طلاب مصر لـ"كليات الإعلام": "طير أنت"
23 يناير 2017
"الإعلامي مكسيم خليل، والإعلامي إياد نصار، والإعلامي بيومي فؤاد، والإعلامية شيرين عبد الوهاب والإعلامية هالة فاخر، والإعلامية رانيا محمود ياسين، والليست مفتوحة" كان شعار طلاب كليات وأقسام الإعلام في مصر ردًا على تصدَّر مجموعة من الفنانين شاشات فضائيات On tv وdmc و"العاصمة" و"الحياة" مؤخرًا.
احتجاج في كليات الإعلام المصرية على توظيف ممثلين ومغنين وراقصين في التلفزيونات المصرية
وأطلق طلاب الإعلام وَسْم "معًا لإلغاء كليات الإعلام" اعتراضًا على احتلال الفنانين والنشطاء ونجوم الكرة المعتزلين مقاعد مقدمي البرامج خلال السنوات الأخيرة، وتحديدًا لدى ظهور عدد من القنوات الجديدة، التي تسعى للاستحواذ على نسب مشاهدة عالية فتلجأ إلى إنتاج برامج للفنانين. وعبر طريق آخر، تستسلم الفضائيات لعرض برامج ترفيهية من إعداد شركات إنتاج وتسويق تسعى للرِبْح على حساب المحتوى الجاد، أو هكذا قيَّمها طلاب الإعلام، الذين نشطوا خلال الأيام الأخيرة على صفحات الدعوة لإلغاء الكليات.
وطرحت نورة مجدي إبراهيم، صاحبة الدعوة، استفتاء حول الموافقة على الفكرة من عدمها، وحصدت موافقة بنسبة 80%، وكتبت في نصِ دعوتها: "غرضنا ليس إغلاق كليات الإعلام بالضبط، لكن نريد لفت النظر إلى عدم وجود أهملية لكليات الإعلام الآن طالما أن أغلب العاملين في القنوات والإذاعات والجرائد هم خريجو كل الكليات، وغير متخصصين".
اقرأ/ي أيضًا: حروب "جبهة إنقاذ" اتحاد طلاب مصر.. القصة الكاملة
وأوضحت: "هدفنا توفير جهد وتعب وحرق أعصاب الطلاب، الذين يقضون في كليات وأقسام الإعلام أربع سنوات، ثم يتخرّجون ليحصدوا مقاعد المتفرجين أمام وجوه متطفِّلة على المهنة". وفسَّرت حنان نجيب، خريجة "إعلام القاهرة"، الهدف من وراء الدعوة بأن معظم خريجي كليات الإعلام في مصر لا يعملون في الإعلام، نظرًا لأنّ أشخاصًا من خارج المجال يشغلون مناصبهم، سواء كانوا ممثلين أو مطربين.. وبالتالي الدولة أحق بالأموال المهدرة في الكليات، التي تقول إن دورها "تفريخ" إعلاميين، بينما يمثل طلابها نسبة محدودة من نجوم الشاشات.
لم يستسلم طلاب الإعلام لذمّ الوسط الإعلامي فقط، إنما اتجهوا إلى الداخل، إلى ذم كلياتهم، فشرَّحوا المناهج، التي تأمرهم بالتزام المهنية، والمصداقية، وأخلاق الإعلام، في حين أنّ سوق العمل لها قوانين خاصة تخضع لها، وتأمرهم بأن يكونوا "ميكروفون للشيطان أحيانًا"، وفق قولهم.
وذكر الطلاب، على صفحاتهم الخاصة والعامة، سوءات أساتذة الإعلام في مصر، ما بين عيوب فنية ومنهجية: "يدرّسون مناهج قديمة، ونظرية، لا تخالف سوق العمل فقط، إنما تعتبر فقيرة في الإمكانيات مقارنة بالإعلام المهني العالمي. حتى الكليات الخاصة، التي تحصل على مصاريف ضخمة، وتروج لنفسها بتحمّل تكاليف التعليم المميز، تنشأ استوديوهات، ولا تتركها للطلاب، ولا تجلب لهم إمكانيات لتعلم طرق عمل "بي بي سي" و"سي إن إن" و"رويترز".
انتقد الطلاب المصريون كليات الإعلام وقلة إمكاناتها الخاصة والرسمية وعدم قدرتها على تأهيل كفاءات
ألقى الطلاب الكرة في ملعب الأساتذة والمنظرين، الذين حملوا إجابات خاذلة، فانتقد محمد المرسي، مدير مركز التدريب بكلية الإعلام جامعة القاهرة، الاعتماد على ممثلين وراقصات ومطربين ولاعبي كرة مشهورين وغيرهم من الأسماء الرنانة في تقديم برامج للاستفادة من شهرتهم في تحقيق نسب مشاهدة أعلى وإعلانات أكبر بغض النظر عن محتوى الرسالة الإعلامية والمهنية، فذلك ليس كافيًا لاختيارهم.
ولم يمانع تقديم "النجوم" برامج تلفزيونية بشرط "أن يحصلوا على دورات تأهيل لمدة ستة أشهر قبل خوض التجربة". وعلى مسافة بعيدة تمامًا من الجميع، وقف الدكتور صفوت العالم، أستاذ العلاقات العامة والإعلان، الذي انتقد ما يقوم به خريجو الإعلام من "نقمة" على المجال، الذي من المعروف أنه "ضيق" ولا يستوعب إلّا الموهوبين والمتخصصين وله قوانين خاصة، موضحًا: "مشكلة القنوات تكمن في قضية الإعلانات والعرض والطلب، والذي تكسب به العب به". وأضاف: "عند إنتاج برنامج طبي من الأفضل الاستعانة بطبيب وتدريبه 6 شهور على قواعد الإعلام والممارسة، ففي بعض الحالات يفرض علينا المحتوى والمضمون الاستعانة بغير خريجي الإعلام".
وطالب طلاب الإعلام في مصر، الذين يعتبرونه أبًا روحيًا لهم، بالسعي والصبر والاجتهاد لإثبات أنهم أفضل من غير المهنيين، الذين يملكون فرصة أكبر منهم. لم يكن ظهور الفنانين ونجوم الكرة بشكل مكثف على شاشات الفضائيات وحده ضاغطًا على شرايين طلاب وخريجي الإعلان، الذين يعانون لإيجاد فرصة عمل في الوسَط الإعلامي بـ"واسطة" أو من دون. والمواقف الأولى، التي أزعجتهم، كانت تخصّ عدم وجود نقابة لخريجي الإعلام، وهو المطلب "المزمن" بغرض تمييزهم عن خريجي الكليات الأخرى الذين يعملون في الصحافة والتلفزيون، والذي لم يتحقق ويبدو أنه لن يتحقق. سيظل محاولة بائسة وفاشلة لخَلْق أي نوع من الأفضلية.
اقرأ/ي أيضًا: