1. عشوائيات
  2. راصد

روسيا X تركيا "عالفيسبوك".. قرعة بشعر ابنة أختها!

30 نوفمبر 2015
تظاهرة أمام السفارة التركية في موسكو (Getty)
أحمد ياسينأحمد ياسين

أسرت الضّربة التّركية لروسيا، وإسقاط سلاح الجو التّركي للطائرة، الجو الافتراضي العربي. فور إسقاط الطّائرة، انقسم رواد مواقع التّواصل الاجتماعي العرب، بين مهلّلٍ للأتراك، وممجّدٍ للقياصرة الرّوس، استراتيجياتٌ وتحليلات، رسم سيناريوهاتٍ وتوقعات، كلّها، شغلت الرّواد العرب المواكبين للحرب الأممية في سوريا.

تمعن الماكينات العسكرية، لأي محورٍ انتمت في جعل دماء السّوريين وقودًا تواصل به عملياتها. تختلف هوية القبضة، والعلم المرسوم على القذائف والصّواريخ، لتلقي على هدفٍ واحد، جسد سوريا الموحّدة وسنين عمر السّوريين التّي تقتات الحروب وتتغذّى على جثثها. بين تصفية الحسابات وتحديد مناطق السّيطرة والنّفوذ، وحده عدّاد الموت يشكّل تقدمًا في الشّارع السّوري، بينما يجلس العرب، متفرّجين بدل لعب دور الجامع، في تجلٍّ لدورٍ اعتادته دوائر القرار العربية منذ اتفاقية سايكس-بيكو. تتلقى الحكومات العربية خرائط جديدة في كل مرحلة، حدودها التّقسيم العرقي، الإثني، الطّائفي وحتى الأيديولوجي. يقسّم أصحاب النّفوذ فيما بينهم الدّول العربية، والعربي يصفّق.

المهللون للضربة التّركية انطلقوا من خلفية دينية ورمزية تاريخية تمثّلها تركيا "السّلطنة" لشريحة عربية واسعة

المهللون للضربة التّركية، انطلقوا من خلفية دينية ورمزية تاريخية تمثّلها تركيا "السّلطنة" لشريحة عربية واسعة، حالهم حال الحالمين بدورٍ روسي يعطي روسيا أكبر من حجمها، حجم شبيه بالحجم الذّي شغله الاتحاد السّوفيتي إبّان الحرب الباردة، لكن، لا تركيا اليوم بصدّد فتح جبهةٍ كرمى لعيون السّوريين أو الشّريحة المؤمنة بها، ولا الرّوسي يبني حساباته على أساس أحلام مؤيديه من العرب الذين لم يعوا بعد، أن الاتحاد السّوفيتي قد انهار أوائل التّسعينيات. في الحرب العالمية "المعلنة" على الإرهاب، تتقاسم الدّول أدوارها، لكل دولةٍ مهما تنامت قوتها ونفوذها خطوط حمر. يتقاتل اليوم على النّفوذ محوران، محور روسيا وحلفائها، ومحور أمريكا – الناتو وحلفائهما. لكل محورٍ مجموعاته المتقاتلة على الأرض السّورية، ولكل مجموعةٍ حدودٌ ممنوعٌ عليها تجاوزها.

منذ بدء الأزمة السّورية، اجتهد التّركي على تسويق مخطّطه بإنشاء منطقة آمنة في الشّمال السّوري، يحصر فيها المجموعات التّي قدّ تهدّده أمنيًا، ويستخدمها لاحقًا كمنطقةٍ يجمّع فيها اللاجئين السّوريين، وينقل مخيماتهم من الدّاخل التّركي، إلى المنطقة الأمنية التي يُفترض إنشاؤها في الدّاخل السّوري. ضرب الرّوسي لجبل التّركمان، والواقع في صلب المنطقة التّي يسعى التّركي بدعمٍ من النّاتو، وبعض الفصائل المسلّحة على الأرض السّورية، إلى بسط سيطرته عليها، استدعى ردًّا مباشرًا من تركيا بعد إطلاقه تهديداتٍ سبقت الضّربة بثلاثة أيّام.

إن ردّ الرّوسي وإن تمنّع حتى وإن هاجم التّركي مجدّدًا أو تعفّف فهذا لن يغيّر في الواقع الميداني شيئًا

حسنًا، استدرك بوتين أنه تجاوز أحد الخطوط الحمراء، فكان ردّه شبيهًا بالرّد السّوري الرّسمي المعتاد، أي الاحتفاظ بحقّ الرّد في الزّمان والمكان المناسبين، على أن يكون ردّه غير مباشر، ينحصر بضرب المجموعات المقاتلة الموالية والمدعومة من تركيا، كما استهدف خطوط النّفط والغاز السورية التّي يستفيد التّركي منها، أي أن الرّوسي سيسرّع من وتيرة عملياته العسكرية في الشّمال السّوري، مع الحفاظ على حدٍّ أدنى من التّوافق مع التّركي. لكن أين نحن العرب من كل هذا. مواقع التواصل الاجتماعي العربية، تحارب تركيا بطائرة بوتين، وتحارب بوتين بصولجان أردوغان.

إن ردّ الرّوسي وإن تمنّع، إن هاجم التّركي مجدّدًا أو تعفّف، لن يغيّر هذا في الواقع الميداني شيئًا، لن يعيد اللاجئين إلى ديارهم ولن يرفع "راية الإسلام" التي تُنسب من قبل المروّجين العرب لأردوغان. سيدعّم الوجود الإقليمي التّركي، على حساب شعوبنا وحكوماتنا، التّي من المفترض أننا نحن من اختارها لتمثلينا.

اقرأ/ي أيضًا: بين أنقرة وموسكو.. مواجهة عسكرية أم قنابل صوتية؟

بصراحة، لا شيء مهم من التّوتر الرّوسي – التّركي إلّا حجم الضّحايا من المدنيين، والذّين سيدفعون هم، من دمائهم ثمن سياسات المحاور، وحسابات الدّول. لا يهمّ المواطن السّوري، المعني الأول بما يجري أيًّا كان المنتصر. النّصر الوحيد هو نهاية الحرب، هو محاولة إعادة بناء مجتمعٍ سوري موحّد، بسوريا الموحّدة لا المتجهة نحو التّقسيم، لتلتحق بالسّودان، اليمن والعراق. لنترك "شعر ابنة أختنا"، ولنلتفت لشعرنا الذّي يتفنّنون في قصّه كيفما أرادوا.

اقرأ/ي أيضًا: كيف خسر أردوغان الليبراليين؟

كلمات مفتاحية

نزيه أبو نضال.. رحيل في زمن الانكسارات الكبرى

غيّب الموت المناضل الأردني نزيه أبو نضال عن عمر يناهز 82 عامًا، بعد حياة حافلة بالنضال السياسي والفكري، امتدت من صفوف حركة القوميين العرب إلى حركة "فتح"

تغريدة تحوي خبرًا كاذبًا تسبب فوضى في سوق الأسهم

تسببت تغريدة حوت خبرًا كاذبًا في تقلبات حادة بأسواق الأهم الأميركية، في وقت حاولت به وكالات الأنباء الكبرى النأي بنفسها عن هذا الخبر الكاذب

بعد ساعات من اعتقاله.. الاحتلال يفرج عن المخرج الفلسطيني حمدان بلال

تعرّض المخرج الفلسطيني حمدان بلال للضرب المبرح حتى سالت دماؤه قرب منزله على يد مستوطنين إسرائيليين، قبل أن تقوم السلطات الإسرائيلية باعتقاله من داخل سيارة الإسعاف

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة