ركلات الترجيح تنقذ إسبانيا وفرنسا وتجمعهما في نصف نهائي دوري أمم أوروبا
24 يمشي 2025
بلغ كلٌ من إسبانيا وفرنسا نصف نهائي دوري أمم أوروبا، بعدما اضطرا لخوض ركلات الترجيح، أمام هولندا وكرواتيا على التوالي، ليضمنها التواجد في التجمع النهائي في المسابقة، والذي سيقام في ألمانيا.
يعتبر المنتخبان الإسباني والفرنسي من أبرز المرشحين لنيل اللقب، فهما آخر بطلين توجا بهذه البطولة، كذلك تعتبر فرنسا آخر منتخب أوروبي توج بكأس العالم، بعدما فعلتها عام 2018، فيما تملك إسبانيا جيلًا استثنائيًا فازت معه ببطولة يورو 2024، وآخر نسخ دوري أمم أوروبا.
تجاوزت فرنسا كرواتيا بركلات الترجيح، لتصطدم بإسبانيا في نصف النهائي، بعدما تخطى الماتادور هولندا بركلات الترجيح أيضًا
فرنسا عانت الأمرّين قبل أن تتجاوز كرواتيا، وظهرت معاناتها منذ لقاء الذهاب، والذي انتهى لصالح الكروات بهدفين دون رد، لتصعب المهمة كثيرًا على المدرب ديديه ديشامب، والذي كان عليه الفوز إيابًا بفارق هدفين على الأقل.
من أجل ذلك ضغطت فرنسا بقوة على الكروات منذ بداية المباراة، وسط مؤازرة لم تتوقف في ملعب فرنسا الدولي، حيث أبدع الحارس الكرواتي ليفاكوفيتش في التصدي لسيل جارف من الهجمات الفرنسية، فتناول كلٌ من مبابي وباركولا وديمبلي وأوليسي على إهدار الفرص المحققة، في وقت لم يتجرأ الكروات على تشكيل أي خطورة تجاه مرمى الحارس ماينان، لينتهي الشوط الأول دون أهداف، مع أفضلية تفوق كرواتيا بالهدفين في لقاء الذهاب.
جدران كرواتيا الدفاعية انهارت مع بداية الشوط الثاني، بعد أن نجح أوليسي في تسجيل هدف التقدم عبر ركلة ثابتة، كان ذلك في الدقيقة 52، ومن بعدها استجمع الضيوف قواهم وحصّنوا دفاعاتهم من جديد، ووقف الحارس سدًا منيعًا أمام محاولات مبابي ورفاقه، قبل أن ينجح ديمبلي في تسجيل هدف ثان، ليعدل نتيجة مواجهة الذهاب، ويسير الطرفان لوقتين إضافيين.
استمر اللقاء في الوقتين الإضافيين بالنسق ذاته، هجوم شرس من الفرنسيين قابله دفاع كرواتي مستميت، وبدا أن الكروات راغبين في تسيير اللقاء لركلات الترجيح، ومع تألق الحارس المتواصل أمام فرص أصحاب الأرض، نجح الضيوف في مبتغاهم بإجبار الفرنسيين على خوض ركلات الترجيح، والتي شهدت إثارة كبيرة، فاستمر التعادل بين الطرفين حتى حسمه الفرنسيون بخمسة أهداف لأربعة، حيث نفذ كل فريق سبع ركلات، أضاع منها الكروات ثلاث، والفرنسيون اثنتين.
ستقابل فرنسا في نصف النهائي منتخب إسبانيا، والذي خاض ملحمة كروية ذهابًا وإيابًا أمام هولندا، قبل أن ينجح في الوصول لمربع الكبار عبر ركلات الترجيح، حيث انتهت حصيلة مواجهتي الذهاب والإياب بالتعادل 5-5.
منتخب إسبانيا اقتنص تعادلًا مثيرًا في لقاء الذهاب بهولندا، وبهدفين لمثلهما، وهنا أصبحت الحسابات واضحة بالنسبة للمدربين دي لا فونتي ورونالد كومان، الفائز بينهما سيبلغ نصف النهائي، وسيلعبان جولة الإياب وكأن لم تكن مواجهة الذهاب موجودة.
اللقاء الذي جرى على ملعب الميستايا، كان مثيرًا منذ بدايته، حيث نجحت إسبانيا في تسجيل هدف مبكر عبر أويارزابال من ركلة جزاء في الدقيقة الثامنة، لكن الهولنديين عادوا بالنتيجة في الشوط الثاني، من ركلة جزاء أيضًا، سجلها ممفيس ديباي.
تبادل الفريقان السيطرة على أجواء اللقاء، من خلال اللعب المفتوح، مع أفضلية نسبية لأصحاب الأرض، في وقت تألق به حارسا المرميين، إلى أن نجحت إسبانيا في تسجيل هدف التقدم عبر أويارزابال في الدقيقة 67، لكن ذلك لم يحبط الهولنديين كثيرًا، والذين عادوا مجددًا بهدف إيان ماتسين، لينتهي اللقاء بنتيجة مطابقة للقاء الذهاب، ويتم اللجوء إلى وقتين إضافيين.
كان الإسبان هم الأفضل في الشوط الإضافي الأول، وترجموا أفضليتهم بهدف رائع من اللاعب الشاب لامين يامال، والذي صوب تسديدة ساحرة نحو شباك الهولنديين، كان ذلك في آخر أنفاس الشوط الإضافي الأول.
بدا للمتابع أن إسبانيا لن تسمح لهولندا بالعودة، فسيطرت على مجريات الشوط الإضافي الثاني، وأهدرت بعضًا من الفرص، لكن هفوة دفاعية تسببت في منح هولندا ركلة جزاء، سجلها بنجاح تشافي سيمونس في الدقيقة 109، ومن بعدها عادت هولندا للمباراة، وأصبحت تشكل خطورة على أصحاب الضيافة، ولكن ذلك دون جدوى، لأن اللقاء انتهى بالتعادل 3-3، فاحتكم الطرفان لركلات الترجيح، والتي ابتسمت للإسبان حاملي اللقب، والذين سيواجهون فرنسا في الدور نصف النهائي.