رغم وضعهم المالي.. اللبنانيون يشترون اللقاحات بعد طول انتظار لبرنامج الحكومة

انطلقت في لبنان مطلع الأسبوع الحالي، عملية بيع لقاح "سبوتنيك v" الروسي عبر البلديات والشركات، بعد شهرين تقريبًا من إطلاق وزارة الصحة للمنصة الإلكترونية لتسجيل أسماء المواطنين الراغبين بالحصول على اللقاح مجانًا، والتي انتقدها اللبنانيون بشدة لأسباب عديدة أبرزها التأخر في توزيع اللقاحات وعدم اعتماد الشفافية والمعايير الموحّدة في العملية. 

يبلغ سعر اللقاح الروسي حوالي 40 دولارًا أمريكيًا، أي ما يساوي أكثر من 85% من راتب موظف يحصل على الحد الأدنى للأجور الرسمي بالعملة اللبنانية

وبالرغم من السعر المرتفع لبيع اللقاح الروسي، وهو حوالي 40 دولارًا أمريكيًا، أي ما يساوي أكثر من 85% من راتب موظف يحصل على الحد الأدنى للأجور الرسمي بالعملة اللبنانية، إلا أن عددًا كبيرًا من المواطنين قاموا بتسجيل أسمائهم لشراء اللقاح، بسبب عدم ثقتهم بمنصة وزارة الصحة، وبقرارات وزيرها حمد حسن، الذي كان للبنانيين ملاحظات كثيرة على أدائه منذ بداية جائحة كورونا في لبنان وحتى اليوم. 

اقرأ/ي أيضًا: اللبنانيون يسألون عن دولتهم أمام سطو النظام السوري وإسرائيل على الغاز البحري

في إطلالاته الإعلامية الكثيرة، يحاول حمد حسن تصوير عملية توزيع اللقاحات كإنجاز يُضيفه إلى إنجازاته الأخيرة التي يتباهى بها، وأبرزها كان إعلانه في الصيف الماضي انتصار لبنان على كورونا، إلا أن الحقيقة مرة أخرى كانت في مكان آخر. ففي الوقت الذي سجّل لبنان أرقامًا قياسية في عدّاد الإصابات والوفيات بالنسبة إلى عدد السكان، كانت وتيرة توزيع لقاح فايزر بطيئة جدًا، الأمر الذي اشتكى منه اللبنانيون، فيما كانت تتوالى فضائح تهريب اللقاحات، أو إعطائها إلى أشخاص غير مسجّلين على المنصة، إضافة إلى فضيحة حصول النواب اللبنانيين على اللقاح بدون اتّباع الإجراءات اللّازمة. 

في سياق متصل،  قال نقيب الأطباء  في لبنان  شرف أبو شرف يوم 30 آذار/مارس في حديث إذاعي إن لبنان بحاجة لأعداد أكبر من اللقاحات، وإن المستشفيات مليئة بمرضى كوفيد-19 كذلك أسرّة العناية الفائقة. كما طالب بتشجيع المبادرات الخاصة في عملية توزيع اللقاحات بعد ما أثبت حصر الموضوع بيد وزارة الصحة فشله. 

وقد شكّلت قضية اللقاحات وطريقة توزيعها وارتفاع سعرها، مادة دسمة لرواد مواقع التواصل الاجتماعي والناشطين في لبنان. فقال هشام الناطور إننا نسمع كل يوم في لبنان عن وصول أعداد كبيرة من اللقاحات، ومع ذلك فالمواطن لم يحصل على شيء منها. وقالت مريم الصمد أن لبنان تلقّى 300 ألف لقاح فايزر لتوزيعها مجانًا على المواطنين، ولم يوزع منها إلا 56 ألف لقاح، وتساءلت عن مصير اللقاحات المتبقية. 

وقال الناشط أحمد عليق إن صفقة مشبوهة تقف خلف عملية بيع لقاحات سبوتنيك، يغطيها وزير الصحة، ويقف خلفها إثنين من الذين وصفهم بحيتان المال، حيث سيجنون أرباحًا طائلة من هذه العملية. فيما رأى جورج شقير إن القطاع الخاص في لبنان يشكّل نعمة ولعنة في الوقت نفسه، فهو يمصّ دم المواطن من خلال تسعير اللقاح بمبلغ يثقل كاهله، لكنّه أيضًا يغطّي على تقصير الدولة وإهمالها.

وللوقوف على آلية بيع لقاح سبوتنيك، كان لألترا صوت اتصال سريع مع رئيس إحدى البلديات في الجنوب، والتي بدأت منذ الإثنين بتسجيل أسماء أبناء البلدة الراغبين بشراء اللقاح، فقال إن الإقبال في الأيام الأولى كان مرتفعًا، بسبب تأخر عملية توزيع اللقاح المجاني، وأشار المصدر إلى أن معظم الذين تقدّموا بطلبات لشراء اللقاح، حصلوا على المبلغ المطلوب من أفراد عائلاتهم الذين يعملون خارج لبنان، في ظل ارتفاع سعر اللقاح بالقياس إلى مدخول أهل البلدة. وأشار رئيس البلدية المذكور، إلى أن عدد الذين حصلوا على لقاح فايزر في البلدة قليل جدًا، بالرغم من كثرة من سجّلوا أسماءهم على المنصة منذ عدة أسابيع، لكنهم لا يثقون اليوم بأن دورهم سيصل. 

اقرأ/ي أيضًا: 

الأمم المتحدة تدعو إلى العمل على مستقبل أكثر عدلًا واستدامة في المدن

اكتشاف مواد نووية في مصفاة الزهراني يثير غضب اللبنانيين