سوق العمل يحتاجهم.. برلين تستبعد إعادة السوريين المندمجين
15 ديسمبر 2024
أكدت دراسة ألمانية جديدة أهمية السوريين لسوق العمل الألماني، وذلك عقب تزايد الحديث عن ترحيل السوريين من البلاد عقب سقوط نظام بشار الأسد، واقتضت هذه الحقيقة الاقتصادية من المستشار الألماني أولاف شولتس أن يعرب، حسب قناة دويتشه فيله، عن "عدم رغبته في إعادة أي لاجئ سوري مندمج بشكل جيد"، نظرًا لما أظهرته الدراسة من أنّ عودة السوريين إلى بلادهم "ستفاقم نقص اليد العاملة في عدّة قطاعات أساسية".
وقال شولتس في آخر تصريحٍ له حول "ترحيل السوريين" إنّ أي شخص "مندمج جيدًا ويتحدث اللغة الألمانية ولديه عقد عمل يمكنه أن يشعر بالأمان في ألمانيا"، مضيفًا أنّ: "هذا ينطبق أيضًا على السوريين.. لن نطلب منهم ترك وظائفهم والرحيل".
كما حذّرت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، أيضًا من: "عواقب سلبية على سوق العمل الألمانية، خاصةً في قطاع الصحة، في حال ما إذا تمت إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم".
يعاني الاقتصاد الألماني، الذي يعد أكبر اقتصاد في أوروبا، من نقصٍ بنيوي في اليد العاملة
وكانت دراسة نُشرت نهاية هذا الأسبوع من طرف معهد الأبحاث بشأن سوق العمل، واطلعت قناة دويتشه فيله على تفاصيلها، قد أظهرت "أنّ عودة السوريين الذين لجأوا إلى ألمانيا إلى بلادهم ستفاقم نقص اليد العاملة في عدّة قطاعات أساسية، أبرزها الصحة والنقل واللوجستيات".
وأضافت الدراسة أنّ "الجالية السورية في ألمانيا التي تضمّ نحو مليون شخص هم بأغلبيتهم لاجئون فرّوا من الحرب في بلدهم اعتبارًا من عام 2015، تعدّ أكبر جالية للسوريين في الاتحاد الأوروبي"، الأمر الذي يجعل تأثيرها على البلاد لا يضاهي درجة التأثير في أي بلدٍ أوروبي آخر.
ويعاني الاقتصاد الألماني، الذي يعد أكبر اقتصاد في أوروبا "من نقصٍ بنيوي في اليد العاملة"، مع الإشارة إلى أنّ "اللاجئين السوريين يعملون في قطاعات فيها نقص كبير لليد العاملة وتكتسي أهمية كبيرة، مثل الصحة والنقل واللوجستية". وبحسب معهد الأبحاث بشأن سوق العمل: "يعمل الرجال السوريين خصوصًا في قطاعات النقل واللوجستية والإنتاج الصناعي والتغذية والفنادق والصحة والبناء، في حين يتركّز عمل النساء السوريات في الخدمات الاجتماعية والثقافية".
وبحسب نتائج الدراسة، فإنه ما من شكّ في أن عودة العمّال السوريين إلى بلادهم "لن تكون دراماتيكية على صعيد الاقتصاد الكلّي، لكن قد تكون لها تداعيات جدّ ملموسة على صعيد المناطق والقطاعات".
وتشير معطيات سوق العمل الألمانية إلى أنّ: "حصّة العمّال السوريين من سوق العمل في ألمانيا تقدّر بحوالى 0,6 %، أي نحو 287 ألف شخص، وتصل 0,8 % بإضافة السوريين الحائزين الجنسية الألمانية، مع الإشارة إلى أن عددًا كبيرا من السوريين الذين وصلوا بعد 2015 ما زالوا يدرسون ويتدرّبون استعدادًا للالتحاق بسوق العمل".
وسبق لرئيس جمعية المستشفيات غيرالد غاس أن حذّر بحر الأسبوع الجاري "من تداعيات عودة الأطباء السوريين الذين أدّوا دورًا أساسيًا في صون الرعاية الصحية، لا سيما في مستشفيات المدن الصغيرة".
وبحسب "دير شبيغل"، يزاول حوالي 5758 سوريًا الطبّ في ألمانيا، وذلك استنادًا إلى بيانات الجمعية الطبية الألمانية، مع الإشارة إلى أن هذا الرقم "لا يشمل الأطباء السوريين الذين حصلوا على الجنسية الألمانية".
لا تقتصر الأضرار على ذلك فحسب، فمن شأن عودة السوريين، حسب دويتشه فيله، أن تشكّل ضربة قاسية" لقطاع الرعاية بكبار السنّ، بحسب ما قالت إيزابيل هاليتس مديرة جمعية تعنى بهذا المجال".
تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا كانت من أوائل البلدان الأوروبية التي أعلنت تعليق النظر في طلبات اللجوء المقدّمة من لاجئين سوريين بعد سقوط نظام بشار الأسد.
كما ارتفعت "أصوات من اليمين واليمين المتطرّف للمطالبة بإعادة اللاجئين إلى سوريا، في ظلّ اقتراب الانتخابات التشريعية في 23 شباط/فبراير 2025" وفقًا لدويتشه فيله.