شهر على وقف إطلاق النار في لبنان.. الاحتلال يواصل خروقاته
27 ديسمبر 2024
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب انتهاكات وقف إطلاق النار في لبنان، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، والتي كان آخرها توغل جيش الاحتلال في عدة بلدات جنوبية، أمس الخميس، قبل انسحابه منها لاحقًا، في الوقت الذي تم رصد أكثر من 250 خرقًا إسرائيليًا لوقف إطلاق النار خلال الشهر الجاري.
وظهرت في وقت سابق من الشهر الجاري مقاطع جرى تداولها على منصات التواصل الاجتماعي، لمستوطنين نصبوا خيامًا داخل بلدات في جنوب لبنان، رفعوا خلالها لافتات كتب عليها "لبنان لنا"، كان من ضمنها وصول عشرات المستوطنين إلى بلدة مارون الراس، حيث أقاموا نقطة استيطانية أطلقوا عليها اسم "مي ماروم" (ماء من السماء).
وقال جيش الاحتلال في تعليقه على دخول المستوطنين إلى الأراضي اللبنانية: "تشير التحقيقات الأولية إلى أن المستوطنين عبروا بالفعل الخط الأزرق ببضعة أمتار، وبعد أن حددت قوات الجيش الإسرائيلي موقعهم، تم إبعادهم عن المنطقة"، لكن بيان صدر عن مجموعة استيطانية اعتبر أن "هناك قاعدة حديدية في التاريخ الإسرائيلي الحديث: أي مكان تنسحب منه إسرائيل يصبح دولة معادية من النوع الأكثر وحشية. كان هذا صحيحًا في غزة، وهو صحيح أيضًا في لبنان".
ارتكب جيش الاحتلال أكثر من 295 خرقًا لوقف إطلاق النار في لبنان منذ الـ27 من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي حتى يوم الثلاثاء الماضي الـ24 من الشهر الجاري
وبحسب ما رصدت وكالة "الأناضول"، فإن جيش الاحتلال ارتكب أكثر من 295 خرقًا لوقف إطلاق النار في لبنان منذ الـ27 من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي حتى يوم الثلاثاء الماضي الـ24 من الشهر الجاري، مما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 32 شهيدًا، ونحو 38 جريحًا، وشملت هذه الخروقات الاستهدافات الجوية والبرية لقرى الجنوب، فضلًا عن توغل جيش الاحتلال في عمق الأراضي اللبنانية، ونسف لمنازل المدنيين في القرى الجنوبية.
وسجلت أحدث هذه الانتهاكات، أمس الخميس، إنشاء جيش الاحتلال لسواتر ترابية بين وادي الحجير ووادي السلوقي في جنوب لبنان، مما أدى إلى قطع الطريق بين المنطقتين، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام. وفي خبر منفصل قالت الوكالة اللبنانية، أمس الخميس، إن جيش الاحتلال سلم قوات حفظ السلام الأممية في لبنان "يونيفيل" والصليب الأحمر اللبناني مواطنًا لبنانيًا، كانت اختطفته من وادي الحجير بعد إطلاق النار على رأسه.
وردًا على الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، أعادت قوات "اليونيفيل" التأكيد في بيان، أمس الخميس، على أن "هناك قلق إزاء استمرار التدمير الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي في المناطق السكنية والأراضي الزراعية وشبكات الطرق في جنوب لبنان"، مشددةً على أن هذه الخروقات "تشكل انتهاكًا للقرار 1701".
وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية قد قالت في تقرير لها إن جيش الاحتلال يستعد لإمكانية مواصلة انتشاره في جنوب لبنان بعد انتهاء مهلة الـ60 يومًا المحددة باتفاق وقف إطلاق النار، مضيفة أن جيش الاحتلال بدأ بإنشاء بنية تحتية عسكرية في عدد من المواقع على طول المنطقة الحدود. ووفقًا للصحيفة العبرية، فإن بعض هذه النقاط التي وصفتها بأنها "حساسة" ستكون داخل الأراضي اللبنانية.
