لا غرابة بأنّ مُعظم المُظاهرات ومُحاولات التصعيد في الداخل في الأيّام الأخيرة، حدثت بمبادراتٍ شبابيّة، سارعت لمُباركتها لاحقًا بعض الأحزاب، بغيابِ تحرّكٍ جدّيٍ من قبل المُتابعة، إلّا ما دعت لهُ من بابِ رفعِ العتب

زمن بلا أخ ولا ظل
اختلطت الأيام، تشظّت الذاكرة. لم أعد أميّز بين الحلم والحدث، بين الأخبار والذكريات، بين الغائبين والشهداء

السرك البشري
دخل كأنما إلى سيرك، يتقافز على إيقاع السخرية، يصطنع الضحك ليُضحك الناس، يلهث خلف الإعجاب السريع

الزمان أم المسافة؟
لم يحدث شيء، الجنود فتّشوا منزلًا في الحي الليلة الماضية/ وصديقي السّاهي لم يردَّ على ثلاث رسائل حتى اللحظة، مع أنه أونلاين!/ لدي كلماتٌ قليلة وعليّ أن أفعل بها شيئًا، أن أدقها على الكيبورد

صرخات حية إلى الأبد
أفضّل الجلوس هنا، على هذا الكرسي/ ومراقبة الآمال حين تصحو:/ هذا عامل ذاهب إلى عمله وبيده كأس شاي./ هذا ولد ذاهب إلى المدرسة وفي نيته خداع العالم

يظنّ أنّ العالم وُلد من عينيه
كأن أحدًا لم يتأذَ، لم يحزن ويسكن القبو/ مثل رجل سمحت له امرأة بالنظر إليها خمس دقائق فظنّ أنها تحبه/ أو مثل شخص وُلد من نظرة شخص آخر/ لكنه لا يزال يظنّ أن العالم وُلد من عينيه

كلُّ قصيدة هي رسالة لبثينة
لا أعرف كيف صرتِ المسافة وأعطيتِ الزمن تعريفًا آخر، مثل أن أقول أن سائقًا قطع المسافة في حمولته من حيفا إلى نابلس وأنا أجلس على الكرسي نفسه لساعات

يتحدث عن دورة المواسم بدلًا من دورة الدم والجوع
كنت سأصدق هذا فعلًا لو ترجع السنوات من سنواتها/ كنت سأصدق النسر لولا مزاج الرجل الأربعينيّ/ الذي يجلس في المقهى وينظر من خلال النافذة/ إلى طلبة جامعيين يرونه غريبًا في المقهى!

المرأة الشيطانة
المرة الوحيدة التي رأيت فيها الناس، كانت لما زحفوا إلى الميادين ودمروا كل شيء،/ أماكن سهرك وطرقات حبك التي اخذوها معهم رغما عنك إلى الثورة

كمن يعرف أن زمانه انتهى!
قبل سنة رأيت طفلًا يلبس شورتًا وبروتيلًا في برد كانون وكان يسرق الأفوكاتو/ وبدا مثل الأطفال الذين درسهم غسان كنفاني/ زمنَ المخيم/ قبل أن يكتب عنهم/ أعني قبل أن يصبحوا قصصًا

دفنتُ أصدقاء بيدي في تلك الأيام
ويظن أنهما متفاهمان، يظن أنهما يستطيعان مواصلة المشي/ والتلويح من بعيد لمارة مثلهما يتظاهرون بالمشي والحديث

لا يوجد سيناريو آخر
يعيش الواحد فينا أقرب إلى أمّه من أبيه/ ولما يكبر يكتشف فجأة أنه أصبح رجلًا يقرأ نفسه بأبيه/ في داخلي شيء من أغنية أبي/ شيء من أصل الشجرة/ وشيء من أصل الغراب

الشعر على إيقاع بطء الزمن
منحت الكتابة اللغة تحولاتها دائمًا، وأعطتها القدرة على نقش اللحظة كما لو كانت أبدًا، كما لو كانت الزمن كله