شكوى تتهم فرنسيين إسرائيليين بالتواطؤ في الإبادة الجماعية بغزة
27 نوفمبر 2024
كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن شكوى قُدِّمت إلى عميد قضاة التحقيق في الجرائم ضد الإنسانية في المحكمة القضائية في باريس، أمس الثلاثاء، من قِبل جمعية حقوقية ومواطنة فرنسية من أصل فلسطيني، ضد مواطنين فرنسيين إسرائيليين بتهمة التواطؤ في الإبادة الجماعية في غزة.
وتقدّم الاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام (UJFP)، وهي جمعية مناهضة للصهيونية، بالتعاون مع مجموعة "فلسطين طوارئ" وامرأة فرنسية فلسطينية ما يزال 13 فردًا من عائلتها يعيشون في قطاع غزة، بالشكوى ضد هؤلاء المواطنين دون الكشف عن هوياتهم، حيث عُرّفوا بـ"X".
تأتي الشكوى بعد خمسة أيام من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية
وتعدّ هذه الشكوى، التي تقدّمت بها المحاميتان دامية الطهراوي وماريون لافوج، الأولى من نوعها التي تندرج تحت هذا الوصف، وهي الأخطر في مقياس القانون أمام القضاء الفرنسي.
وتأتي الشكوى بعد خمسة أيام من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
"هيومن رايتس ووتش" وثّقت مؤخّرًا قيام جيش الاحتلال بقتل مدنيين بينهم أطفال في ملاجئ شمال غزة.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) November 27, 2024
اقرأ أكثر: https://t.co/QyzOL1UyTi pic.twitter.com/pO12hhI7vy
واختار أصحاب الشكوى أن يكونوا طرفًا مدنيًا، مما يؤدي بشكل منهجي إلى فتح تحقيق قضائي، لتجنب الإقرار بعدم المتابعة من قبل النيابة العامة، كما حدث في الشكوى التي رُفعت ضد "X"، وهو مواطن فرنسي إسرائيلي، بتهمة التعذيب في نيسان/أبريل الماضي، وهي تهمة اعتبر مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب أن الأدلة المقدمة بشأنها غير كافية.
لكن الشكوى الحالية تأسست استنادًا إلى وقائع حدثت في كانون الثاني/يناير الماضي، حين قام مواطنون فرنسيون متواجدون في الأراضي الفلسطينية المحتلة بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل متعمد في إطار الحصار المفروض على القطاع، كما ورد في نص الشكوى.
وينتمي المدعى عليهم إلى جمعيات "Israël Is Forever" و"Tsav-9"، والتهمة الموجهة إليهم هي المساهمة في تجويع سكان قطاع غزة، وذلك عبر منع دخول شاحنات المساعدات الإنسانية القليلة المسموح لها بالوصول إلى القطاع.
ويستند أصحاب الدعوى إلى تقارير كتبتها المقررة الأممية المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، وبيانات محكمة العدل الدولية، وأوامر الاعتقال الصادرة بحق نتنياهو وغالانت.
وزير مالية الاحتلال دعا إلى احتلال قطاع غزة وتهجير نصف سكانه خلال عامين.https://t.co/Hnz1ZtKq7M
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) November 26, 2024
وتركّز الشكوى على الدور الذي لعبته كل من "Israël Is Forever"، التي تعرف نفسها كجمعية تعبئة القوى الصهيونية الناطقة بالفرنسية، وقد أسسها الفرنسي الإسرائيلي جاك كوبفر وتترأسها اليوم الفرنسية الإسرائيلية نيلي كوبفر الناعوري. وقامت الجمعية بحملات جماعية لإعادة الاستيطان في قطاع غزة، كما لعبت دورًا أساسيًا في منع دخول قوافل المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
ونظمت الجمعية حفلًا في منتصف الشهر الجاري لدعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، ودعت إليه وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش إلى باريس. لكن الضغوط التي مارستها الهيئات والجمعيات المؤيدة لفلسطين، بالإضافة إلى القوى اليسارية الفرنسية، حالت دون حضور الوزير الذي ألغى زيارته المقررة. ويَحمل أعضاء الجمعية الجنسيتين الفرنسية والإسرائيلية.
أما الجمعية الثانية، فهي "Tsav-9"، التي لها صلات بجنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، وقد شاركت في منع قوافل المساعدات الإنسانية من الوصول إلى قطاع غزة. وتحمل الناطقة باسمها، راشيل تويتو، الجنسيتين الفرنسية والإسرائيلية.
وبحسب الشكوى، فقد نجح أعضاء الجمعية خلال الفترة الممتدة من 25 إلى 28 كانون الثاني/يناير الماضي في منع دخول شاحنات المساعدات الإنسانية بشكل كامل عند معبر كرم أبو سالم. وتسبب هذا المنع بشكل مباشر في انخفاض حاد في المساعدات الإنسانية في غزة.
وتكرر الأمر ذاته في شباط/فبراير، حيث منع أفراد الجمعية وصول أي شاحنة إلى معبر رفح. واستمرت هذه الممارسات حتى حزيران/يونيو الماضي، حيث اتخذت شكلاً عنيفًا بشكل متزايد، إلى أن توقفت بعد أن فرضت الإدارة الأميركية عقوبات مالية على الجمعية وقادتها في الشهر نفسه، وهي خطوة تبعها الاتحاد الأوروبي بعد شهر.
ويقول أصحاب الشكوى إنهم يسعون إلى وصف ما يحدث على الأرض قانونيًا، معتبرين أن شروط الإبادة الجماعية قد تم استيفاؤها بشكل واضح.