رفع العقوبات قد يسرّع عودتهم.. ارتفاع رغبة اللاجئين السوريين في العودة
26 يناير 2025
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن نحو 30 بالمئة من اللاجئين السوريين الذين يعيشون في دول الشرق الأوسط يريدون العودة إلى ديارهم خلال العام الحالي، بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
جاء ذلك في تصريحات لرئيس المفوضية، فيليبو غراندي، أشار فيها إلى تغيّر موقف اللاجئين من العودة بعد سقوط النظام، إذ لم يكن أي شخص يريد العودة إلى سوريا خلال العام الماضي لأسباب مختلفة ترتبط معظمها بوجود نظام الأسد.
وتستند هذه الأرقام إلى تقييم أجرته الأمم المتحدة في كانون الثاني/يناير الحالي، بعد أسابيع قليلة على إسقاط نظام الأسد وانتهاء حرب استمرت 13 عامًا، وأدت إلى واحدة من أكبر أزمات اللجوء في العصر الحديث، حيث بلغ عدد اللاجئين خارج البلاد أكثر من 6 ملايين شخص، وذلك مقابل ما يزيد عن 7 مليون نازح داخليًا.
وصل عدد اللاجئين السوريين الراغبين في العودة إلى بلادهم إلى الصفر قبل 8 ديسمبر الماضي، لكن الآن يرغب 30 بالمئة منهم بالعودة
وصرّح غراندي لمجموعة من الصحفيين في دمشق، بعد اجتماعه مع الإدارة الجديدة: "لقد رأينا أخيرًا تغيرًا ملموسًا، بعد سنوات من التراجع". وأضاف أن عدد السوريين الراغبين في العودة قد وصل إلى ما يقرب من الصفر قبل 8 كانون الأول/ديسمبر الفائت، لكن هناك الآن: "ما يقرب من 30 بالمئة في غضون أسابيع قليلة. هناك رسالة واضحة، وأعتقد أنها مهمة للغاية، ويجب الاستماع إليها والعمل بناءً عليها".
وذكر أن هناك نحو 200 ألف لاجئ سوري عادوا إلى سوريا بالفعل منذ سقوط نظام الأسد، إضافةً إلى نحو 300 ألف عادوا خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان بين أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر الفائت، لافتًا إلى أن معظمهم بقوا هناك.
وأكدت الإدارة الجديدة في سوريا في عدة مناسبات، أن إعادة اللاجئين الذين فروا إلى الخارج بالإضافة إلى النازحين داخليًا، إحدى أهدافها الرئيسية. لكن تحقيق هذا الهدف يواجه صعوبات كبيرة بسبب حالة الدمار التي تعاني منها المدن الكبرى، عدا عن الخدمات المتهالكة والوضع الاقتصادي السيئ واستمرار العقوبات الغربية.
وفيما أشار غراندي إلى أن وكالات الأمم المتحدة تقدم بعض المساعدات النقدية للنقل لمساعدة السوريين العائدين، خاصةً أن العديد منهم يضطر إلى بيع ممتلكاته لدفع تكاليف الرحلة، أكد أن هناك حاجة إلى مزيد من المساعدات من قِبل الدول المانحة، وإعادة النظر في العقوبات المفروضة على سوريا، حيث قال: "إذا تم رفع العقوبات، فإن هذا من شأنه أن يحسن الظروف في الأماكن التي يعود إليها الناس".
ولفت فيليبو غراندي إلى أن العديد من اللاجئين قد عادوا استجابةً لتصريحات قائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، وفريقه، مضيفًا أن أعدادًا أكبر ستعود إذا استمرت الأوضاع الإيجابية.