سنة للنسيان: ما أسباب هبوط مستوى فينيسيوس جونيور في 2025؟
20 ابريل 2025
ظن مشجعو ريال مدريد أن خسارة فينيسيوس للكرة الذهبية، والتي استقرت بين أيدي الإسباني رودري، ستكون حافزًا لتقديم مستوياتٍ تثبت جدارته بالجائزة. لكن جناح مدريد فشل في تقديم مستوى يُقنع بأحقيته بالجائزة الضائعة، ويمر بفترة صعبة مع ريال مدريد، وبالأخص بعد خروجه على يد أرسنال في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
شهدت مباراة أرسنال تلك الهدف السابع لفينيسيوس منذ بداية العام، وهذا على صعيد كل المسابقات، هذا الرقم غريب على فينيسيوس، فهو الذي قدم مستوياتٍ جعلته مرشحًا قويًا للكرة الذهبية في الموسم الماضي، ومكّنت ريال مدريد من الفوز بالدوري، وكأس السوبر، ودوري أبطال أوروبا.
هبوط حاد في مستواه الفردي
نجح فينيسيوس في تسجيل سبعة أهداف منذ بداية 2025، ولكن هذه الأهداف لم تكن مؤثرة بالشكل المتوقع. سجل البرازيلي معظم هذه الأهداف أمام منافسين مستواهم أدنى من الريال، مثل ثنائيته ضد سالزبورج، وغاب عن المواعيد المهمة أمام فرق مثل برشلونة، مانشستر سيتي وأتلتيكو مدريد، وتغلب الريال على فرق منهم دون مساهمة من فينيسيوس حتى.
نظر الكثيرون إلى فينيسيوس على أنه نجم ريال مدريد الأول، حتى مع وجود بيلينغهام، لكن هذا تغيّر مع وصول كيليان مبابي
يُعاني الدولي البرازيلي على صعيد الجري بالكرة؛ فنسبة خسارته لها وصلت إلى 53.8%، وتسبب في خسارة الكرة بتمريرات خاطئة أو بسبب الرعونة أمام المدافعين 43 مرة، وهذا الرقم يضعه في أسوأ 3% من لاعبي الدوري الإسباني ككل، مما يعكس عدم دراسة اللاعب لتحركاته القادمة، أو ثقته الزائدة في نفسه أمام المدافعين.
لعب فينيسيوس 25 مباراة في الدوري الإسباني حتى الآن، وسدد فيها على المرمى 25 مرة، بمعدل تسديدة واحدة كل 75 دقيقة. مقارنةً بموسمه الماضي، سدد البرازيلي 39 تسديدة على المرمى في 26 مباراة، أي بمعدل تسديدة كل 48 دقيقة، مما يُفسِّر الهبوط الطبيعي لمستواه التهديفي.
فيني لا يُركز في كرة القدم
يقع فينيسيوس ضحية للاستفزاز في الكثير من الأحيان، سواءً من جماهير الفرق المنافسة، أو اللاعبين، أو حتى على صفحات الإنترنت. يصل الأمر إلى توجيه إهانات عنصرية تجاهه، والتي يختلف تعامل اللاعبين معها من واحد لآخر، ويُركز فينيسيوس مع كل ما يُوجَّه إليه داخل وخارج الملعب، مما قد يتسبب في خروجه من أجواء المباراة.
حدث هذا في مباراة فالنسيا، والتي فاز بها الريال بثنائية مقابل هدف، عندما شد حارس فالنسيا، ديمتريفسكي، قميص فيني الذي كان جالسًا، ليدفعه البرازيلي الدولي من رقبته، فأخرج حكم المباراة البطاقة الحمراء مباشرةً لجناح الريال، والذي غاب عن مباراتين بعدها للإيقاف. تعامُل أنشيلوتي مع فينيسيوس خارج الملعب قد يكون سببًا آخر؛ فالمدرب الإيطالي لم يفكر مرتين قبل أن ينتقد خط هجومه بالكامل في تصريح سابق، عندما قال: "نحن نستقبل أهدافًا كثيرةً في المباريات الماضية، وهنا نحتاج إلى الدفاع. الصلابة الدفاعية مهمة للغاية، خصوصًا لو كان مهاجمونا أقل فاعلية من المعتاد".
