رغم محاولات الإنكار.. أصوات داخل إسرائيل تقر بوقوع إبادة جماعية في غزة
19 ديسمبر 2024
مع استمرار حرب الاحتلال على غزة، تتزايد الأصوات داخل إسرائيل التي تعترف بأن ما يقوم به الاحتلال هو جرائم ضد الإنسانية وحرب إبادة جماعية.
من بين هؤلاء المؤرخ والباحث في الهولوكوست بالجامعة العبرية، عاموس غولدبيرغ، الذي نشر مقطع فيديو يحمل عنوان "لا لبس فيها"، يتحدث فيه عن أن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية.
وفي تعليقه على الفيديو قال عالم الأنثروبولوجيا وعضو هيئة تدريس بكلية هداسا الأكاديمية، والباحث المشارك بمعهد ترومان في الجامعة العبرية، تشين برعام، أن غولدبيرغ لا يقوم بدعاية عدائية بل هو باحث يحظى باحترام كبير.
ما يحدث في غزة، وفقًا لأغلب التقديرات، هو إبادة جماعية، لأن عدد الضحايا الفلسطينيين يتوافق بالفعل مع المستوى العالي من التقديرات للضحايا في حالة الروهينغا
والأمر لا يقتصر على غولدبيرغ، بل إن باحثًا آخرًا في الهولوكوست هو دانييل بيلتمان، أكد أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب فظيعة في غزة، تتراوح بين التطهير العرقي والإبادة الجماعية. معتبرًا أن الدعوة لمراقبة ما يحدث في غزة ووقفه لم تعد حكرًا على المنظمات الدولية أو الباحثين في الخارج وحدهم، بل وصل الأمر للباحثين الإسرائيليين.
وأضاف برعام، في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، أنه ما يحدث في غزة سواءً كانت حرب إبادة جماعية أو احتمال فلا يمكن تجاهله، مشيرًا إلى قيامه، على مدار سنين، بدراسة العديد من حالات الإبادة الجماعية ضد الشركس في روسيا، والروهينغا في بورما، وفي الصراع بين أرمينيا وأذربيجان، وما شهدته من وقوع مذابح متبادلة، واليوم ما يحدث في غزة، وفقًا لأغلب التقديرات، فإن "عدد الضحايا الفلسطينيين يتوافق بالفعل مع المستوى العالي من التقديرات للضحايا في حالة الروهينغا، كما أن تدمير البيئة المعيشية بأكملها هائل، وربما غير مسبوق".
عائلات فلسطينية اتهمت وزارة الخارجية الأميركية بالتحايل عمدًا على قانون "ليهي" الذي يحظر تقديم المساعدات للوحدات الأمنية أو العسكرية التي تقوم بانتهاكات لحقوق الإنسان دون محاسبتها.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) December 19, 2024
اقرأ أكثر: https://t.co/ismzmKTi2e pic.twitter.com/Tlb7ZqakcH
لكنه لفت إلى أنه من الصعب أو من المستحيل بالنسبة لأغلب الإسرائيليين قبول المناقشة هذا الأمر على الإطلاق، بسبب صدمتهم من هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وأن الكثير من أبنائهم وجيرانهم وأصدقائهم كانوا من بين الجنود المقاتلين في غزة، كما أن الساسة الإسرائيليين المتطرفين ليسوا معنيين بهذا السؤال.
من جهة أخرى، حاول الباحث الإسرائيلي الادعاء بأن ما يحدث في غزة هو حدث مبني على سلسلة من الأحداث التي لم يتم التخطيط لها بالضرورة مسبقًا بل ربما تنفيذًا لخطة انتقام. وبحسب التعريفات المقبولة للإبادة الجماعية هي مسألة متعمدة. لكنه يعود إلى الإقرار بأن النتيجة العملية هي أن هناك المزيد والمزيد من الباحثين والخبراء يرون ما يحدث في غزة هو "إبادة جماعية في الممارسة العملية".
وختم برعام مقاله بالقول إنه لا يمكنه تجاهل الوضع الإنساني الكارثي في غزة، وإن هناك مأساة رهيبة تتكشف بالفعل، ويجب أن تتوقف على الفور، سواء أسميناها إبادة جماعية، أو استخدام مصطلحات أخرى، لكن "الخطوة الإسرائيلية الأولى على الفور أنه لا يجب رفض هذه الاتهامات بشكل كامل، بل الاستماع إليها، والعمل معًا من أجل التغيير".