1. ثقافة
  2. نصوص

زمن بلا أخ ولا ظل

9 ابريل 2025
لوحة لـ جاسيك سينيكي/ بولندا
طارق العربيطارق العربي

في منتصف الحرب، حلمتُ بأنيس غنيمة. لم نكن أصدقاء، بالكاد تبادلنا كلمات قليلة، لكنه جاءني في المنام كأنه يحمل رسالة. كان يعاتبني بصوت خافت، صوت لا أعرف إن كان منه أو مني، لكنه بدا قادمًا من أعماق لم أعد أجرؤ على لمسها.

وحين استيقظت، كان في صدري قلق غريب، كأن شيئًا داخليًا تهدّج فجأة، كأن هناك نداءً من زمن آخر يحاول أن يوقظني من موتٍ لم أعترف به بعد.

في الحلم، كان صوتان يترددان في رأسي:

الأول يقول: "أنا أخوك".

والثاني يرد: "أنا لا أعرفك".

لكن الصوت لم يتوقف، استمرّ يلحّ، يكرر نفسه كنداء يائس.. لا يجد مجيبًا.

منذ تلك اللحظة، صار الزمن دوامة. اختلطت الأيام، تشظّت الذاكرة. لم أعد أميّز بين الحلم والحدث، بين الأخبار والذكريات، بين الغائبين والشهداء. كأن الزمن في غزة فقد اتجاهه، وصار يدور حول نفسه مثل أفعى تبتلع ذيلها.

كل شيء يعاد: الصباحات التي تبدأ بالقصف، الأسماء التي تتكرّر في قوائم الشهداء، الصور التي تمرّ على الشاشة كأنها لا تعنينا، لكنها تسكننا. والقلق… ظل لا يفارقنا، لا نراه لكنه لا يتركنا.

الزمن هنا لعنة. الزمن بلا ماضٍ لأن البيوت التي كنا فيها لم تعد، وبلا حاضر، لأن الحيّ الذي كنا نسير فيه صار ركامًا، وبلا مستقبل، لأن من نحبهم صاروا أخبارًا عابرة على التليجرام. زمن بلا أخ، لأن الأخ قد يكون تحت الردم. وزمن بلا ظل، لأن الشمس لم تعد تعرف كيف تسقط على هذه المدينة المحترقة.

"أنا أخوك".

"أنا لا أعرفك".

هذا هو الصوت الذي يرافقني كل صباح،

كلما تذكرت أنيس.

كلمات مفتاحية

غوزانا.. ماذا بعد البحر؟

تبدل الحشد / والطوائف/ والآلهة جميعها: طرقوا بابك المحصن بالعيون النحاسية/ والتمائم والبخور/ لم تفتح لهم

السرك البشري

دخل كأنما إلى سيرك، يتقافز على إيقاع السخرية، يصطنع الضحك ليُضحك الناس، يلهث خلف الإعجاب السريع

ورود جورية إلى الأمهات السوريات

وردة جورية إلى روحك أمي، وباقات ورد إلى أم أيمن وحسناء الحريري، وإلى كلّ الأمهات اللواتي يُشبهونكن ومن طينتكن، أنتنّ النسغ الحيّ في هذا الخراب العميم

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة