روسيا تعطل قرارًا أمميًا يدعو إلى وقف القتال في السودان
19 نوفمبر 2024
استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) يوم الاثنين ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو الأطراف المتحاربة في السودان إلى وقف الأعمال العدائية فورًا وضمان تسليم المساعدات الإنسانية.
وحظي القرار، الذي صاغته بريطانيا وسيراليون، بتأييد جميع أعضاء المجلس الآخرين، بما في ذلك الصين، إلا أن موسكو رفضته. ووصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الفيتو الروسي بأنه "عمل شرير ووقح"، مشيرًا إلى أنه يمنح الأطراف المتحاربة شعورًا بالإفلات من العقاب، وفقًا لما أفادت به وكالة "رويترز" للأنباء.
من جانبها، رحّبت وزارة الخارجية السودانية بالموقف الروسي، معتبرةً أنه يعكس "احترام سيادة السودان والقانون الدولي ودعم استقلال ووحدة البلاد".
وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الفيتو الروسي بأنه "عمل شرير ووقح"، مشيرًا إلى أنه يمنح الأطراف المتحاربة شعورًا بالإفلات من العقاب
القرار الأممي الذي تقدمت به بريطانيا وسيراليون دعا الأطراف المتحاربة إلى "وقف فوري للأعمال العدائية والانخراط بحسن نية في حوار للاتفاق على وقف إطلاق النار على المستوى الوطني"، بالإضافة إلى ضمان المرور الآمن للمدنيين وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.
لكن روسيا انتقدت القرار، واصفةً إياه بأنه محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية للسودان. وقال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي: "إن الحل للصراع يجب أن يأتي من اتفاق الأطراف المتحاربة على وقف إطلاق النار"، مضيفًا أن الانتقادات البريطانية تعكس "معايير مزدوجة" تجاه القضايا الإنسانية.
وفي جلسة مجلس الأمن، شن وزير الخارجية البريطاني هجومًا لاذعًا على الموقف الروسي، متهمًا موسكو بإعاقة جهود السلام. وقال: "كم عدد السودانيين الذين يجب أن يُقتلوا؟ كم عدد النساء اللاتي يجب أن يُغتصبن؟ وكم عدد الأطفال الذين يجب أن يعانوا من الجوع قبل أن تتحرك روسيا؟".
ويعكس الفيتو الروسي تعقيدات السياسة الدولية وتداخل المصالح، مما يفاقم الوضع الإنساني الكارثي في السودان، وفق ما أشارت إليه وكالة "رويترز". وقد اندلعت الحرب في السودان في نيسان/أبريل 2023 نتيجة صراع على السلطة بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع، مما أدى إلى واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من نصف سكان السودان (حوالي 25 مليون شخص) يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، فيما اضطر أكثر من 11 مليونًا إلى ترك منازلهم، منهم 3 ملايين لجأوا إلى دول مجاورة.
البرهان يوافق على مقترح أميركي لوقف الحرب
وفي سياق متصل، وافق رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان على مقترحات قدمها المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو بشأن الأزمة السودانية، خلال لقاء جرى بينهما أمس الاثنين في بورتسودان.
وقال سفير السودان لدى الولايات المتحدة الأميركية، محمد عبد الله، في تصريحات صحفية نقلها موقع "ألترا سودان"، إن الاجتماع استغرق وقتًا طويلاً تناول فيه الجانبان كل ما يدور بشأن الأزمة الراهنة، خاصة الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمواطنين جراء الاستهداف الممنهج الذي مارسته قوات الدعم السريع ضد المدنيين والنازحين واللاجئين، على حد قوله.
وأكد محمد عبد الله أن اللقاء تطرق إلى خارطة الطريق وكيفية إيقاف الحرب، وإيصال المساعدات الإنسانية، ورتق النسيج الاجتماعي، وإطلاق العملية السياسية كمخرج نهائي لما بعد الحرب. وأضاف أن المبعوث الأميركي قدم مقترحات في هذا الصدد، ووافق عليها رئيس مجلس السيادة.
وأشار عبد الله إلى أن البرهان أبلغ المبعوث الأميركي بأن الحكومة السودانية أوفت بكل الالتزامات المتعلقة بفتح المعابر والمطارات لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وأكد انفتاح الحكومة على أي خطوات من شأنها إيصال هذه المساعدات إلى المحتاجين.
ونقل رئيس مجلس السيادة، حسب السفير محمد عبد الله، إلى المبعوث الأميركي عدم موافقة حكومة السودان على استغلال معبر أدري لتوصيل السلاح لقوات الدعم السريع. وأوضح السفير أن البرهان شكر الولايات المتحدة الأميركية وبرنامج الغذاء العالمي والوكالة الأميركية للتنمية الدولية على المساعدات التي قُدمت للشعب السوداني.
من جانبه، عبّر المبعوث الأميركي الخاص للسودان عن سعادته بزيارة السودان ولقائه عددًا من المسؤولين بالدولة وزعماء القبائل، مبينًا أن زيارته تحمل رسالة واضحة من الولايات المتحدة الأميركية بأنها تقف بجانب الشعب السوداني، مثلما كان يحدث دائمًا خلال العقود الماضية، وفق ما نقله موقع "ألترا سودان".
وأضاف المبعوث الأميركي: "من دواعي الفخر والإعزاز أن تكون الولايات المتحدة من أكبر الداعمين للمساعدات الإنسانية للنازحين داخل السودان، أو للاجئين الذين عبروا الحدود نحو دول الجوار".
وقال إن بلاده ستظل تعمل مع السودان لضمان حصول كل شخص على المساعدات اللازمة من دواء وغذاء وماء بكرامة، مضيفًا: "نتشارك الطموح لإنهاء هذه الحرب حتى تتوقف الفظائع والانتهاكات التي شاهدناها مؤخرًا بولاية الجزيرة وغيرها". وأكد أن الولايات المتحدة تشارك الشعب السوداني طموحه نحو "مستقبل ديمقراطي شامل".