وقالت الأمينة العامة للمجلس الوطني للبحوث العلمية، تمارا الزين، في تقرير صدر في وقت سابق من الأسبوع الماضي إن جيش الاحتلال عمد إلى ارتكاب "جرائم بيئية عبر إحراق أكثر من ألفي هكتار من الأراضي من ضمنها ما يزيد عن ألف ومئتي هكتار من الأحراج والغابات"، مضيفة أن الاحتلال حول جنوب لبنان إلى "محيط حيوي حربي بغية تعطيل الحياة فيه"، مضيفة أن النشاط الزراعي تعطل "على امتداد 130 ألف هكتار من الأراضي الزراعية أي ما يشكل ربع المساحات الزراعية في لبنان".
وأضافت الزين، بحسب ما نقلت الوكالة الوطنية، أن جيش الاحتلال تعمّد "إبادة المدن"، والتي وصفتها بأنها "أداة لإفناء قرى ومناطق سكنية بأكملها ولتفكيك النسيج الاجتماعي فيها وتحقيق أهداف سياسية وعسكرية، وذلك تحديدًا في قرى الجنوب والبقاع وفي ضاحية بيروت الجنوبية"، بما في ذلك استهداف المعالم الآثرية، فضلًا عن استهداف المنشآت الصحية والمدرسية والمعابر الحدودية التي تربط بين الجانبين اللبناني والسوري.
وفي تعليقه على الخروقات الإسرائيلية، اعتبر الخبير العسكري اللبناني، العميد علي أبي رعد، في حديثه لموقع "العربي الجديد" أن "الخروقات الإسرائيلية التي تجاوزت الـ249 خرقًا، يمكن وضعها في إطارات عدة، الأول الحرب النفسية الإسرائيلية التي تترافق مع تصريحات شبه يومية عن أن الاتفاق مؤقت، مع محاولة إظهار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو نفسه بموقع المنتصر".
🎥 جيش الاحتلال ينشر فيديو للحظة نسف عشرات المنازل في بلدة ميس الجبل #جنوب_لبنان pic.twitter.com/26cHuXT6JP
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) November 4, 2024
وأضاف أبي رعد أن نتنياهو يريد من وراء ذلك الادعاء بأن "لديه ضمانات أميركية بموجب ورقة مكتوبة تمنحه حرية الحركة. علمًا أن نص الاتفاق الحرفي، سواء باللغة العربية أو الإنكليزية، لم يلحظ ببنوده الـ13 هذا الموضوع، وأي اتفاق بين طرفين لا يلزم الطرف الثالث، أي الدولة اللبنانية"، لافتًا إلى أن نتنياهو "يريد بهذا الإطار الحصول على غطاء أميركي عملي وضمانات أميركية تتجاوز إطار الاتفاق الحالي".
أما فيما يخص موقف حزب الله من الخروقات الإسرائيلية، فإن أبي رعد يرى أن "المقاومة تريد أن تقوم الحكومة والجيش بدورهما بحماية الأرض وصون السيادة استنادًا إلى ورقة الإجراءات التنفيذية للقرار وجوهرها انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، واحترام السيادة اللبنانية"، مضيفًا أن الحزب لم يرد على هذه الخروقات "إلا بعملية واحدة شكلية، لأنها لا تريد أن تعطي أي ذريعة لإسرائيل. من هنا على أميركا وفرنسا تحمّل مسؤولياتهما في لجم الخروقات".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد شن هجومًا، اليوم الجمعة، استهدف معبر جنتا على الحدود بين سوريا ولبنان، زاعمًا أنه يجري استخدام المعبر لنقل الأسلحة عبر سوريا إلى حزب الله، بحسب ما أفاد موقع "الترا فلسطين"، مضيفًا أن جيش الاحتلال ادعى في البيان أن "حزب الله يستخدم البنية التحتية المدنية لنقل الأسلحة بهدف تنفيذ هجمات ضد إسرائيل"، إضافة إلى "زيادة مخزون الحزب من الأسلحة قدر الإمكان".