
زمن بلا أخ ولا ظل
اختلطت الأيام، تشظّت الذاكرة. لم أعد أميّز بين الحلم والحدث، بين الأخبار والذكريات، بين الغائبين والشهداء

ما لا يُنسى
بدايةَ الحرب، مع انقطاع الماء تحقيقًا لوعد الشرير الأحمق غالانت الذي قال إن غزة ستكون بلا ماء ولا كهرباء، قالت سيدة لابنتها التي اتصلت من بلاد بعيدة كي تطمئن عليها: "أحبوا الماء. لا يوجد ما هو ألذ منه"

السماء لكم
وقيلَ للفلسطينيِّين مُوتوا دفعةً واحدة. فالأرضُ لا تليقُ بكم، وهذه السَّماءُ الشَّاسعةُ كلُّها لكم

المنفى كموت أصغر
تكررت حوادث الوفاة في السنين الأخيرة بشكل ملحوظ لشباب مصريين من جيل ثورة يناير، تتراوح أعمارهم من منتصف العشرينات لمنتصف الثلاثينات، يعيشون في منفاهم القسري

غزة والحقّ الغائب
في غزة، تؤخذ جثث الموتى الشهداء، ويُحتفظ بها، يُسرق جلدها وأعضائها، ثمّ تُعاد بعد أن تفقد ما تفقد، وكأنّ الإرث الاستعماري للتمثيل بجثث السكان الأصليين

يموتون فتُكتب لهم الحياة
مات حكيم مرزوقي، وقبله مات خالد خليفة، وقبلهما ميشيل كيلو وجلال صادق العظم، والكثير من العظماء روحًا ممن تركوا بصمة لا تزول في حياة أصدقائهم ومتابعيهم

لغة الأنقاض
حين لا يترك الموت وقتًا كثيرًا، وحين يجد الناس أنفسهم مرغمين على المسارعة في دفن موتاهم قبل مجيء جولة الموت الجديدة، سيقول الجدّ عبارته الخالدة: "روح الروح هذي"

أثناء الحرب.. خمسة مشاهد من غزّة
لا أعلم كيف نجونا، لكن ما أعرفه جيّدًا أنّ الرصاص يعرفُ طريقه إلى الفلسطيني، فلماذا لم يقتلني؟

تجربةُ موتٍ مؤقت
فكرت في هذه اللحظة بالذين شكوا من هذا العارض الذي تمنيته طارئًا وليس قاتلًا، ومنهم أصدقاءَ مضوا إلى شأنٍ آخر ومكانٍ آخر، وظننتُ أن ساعةَ عمري أوشكت على التوقف

مِن غزة وعنها
الهدنة بالنسبة لأهل غزة فترة استراحة من كلّ الموت القَبلي الذي جاء وانتهى، واستعداد لكلّ الموت البَعدي الذي سيجيء. الهدنة ليست أكثر من استراحة بين موتين!

عن طبقات البكاء في إثر الراحلين
كلما كان الميت أقرب كلما استعصى الكلام عنه، حتى الترحم عليه في اللحظات الأولى يجرح، فالأمر يحتاج ساعات لإدراك الحقيقة وأيامًا لقبولها وشهورًا للتعايش معها وسنين طويلة ليصبح ذكرى

الموت في الأزمنة الصعبة
عندما تفقد الحياة بريقها، عندما تعجز عن إغواء الأحياء بمعنى ما، بجدوى ما، وعندما تتخلى عن رقتها الهشة وعن خفتها المثيرة للأسى.. فإن الموت، بالمقابل، يفقد هيبته وثقله