1. عشوائيات
  2. مجتمع

سوق الموبايل.. نقطة نواكشوط الساخنة

14 أغسطس 2015
يمثل الشباب الموريتاني 70% من مجوع السكان (Getty)
أحمد ولد سيديأحمد ولد سيدي

على مقربة من مجمع الوزارات، وسط العاصمة نواكشوط، يحافظ الشاب سعيد ولد، محمد ثلاثون ربيعًا، على الحضور يوميًا، والسير داخل أروقة سوق الهواتف النقالة، المعروف محليًا بـ"نقطة ساخنة"، من أجل اكتشاف فرص جديدة، والاطلاع على آخر مستجدات السوق الذي يشكل وجهة لآلاف الشباب العاطلين عن العمل، كونه أبرز مشغل في القطاع الخاص بموريتانيا.

كفاح ضد البطالة

يطالب الموريتانيون العاملون في سوق الهواتف النقالة الجهات الرسمية أن تسن مجموعة قوانين تحمي رزقهم

وسط سوق الهواتف النقالة بنواكشوط، لا صوت يعلو فوق صوت بيع وشراء الهواتف وكافة الأجهزة الالكترونية، إضافة إلى عمل المهندسين العاطلين عن العمل، الذين حملتهم الأقدار ذات يوم إلى تجربة المهنة التي أصبحت مصدر رزق للمئات، ووجهة بارزة للآلاف الذين رمت بهم البطالة فجأة في أتون السوق الذي تأسس منذ سنوات.

يستذكر الشاب سعيد ولد محمد أيامه مع البطالة، مؤكدًا أنه حصل على شهادة البكالوريا سنة 2000، وانقطع عن الدراسة بشكل عام، بسبب الفقر وعدم توفر أي فرص للعيش، معتمدًا على البحث الجاد والمستمر عن فرصة عمل، تنقذه وأسرته من الفقر المدقع الذي يعانون منه.

اقرأ/ي أيضًا: الخيمة تزاحم المباني في موريتانيا

وقال ولد محمد لـ"ألترا صوت" إنه في العام 2001، تم إنشاء شركة "موريتل" للاتصال، وهي أولى شركات الاتصال موريتانيا، ليدشن بعض الشباب العاطل عن العمل سوقًا لبيع وإصلاح الهواتف، فكان من أوائل رواد السوق، وعن طريقه استطاع تحصيل ما يعيل أسرته، من خلال مزاولة مهنة بيع وإصلاح الهواتف. ويحلم ولد محمد أن يصبح من أثرياء السوق، حيث أصبح الآن لديه ورشة لإصلاح وبيع الهواتف، وله شبكة زبائن لا بأس بها، يعتمد عليهم في معاملته اليومية، حيث يوفر طلباتهم من الهواتف والأجهزة الالكترونية والبرامج، معتمدًا في ذلك على بعض زملائه من العاطلين عن العمل، الذين فضلوا ارتياد السوق وتجربة العمل هربًا من شبح البطالة المستشري بموريتانيا.

فشل ونجاح

داخل دكان صغير في السوق، يجلس المهندس محمد سالم ولد سيد إبراهيم، وهو يركز بشدة على أحد الهواتف، أوصله زبون للتو من أجل إصلاحه آملًا أن يوفق في إسداء خدمة الزبون بسرعة، وبالكاد صرح لنا بشكل متقطع عن سنوات كفاحه مع البطالة والفقر وقصة فشله ونجاحه أخيرًا.

وقال ولد سيد إبراهيم إنه عمل لعدة سنوات في مهن أخرى، أبرزها "اللحامة" و"ميكانيكا" إصلاح السيارات، لكنه فشل فشلًا ذريعًا في إمكانية تحصيل ما يسد رمق أسرته المكونة من أم وأربع إخوة أيتام، ليس لهم من معيل غيره. وأضاف ولد سيد إبراهيم "وصلت العاصمة نواكشوط قادماً من أقصى الشمال الموريتاني برفقة أسرتي من أجل الحصول على عمل، ووفقت أخيرًا في الحصول عليه داخل سوق الهواتف النقالة، وقد تركت الدراسة لأتمكن من تربية إخوتي وإعالتهم، وتوفير فرصة الدراسة لهم بعد أن حرمتني الفاقة من مواصلتها خلال صغري". ولا ينسى أيام فتكت البطالة به وعددا من زملائه، وكيف تنقلوا من مهنة لأخرى بحثًا عن الاستقرار بإحدى المهن التي من شأنها أن توفر لهم ما يسدون به رمق أسرهم، التي تعاني الفقر والبطالة وغلاء الأسعار المستشري في موريتانيا.

