركة طالبان على الأرض، مما يعزز مخاوف بعض الدول الغربية من احتمال انهيار الحكومة الأفغانية وجيشها في غضون أشهر، إضافة إلى مساعي استخباراتية أمريكية من أجل إيجاد قواعد بديلة قريبة من أفغانستان.
وترى "أسوشيتد برس" أن قرار الاحتفاظ بقوات إضافية في البلاد لعدة أشهر أخرى يجعل إعلان نهاية حقيقية لأحد أطول الحروب الأمريكية قبل الخريف القادم أكثر تعقيدًا بالنسبة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن. وفي بيان مساء الخميس، قال السكرتير الصحفي للبنتاغون جون كيربي إنه كما أمر بايدن، ستكمل الولايات المتحدة الانسحاب بحلول أوائل أيلول/سبتمبر، معتبرًا أنه "لم يتغير شيء بخصوص هذا الهدف"، مع ذلك فقد أقر بأن "الوضع ديناميكي، ونراجع تقدمنا يوميًا".
ومن المفترض أن يلتقي الرئيس الأفغاني أشرف غني ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية عبد الله عبد الله، بالرئيس الأمريكي اليوم الجمعة، في البيت الأبيض. وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن الزعيمين الأفغان سيلتقيان في البنتاغون مع وزير الدفاع لويد أوستن وربما مسؤولين آخرين في الإدارة.
وحسب الوكالة، من المفترض أن توفر القوات الأمريكية البالغ عددها 650 تقريبًا والتي تم التخطيط لها لتكون قوة دائمة في أفغانستان الأمن للسفارة الأمريكية وبعض الدعم المستمر في المطار. إضافة إلى ذلك، تخطط الولايات المتحدة أيضًا للإبقاء على طاقم جوي لدعم طائرات الهليكوبتر في المطار، إضافة إلى أنظمة عسكرية أخرى.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نقلت عن مصادرها في وقت سابق من هذا الشهر، أن وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه (CIA)" تبحث حاليًا عن بدائل قريبة من أفغانستان لاستمرار جمع المعلومات الاستخباراتية، وأن الخيارات منحسرة بين باكستان وجمهوريات سابقة في الاتحاد السوفييتي، وأن كلا الخيارين تواجهه صعوبات كثيرة.
وتتخوف الولايات المتحدة في هذا الصدد من عودة طالبان إلى السيطرة على أفغانستان ومن عودة ما تسميه "التهديدات الأمنية لمصالحها"، ولذلك يبذل المسؤولون الأمريكيون، على أعلى مستوى أمني، جهودهم لتأمين قواعد قريبة من أفغانستان، لتمكين الولايات المتحدة من تنفيذ أي عمليات مستقبلية بيُسر، لكن الحصول على مكان استراتيجي بالقرب من أفغانستان ليس بالسهولة المتوقعة حسب نيويورك تايمز، وقد يكلف واشنطن تنازلات كبيرة لصالح الباكستانيين والروس.
فقد اشترطت باكستان لاستقبال قاعدة أمريكية جديدة، حسب الصحيفة، موافقتها المسبقة على أي هدف ترغب "سي آي إيه" أو الجيش الأمريكي في ضربه داخل أفغانستان. وسبق للولايات المتحدة أن استخدمت، حسب نيويورك تايمز، قاعدة هناك لشن ضربات بطائرات بدون طيار ضد المسلحين في الجبال الغربية للبلاد، لكن طاقم تلك المنشأة تم طرده عام 2011، عندما انهارت العلاقات الأمريكية مع باكستان.
وفوق ذلك اعتبرت الصحيفة أن أي اتفاق الآن مع باكستان "يجب أن يتغلب على الواقع المزعج المتمثل في أن الحكومة الباكستانية تدعم طالبان منذ فترة طويلة". وقد اضطَرّ هذا الأمر الدبلوماسيين الأمريكيين إلى البحث عن خيار العودة إلى قواعد بجمهورياتٍ سوفيتية سابقة، إلا أنهم يتوقعون معارضة قوية من روسيا.
وأفادت الصحيفة الأمريكية في ذات السياق أن التقارير العسكرية الأمريكية الأخيرة حول الوضع في أفغانستان كانت متشائمة، كما سلطت الضوء على المكاسب التي حققتها طالبان، محذرة من أن كابول قد تسقط في أيدي طالبان في غضون سنوات "وتعود لتكون ملاذًا آمنًا للمسلحين العازمين على ضرب الغرب".
تتخوف الولايات المتحدة في هذا الصدد من عودة طالبان إلى السيطرة على أفغانستان ومن عودة ما تسميه "التهديدات الأمنية لمصالحها"
ونقلت الصحيفة في هذا الصدد عن الرئيس السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية دوغلاس لندن قوله "إن هناك احتمالية لاعتماد الوكالة على شبكة من المخبرين في أفغانستان الذين سيجمعون معلومات استخباراتية عن طالبان والقاعدة وغيرها" مضيفًا أنه"بدون وجود كبير وحقيقي هناك فإن فحص المعلومات الاستخباراتية سيكون تحديًا".
اقرأ/ي أيضًا:
