ظاهرة الروتين اليومي إلى الواجهة في المغرب.. توقيف يوتيوبر بسبب فيديو "في المرحاض"
11 أكتوبر 2022
تصدرت أخبار الِيوتيوبر المغربية المعروفة " فتيحة " اهتمام رواد مواقع التواصل في المغرب، بعد قيام السلطات المغربية بالقبض عليها مساء الجمعة الماضي، بتهمة " نشر وترويج محتويات رقمية بواسطة الأنظمة المعلوماتية، تتضمن إخلالاً علنياً بالحياء".
تصدرت أخبار الِيوتيوبر المغربية المعروفة " فتيحة " اهتمام رواد مواقع التواصل في المغرب والعالم العربي
وبحسب ما جاء في بلاغ مديرية الأمن الوطني، فإن " المشتبه بها " عمدت إلى توثيق مشاهد مخلّة داخل منزلها، مع نشر وترويج هذه المحتويات الرقمية الماسة بالحياء العام على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى قناتها في موقع يوتيوب، وقد تمّ إيداعها تحت تدبير الحراسة النظرية، رهن إشارة البحث القضائي، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بانتظار الكشف عن جميع ظروف وملابسات القضية"، بحسب لغة وتوصيف البلاغ.
وقد اشتهرت فتيحة البالغة من العمر 41 سنة، خلال السنوات الأخيرة باسم " فتيحة روتيني اليومي "، نسبة لمقاطع الفيديو التي تنشرها على موقع يوتيوب، وتوثّق فيها يومياتها، وتحقق أرقام مشاهدات عالية، وقد انتشرت مؤخرًا ظاهرة " الروتين اليومي " في صفوف الكثير من المغربيات، ما خلّق ردة فعل مناهضة لهذه الظاهرة، باعتبار أنها مخلّة بالآداب وتحوي إيحاءات جنسية بحسب ما يرى المعترضون عليها.
وسائل الإعلام المغربية أشارت إلى أن سبب توقيف فتيحة كان بسبب فيديو نشرته من داخل المرحاض وهي تقوم بقضاء حاجتها، انتشر بشكل واسع في وسائل التواصل المغربية وخلق جدلًا كبيرًا، جدل ازداد بعد قيام الأمن بتوقيف فتيحة، وانقسمت الآراء بشكل واسع بين المغردين. وقد اعتادت فتيحة على نشر محتوى صادم، حيث ظهرت في فيديو سابق وهي تحمّم زوجها، وفي فيديو آخر يقوم زوجها بضربها مباشرة على الهواء، وقد أشارت وسائل إعلام محلية إلى أن زوجها اقتيد هو الآخر إلى التحقيق.
" طوطو " يتضامن مع فتيحة
في أبرز المواقف، أعلن مغني الراب المغربي الشهير طه حفصي، المعروف باسم " طوطو "، تضامنه مع فتيحة، من خلال " ستوري " نشرها على صفحته عبر انستجرام، تضمنت عبارة " الحرية لفتيحة"، الأمر الذي أغضب شريحة واسعة من متابعي " الرابير " المثير للجدل، والذي قال قبل فترة إنه يتعاطى الحشيش قبل صعوده إلى المسرح، ثم عاد وتراجع عن مقولته مشيرًا إلى أنها كانت من باب المزاح.
المغرّد أشرف تساءل عن الفارق بين فتيحة وطوطو، معتبرًا أن الإثنين يقدمان مستوى مخلًا بالآداب، ودعا إلى توقيف طوطو إسوة بفتيحة.
موقع Le 12 المغرب الإلكتروني المستقل، نشر مقالةً لاذعةً تحت عنوان " طوطو الحضيض يتضامن مع فتيحة المرحاض "، اعتبر فيه أن " طوطو " يقوم باستفزاز المغاربة من خلال تضامنه مع فتيحة، بعد أيام من إشهار السكر في حفل علني تحت رعاية وزارة الثقافة والشباب والتواصل، وقد انتقد كاتب المقالة المصطفى الحروشي ظاهرة الروتين اليومي بسبب تأثيرها على الحياة الأسرية في المغرب.
" الروتين اليومي " يؤرق المغاربة
أكثر من أي بلد عربي آخر، تنتشر ظاهرة " الروتين اليومي " بشكل كبير في المغرب بحسب العديد من التقارير، حيث يقوم مستخدمون بإنشاء قنوات خاصة على يوتيوب، ليقوموا عبرها بتصوير وقائع حياتهم اليومية وعرضها على العامة. وتحظى هذه المقاطع بشعبية واسعة، وقد تعرضت لانتقاد كبير على مدى السنوات الأخير، حيث يرى ناشطون أن ارتفاع شعبية هذه المقاطع يعكس تأزم المنظومة المجتمعية في المغرب وتدهورًا في واقع المحتوى الترفيهي على شبكة الإنترنت.
تتمحور معظم عناوين مقاطع الفيديو في قنوات الروتين اليومي، حول الطبخ والتنظيف والأعمال المنزلية وشؤون النظافة الشخصية
وتتمحور معظم عناوين مقاطع الفيديو في قنوات الروتين اليومي، حول الطبخ والتنظيف والأعمال المنزلية والشؤون الشخصية اليومية الأخرى، لكنها لا تخلو من الإيحاءات الجنسية والأفعال المثيرة، يقوم بها بعض الرجال والنساء بهدف تحقيق نسب مشاهدة عالية، للحصول على المال من منصات التواصل، وقد شهد المغرب العديد من الحملات في السنوات الأخيرة عبر وسائل التواصل، للمطالبة بوقف هذه الظاهرة، ومحاسبة المروجين لها، في حين يرى آخرون أن ذلك يندرج ضمن الحريّة الشخصية للأفراد، باعتبار أن الفيديوهات تنشر على حسابات شخصية، يمكن لمن لا يروقه المحتوى عدم متابعته أو حظره.