شهادة مروعة تشرح معاناة الأسيرات الفلسطينيات في سجني "الدامون" و"الشارون"
16 نوفمبر 2024
تعاني الأسيرات الفلسطينيات ظروفًا مأساوية في سجون الاحتلال، حيث تواصل السجون الإسرائيلية ممارسة انتهاكاتها بحق الأسرى والأسيرات، دون الأخذ بعين الاعتبار أدنى معايير حقوق الإنسان، ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية كبيرة، سيما وأن الاحتلال الإسرائيلي يواصل جرائمه في كافة الأراضي المحتلة دون أي قيود أو عوائق وأمام مرأى الجميع.
الصحافية الفلسطينية أسماء هريش (32 عامًا) من بلدة بيتونيا غربي رام الله، كانت واحدة من الأسيرات اللواتي عايشن ظروفًا قاسية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في سجن الدامون. وتروي هريش تجربتها في السجون الإسرائيلية، في حديث مع صحيفة "العربي الجديد"، بدءًا من اعتقالها في نيسان/أبريل 2023 وحتى الإفراج عنها في تشرين الأول/أكتوبر 2023، مشيرة إلى المعاناة التي تعرضت لها في السجون، خاصة في سجن الدامون وسجن الشارون.
تم اعتقال الصحافية أسماء هريش في نيسان/أبريل 2023، حيث حولتها سلطات الاحتلال إلى الاعتقال الإداري دون توجيه تهم واضحة لها، واستمر اعتقالها لستة أشهر، ليتم تمديد اعتقالها لثلاثة أشهر إضافية، وخلال تلك الفترة فقدت 18 كيلوغرامًا من وزنها بسبب سوء الطعام وشحّه في السجون. كما أن معظم الأسيرات في السجون الإسرائيلية تعرضن لظروف قاسية، تراوحت بين التفتيش العاري والممارسات القمعية المستمرة، وفقًا لشهادة الصحافية أسماء.
تعتبر تجربة الصحافية أسماء هريش مثالًا حيًا على المعاناة المستمرة التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي
وخلال فترة احتجازها في سجن الدامون، عانت هريش من العديد من الانتهاكات التي طالما تمارسها سلطات الاحتلال بحق الأسيرات الفلسطينيات. فبعد التغيير في إدارة السجن في آب/أغسطس 2023، ازدادت الأساليب القمعية والإجراءات التعسفية، حيث تم مصادرة ملابس الأسيرات، بما فيها الحجاب، وتم استبدالها بملابس السجن الصيفية.
ومن أبرز الانتهاكات التي تعرضت لها هريش والأسيرات في سجن الدامون هي الاقتحامات العنيفة لزنزانات الأسيرات. ففي أيلول/سبتمبر 2023، ووفقًا لشهادة أسماء هريش، تم اقتحام الزنزانة التي كانت تحتجز فيها هريش مع تسع أسيرات من قبل 15 مجندًا من "قوات اليمام"، الذين استخدموا الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفتيش الأسيرات. وقد كانت هذه الاقتحامات، وفقًا لما ذكرته هريش، أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى حالة من الصدمة والاكتئاب بين الأسيرات.
إلى جانب الانتهاكات الجسدية، كانت ظروف الطعام في السجون أحد أشكال التعذيب المستمر للأسيرات. كانت الوجبات المقدمة في السجون غير صحية، وتحتوي الوجبات في كثير من الأحيان على حشرات، أو كانت غير ناضجة. إضافة إلى ذلك، عانت هريش من نقص في التغذية، مما أدى إلى تدهور صحتها بشكل كبير، وفقدان 18 كيلوغرامًا من وزنها. كما عانت من الدوار والهزال نتيجة قلة الطعام والإفراط في الجوع.
ورغم معاناتها في سجن الدامون، كانت الفترة الانتقالية التي قضتها هريش في سجن الشارون من أصعب مراحل اعتقالها. فقد تعرضت هناك لتفتيش شبه عارٍ وأُجبرت على العيش في زنزانة ضيقة ومكتظة في ظروف سيئة، كانت تتضمن كاميرات مراقبة وسوء النظافة، كما كانت الأسيرات في سجن الشارون يعانين من معاملة قاسية من الجنود والمجندات.
يحدث كل ذلك بعلم المجتمع الدولي، خصوصًا بعد التقارير المتواترة حول انعدام حقوق الإنسان في معسكرات الاعتقال الإسرائيلية، حيث انتقدت هريش المواقف الدولية حيال معاناة الأسيرات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية، وطالبت المنظمات الإنسانية والمؤسسات الدولية بالتحرك الفوري لتقديم الدعم والمعونة للأسرى والأسيرات الفلسطينيين الذين يعانون من التمييز والتعذيب في سجون الاحتلال.
تعتبر تجربة الصحافية أسماء هريش في سجون الاحتلال مثالًا حيًا على المعاناة المستمرة التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي. إن ما جرى لها ولغيرها من الأسيرات يشير إلى الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان، ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية كبيرة لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني.