تعرض فينيسيوس للكثير من الأخطاء من قبل لاعبي ريال سوسيداد في مباراة ضمن مسابقة كأس الملك، وذهب ليشتكي أكثر من مرة لأنشيلوتي، الذي طلب منه السكوت ولعب الكرة، ولكن البرازيلي لم يسكت، واستمر في الشكوى التي أنهت وقته في المباراة لصالح إبراهيم دياز. وخرج فينيسيوس وقتها غاضبًا من مباراة لم يترك فيها بصمته مثل مبارياتٍ كثيرة هذا العام.
وصول مبابي عكّر صفو البرازيلي
نظر الكثيرون إلى فينيسيوس على أنه نجم ريال مدريد الأول، خاصةً في الفترة بين خروج كريم بنزيما وقبل وصول مبابي، وحتى مع وجود بيلينغهام، ظل يُنظر إليه كمهاجم ريال مدريد الأول. لكن هذا تغيّر مع وصول كيليان مبابي، الدولي الفرنسي الذي انتظره ريال مدريد طويلًا للحصول على خدماته.
وجود مبابي مع فينيسيوس في الفريق نفسه يُعدّ حلمًا لأي مشجع، لكنه كابوس لأي مدرب، وقد يكون كابوسًا لفينيسيوس نفسه. قرر أنشيلوتي الدفع بمبابي كمهاجم صريح، مع الإبقاء على فينيسيوس جناحًا أيسر. وبدأ نجم مبابي في اللمعان مرة أخرى؛ نعم، بعد فترة من وصوله، لكنه استطاع أن يُسجل 32 هدفًا في جميع المسابقات مع الميرينغي.
سجّل مبابي أمام فرق قوية مثل أتلتيكو مدريد وريال بيتيس، وأحرز هاتريك أمام مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا. غاب فينيسيوس عن هذه المباريات، وركّز على صناعة هجماته بنفسه، لكنه لم يقدّم المردود المطلوب، خاصةً في ظل الإحصائيات التي طُرحت والتي لا تُنصفه هذا الموسم. من الواضح أن سحب بساط النجومية من تحت قدميه قد أثّر عليه سلبًا.
فينيسيوس جزء من فريق يعاني بأكمله
فاز ريال مدريد بثلاث مباريات فقط من أصل آخر ثمانية لعبها، ومنها خسارتان أمام أرسنال وخسارة أمام فالنسيا. يُعاني بطل الموسم السابق على كل الأصعدة، ويُلام عليها المدرب واللاعبون، بالأخص مع ضعف دفاع الفريق في الآونة الأخيرة، وبسبب هبوط مستويات لاعبين كألابا وروديغير.
يُعاني خط وسط الفريق أيضًا، وبالذات مع رحيل توني كروس وعدم قدرة لوكا مودريتش على فتح المساحات للاعبي الهجوم، وصناعة الفرص التي يمكن استغلالها. وفي الخلف، هناك مشكلة أخرى، وهي أن تشاوميني وكامافينجا لا يستطيعان مجاراة هجمات الفرق الأخرى، مما زاد العبء على خط الدفاع الذي يُعاني وحيدًا تقريبًا، ووجود بيلينغهام وحيدًا لصناعة الفرص وتدوير الكرة في نصف الملعب يُعتبر خطرًا لغياب التغطية من الثنائي الفرنسي.
خفت نجم فينيسيوس كما خفتت باقي النجوم هذا الموسم، وهذه فترة طبيعية بالنسبة لأي فريق ما زال يستكشف الخيارات الجديدة لبناء "فريق الأحلام 2.0" خاصته، ولكن يُتوقع من لاعب في عامه الثامن مع فريق بحجم ريال مدريد، وكان مرشحًا للفوز بالكرة الذهبية، أن يُقدم مستوياتٍ فردية أفضل من التي يُقدمها فيني، والذي قد يفكر جديًا في نهاية الموسم أن يستمع إلى عروض السعودية، إن لم يرق له أن يكون النجم الثاني لريال مدريد.