طرد سفير جنوب إفريقيا من واشنطن بذريعة أنه "كاره لترامب ولحركة ماغا"
15 يمشي 2025
في خطوة دبلوماسية وُصفت بالنادرة، قررت الولايات المتحدة الأميركية طرد سفير جنوب إفريقيا لديها، إبراهيم رسول. ويعدّ هذا القرار أحدث تطور في مسار التصعيد الذي شهدته العلاقات الأميركية الجنوب إفريقية منذ تولي دونالد ترامب منصبه في البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير الماضي.
وكان الرئيس الأميركي قد اتخذ في وقت سابق قرارًا بتجميد المساعدات الأميركية لجنوب إفريقيا، مبررًا ذلك بما وصفه بـ"المعاملة السيئة" التي تتعرض لها الأقلية البيضاء على يد الحكومة الحالية. ويضاف إلى ذلك، وفقًا لما نقلته وكالة "رويترز" للأنباء، قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، الحليف الرئيسي لواشنطن، أمام محكمة العدل الدولية.
تدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا منذ أن جمّد ترامب المساعدات المالية الأمريكية للبلاد، مُشيرًا، في معرض توقيع قرار التجميد، إلى رفضه لسياسات جنوب إفريقيا المتعلقة بملكية الأراضي، ولقضية الإبادة الجماعية المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل، حليفة واشنطن.
"يكره أميركا وترامب":
كانت هذه العبارة التي استخدمها وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في معرض تبريره لقرار طرد سفير جنوب إفريقيا من الولايات المتحدة، حيث وصف روبيو السفير إبراهيم رسول بأنه "سياسي عنصري يؤجج التوترات العرقية، يكره أميركا والرئيس ترامب"، مشددًا على أنه "لم يعد مرحبًا به في بلدنا العظيم". وأضاف أن رسول "شخص غير مرغوب فيه، وليس لدينا ما نناقشه معه"، وفقًا لما جاء في منشوره على منصة إكس.
واستشهد روبيو بمقطع مصوّر يظهر فيه السفير الجنوب إفريقي وهو يتحدث عن دونالد ترامب وحركة ماغا (لنجعل أميركا عظيمة مجددًا)، قائلًا: "إن ترامب وحركته ماغا يحشدان تمردًا عنصريًا عالميًا".
South Africa's Ambassador to the United States is no longer welcome in our great country.
— Secretary Marco Rubio (@SecRubio) March 14, 2025
Ebrahim Rasool is a race-baiting politician who hates America and hates @POTUS.
We have nothing to discuss with him and so he is considered PERSONA NON GRATA.https://t.co/mnUnwGOQdx
وأمام سفير جنوب إفريقيا، إبراهيم رسول، 48 ساعة لمغادرة الولايات المتحدة، بعدما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنه "لم يعد مرحبًا به" في واشنطن.
وكان رسول قد قدّم أوراق اعتماده للرئيس السابق جو بايدن في 13 كانون الثاني/يناير الماضي، إيذانًا ببدء فترة عمله، وهذه ليست المرة الأولى التي يشغل فيها المنصب، إذ سبق أن تولاه بين عامي 2010 و2015، قبل أن يُعاد ترشيحه له مجددًا مطلع عام 2025.
وأشار تقرير لشبكة "بي بي سي" إلى أن إبراهيم رسول وُلد ونشأ في كيب تاون، وعندما كان في التاسعة من عمره، أُخرج هو وعائلته قسرًا من شقة كانت مخصصة للبيض فقط. ومع تقدمه في السن، ازداد اهتمامه بالسياسة، وكان يؤكد في تصريحاته أن حادثة إخلاء منزله شكّلت لحظة محورية في نشأته، وأسهمت في رسم ملامح مستقبله السياسي.
رد جنوب إفريقيا
وصفت رئاسة جنوب إفريقيا، اليوم السبت، قرار طرد سفيرها من واشنطن بـ**"الإجراء المؤسف"**، داعية إلى "الالتزام باللياقة الدبلوماسية المتعارف عليها في مثل هذه القضايا". وأكدت في بيانها أن جنوب إفريقيا ستظل ملتزمةً ببناء علاقات مع الولايات المتحدة تقوم على المصالح المشتركة".
تدهور العلاقات:
تدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا منذ أن جمّد ترامب المساعدات المالية الأميركية للبلاد، مُشيرًا، خلال توقيع قرار التجميد، إلى رفضه لسياسات جنوب إفريقيا المتعلقة بملكية الأراضي، بالإضافة إلى القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل، الحليف الرئيسي لواشنطن، بتهمة ارتكاب إبادة جماعية.
وكان ترامب قد صرّح، دون تقديم أدلة، بأن "جنوب إفريقيا تُصادر الأراضي الزراعية"، وأن "فئات معينة من السكان، في إشارة إلى الأقلية البيضاء، تُعامَل بشكل سيئ للغاية".
وسبق للملياردير إيلون ماسك، المولود في جنوب إفريقيا والمقرب من ترامب، أن أدلى بتصريحات مماثلة، زاعمًا أن البيض في جنوب إفريقيا كانوا "ضحايا قوانين المِلكية العنصرية".
وفي كانون الثاني/يناير الماضي، وقّع رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، على مشروع قانون يهدف إلى تسهيل مصادرة الدولة للأراضي للمصلحة العامة، وفي بعض الحالات دون تعويض المالك. ودافع رامافوزا عن هذه السياسة، معتبرًا أنها تهدف إلى معالجة الفوارق العرقية في ملكية الأراضي في دولة ذات أغلبية سوداء، كانت قد تعرضت، خلال حقبة الفصل العنصري، للاضطهاد والحرمان من الملكية، ما أدى إلى تفاقم الفقر والتهميش بين الفئات المتضررة.