صلاح البردويل.. رابع شهداء المكتب السياسي لحماس

استشهد عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، صلاح البردويل، وزوجته، فجر اليوم الأحد، إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت خيمته في منطقة المواصي غرب خانيونس، جنوبي قطاع غزة، ليصبح رابع قيادي من المكتب السياسي للحركة يُغتال خلال موجة التصعيد الأخيرة التي بدأها الاحتلال منتصف آذار/مارس الجاري.

وجاء في بيان نعيه من قبل الحركة أنّ صلاح البردويل "استشهد في عملية اغتيال صهيونية غادرة، أثناء قيامه الليل، ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك".

وقالت "حماس" في بيانها إنّ الشهيد صلاح البردويل: "كان علمًا من أعلام العمل السياسي والإعلامي والوطني، ورمزًا في الصدق والثبات والتضحية، لم يتخلّف يومًا عن واجب أو موقف أو ساحة من ساحات الجهاد وخدمة القضية، وبقي ثابتًا على درب المقاومة حتى نال شرف الشهادة في أحبّ الليالي إلى الله".

وأضافت أنّ "دماءه ودماء زوجته وسائر الشهداء الأبرار، ستبقى وقودًا لمعركة التحرير والعودة، وأن هذا العدو المجرم لن ينال من عزيمتنا ولا من ثباتنا".

وصفت حماس البردويل بأنه "رمز في الصدق والثبات والتضحية"، وأكدت أن دماء الشهداء ستظل وقودًا لمعركة التحرير.

وشهد العدوان على غزة تصعيدًا غير مسبوق في استهداف إسرائيل للقيادات السياسية والعسكرية لحركة حماس، حيث وصل عدد أعضاء المكتب السياسي الذين اغتيلوا منذ بداية حرب 2023 إلى 17 عضوًا، منهم 4 في الموجة الأخيرة من العدوان التي بدأت في آذار/مارس 2024، وفقًا لبيانات الحركة.

فيديو | موقع استهداف خيمة عضو المكتب السياسي لحركة حمـــ.اس صلاح البردويل مع عائلته ليلًا في مواصي خانيونس pic.twitter.com/OPT7d12k8A

— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) March 23, 2025

سيرة موجزة

صلاح البردويل، من مواليد مخيم خان يونس عام 1959، ينحدر من بلدة الجورة المهجّرة قضاء غزة. حصل على البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة القاهرة، ثم الماجستير والدكتوراه في الأدب الفلسطيني. بدأ مسيرته المهنية بالتدريس، وعمل محاضرًا في جامعة الأقصى ثم في الجامعة الإسلامية بغزة.

نشط البردويل مبكرًا في المجال الإعلامي لحركة حماس، وكان من مؤسسيه البارزين؛ إذ أطلق صحيفة "الرسالة" عام 1996 وترأس تحريرها، واشتهر بمقالاته السياسية الناقدة. تولّى لاحقًا رئاسة الدائرة الإعلامية في الحركة، وأسهم في تطوير أدواتها الإعلامية.

سياسيًا، شارك في تأسيس "حزب الخلاص الوطني الإسلامي" لمواجهة التضييق على حماس، وانتُخب نائبًا في المجلس التشريعي عام 2006 عن محافظة خان يونس. كما شغل مهام بارزة في كتلة حماس البرلمانية، وتولى ملف العلاقات الخارجية ثم دائرة العلاقات الوطنية داخل المكتب السياسي للحركة، إلى جانب ترؤسه مكتب التخطيط في الداخل والخارج.

تميّز بعلاقات وثيقة مع أبرز قادة الحركة، وكان حاضرًا في مفاصل العمل السياسي والإعلامي والتنظيمي حتى لحظة استشهاده مع زوجته إثر قصف إسرائيلي استهدف خيمته خلال صلاة التهجد في منطقة المواصي.

سياسة الاغتيال

تندرج الاغتيالات الأخيرة ضمن سياسة إسرائيلية ممنهجة تستهدف تقويض القيادة السياسية والعسكرية لحركة "حماس"، وذلك في محاولة لإضعاف البينة التنظيمية.

وكانت "حماس" قد نعت في 18 آذار/مارس ثلاثة من أعضاء مكتبها السياسي، استهدفتهم غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة، وهم: ياسر حرب، في قصف في جباليا شمال القطاع، وقد استُشهد خمسة من أبنائه خلال المواجهات مع الاحتلال؛ ومحمد الجماصي (أبو عبيدة)، الذي استُشهد مع زوجته نسرين، وثلاثة من أبنائه، واثنين من أحفاده؛ بالإضافة إلى عصام الدعليس، رئيس متابعة العمل الحكومي، الذي قُتل في قصف على منزله بمخيم النصيرات، إلى جانب ثلاثة من أبنائه واثنين من أحفاده.