مطالب بتنظيم السوق

 تتراوح نسبة انتشار البطالة بين الشباب الموريتاني بين 31% إلى 35% 

يطالب المئات من الشباب العاملين في مجال بيع وإصلاح الهواتف النقالة، الجهات الرسمية في موريتانيا أن تتدخل لصالح السوق، وأن تسن مجموعة من القوانين المنظمة، والتي من شأنها أن تصب في مصلحة العمال دون غيرهم.

وقال الشاب محمد فاضل ولد الشيخ، إن رواد السوق يأخذون على السلطات الرسمية تركها لسوق الهواتف النقالة دون آليات أو إطار قانوني ينظم ويشرع صيغة العمل فيه، حيث لا يزال السوق مفتوحًا على مصراعيه أمام كل من هب ودب.

وأضاف ولد الشيخ "أن العاملين في السوق يوجهون دعوة للجهات الرسمية تتمثل في دعم مهنة بيع وإصلاح الهواتف النقالة وبيع بطاقات التزويد، حتى يتمكن آلاف الشباب الذين يرتادون المهنة من تطوير خبراتهم وتجاربهم والاستفادة من السوق التي تتوفر على إمكانيات مادية هائلة".

ويعتبر ولد الشيخ أن أبرز ما سيقدمه الدعم، "هو تمكين السوق ورواده من التطوير، وتعزيز الخبرات الحالية، وتطعيم السوق بفنيين بدلًا من ترك بعض الأعمال حكرًا على الأجانب، الصينيين بشكل خاص، يجنون ريعها ويظل الشباب الموريتاني يقاسي مرارة الحرمان في بلد يصعب عليك إيجاد بديل عن هذه المهنة بل ويستحيل.

أرقام مخيفة

وتشهد موريتانيا تزايدًا كبيرًا في البطالة في ظل غياب أي مشاريع أو استراتيجيات رسمية، تهدف إلى تقليص الظاهرة، عبر مساعدة الشباب على تجاوز العقبات والفقر المدقع. وتتوقع منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة تصدّر موريتانيا لدول العالم خلال عام 2015 من حيث مستويات البطالة، مشيرة إلى أن 30 % من الموريتانيين عاطلون عن العمل.

وتؤكد الدراسات أن نسبة انتشار البطالة بين الشباب الموريتاني تتراوح ما بين 31% إلى 35%، وتعد هذه النسبة هي الأعلى وسط المعدلات العربية التي تتراوح 20% في المتوسط، وقد بدأت البطالة في التفشي في موريتانيا في سبعينيات القرن الماضي مع سنوات التصحر والجفاف.

ويمثل الشباب الموريتاني حسب الإحصاءات الحكومية قرابة 70%، من إجمالي السكان وحسب التقديرات أيضا فإن نحو 430 ألفًا من هؤلاء الشباب لا يجدون عملًا، على الرغم من أن موريتانيا تتوفر فيها ثروات حديدية وسمكية ونفطية لا بأس بها، كما تتميز بكون عدد سكانها لا يتجاوز ثلاث ملايين نسمة.

اقرأ/ي أيضًا: التطوع ملاذ الموريتانيين من السياسة

كلمات مفتاحية

الفاتيكان عند مفترق طرق.. هل يشهد التاريخ أول بابا إفريقي في العصر الحديث؟

تبدو إفريقيا مرشحة لأن تكون في قلب التغيير الكنسي، وسط توقعات تاريخية بإمكانية انتخاب أول بابا إفريقي في العصر الحديث، في خضم صراع بين التيارين التقدمي والمحافظ

الإسكان الاجتماعي المصري.. حلم الشباب في شقة يتبخر

تحول السكن اليوم إلى حلم بعيد المنال للملايين من الشباب من أبناء الطبقة المتوسطة

مخيمات مكتظة وأطفال جياع.. لاجئو السودان يواجهون مصيرًا مجهولًا في تشاد

تشير تقارير مفوضية اللاجئين إلى أن مقاطعات شرق تشاد، التي تأوي أصلًا 400 ألف لاجئ سوداني لجأوا إليها عقب اندلاع حرب دارفور عام 2003، تُعد من بين أكثر المقاطعات حرمانًا في البلاد

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة