عائد إلى سجن مطار المزة العسكري.. دمار واسع ومخدرات
16 ديسمبر 2024
مع سقوط نظام بشار الأسد انسحبت قواته من كل المواقع والمطارات العسكرية والافرع الأمنية، فيما شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الغارات على تلك المواقع بادعاء خشيتها أن تقع ترسانة الأسلحة في يد قوات المعارضة السورية.
ومن بين تلك المواقع التي تعرضت للقصف مطار المزة العسكري الواقع في ضواحي العاصمة دمشق، لكن ذلك لم يمنع معتقل سابق من العودة إلى المطار لاستعادة ذكريات المعاناة التي عاشها في سجن المطار الذي كان يديره فرع المخابرات الجوية، أسوأ فروع مخابرات نظام الأسد المخلوع.
في بدايات الثورة السورية، اعتقل حلاق عام 2012 خلال مشاركته في تشييع جنازة متظاهرين قضوا برصاص عناصر النظام المخلوع
وعند وصول فريق "فرانس برس"، للمطار كان حطام الطائرات المقاتلة والمروحيات منتشر على مدرج المطار، فيما أخرجت من أحد المباني التابع للقوات الجوية كميات من أقراص "الكبتاغون" المخدرة وقام عناصر غرفة القيادة العامة للعمليات العسكرية بإتلافها.
وما هو معروف أن هذه المادة المخدرة كان يتم تصنيعها بكميات هائلة في عهد الرئيس المخلوع، بشار الأسد، مع إغراق الدول الأخرى بها لتمويل مجهود الحرب.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على مسؤولين في نظام بشار الأسد يشتبه في ضلوعهم في هذه التجارة. وقد ضبطت دول الجوار لسوريا ملايين من أقراص "الكبتاغون" في محاولة للحد من انتشارها دون فائدة.
📌 كشف سقوط نظام بشار الأسد عن وجود مصانع ومستودعات لإنتاج مادة الكبتاغون المخدرة التي كان النظام السوري المُطاح به يهرّبها بانتظام نحو دول الجوار والخليج وبعض الدول الأوروبية.
📌 حقق النظام من خلال المتاجرة بمواد محظورة عائدات مالية كانت تذهب إلى جيوب عصابة الأسد، حسب مجلة… pic.twitter.com/VSrVYaNJEY
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) December 16, 2024
وفي خضم ذلك، راح رياض حلاق، وهو أب لثلاثة أطفال ويبلغ من العمر 40 عامًا، يفتش بين أنقاض قاعة مؤتمرات كانت سجنًا به 225 معتقلًا في فترة من الفترات.
في بدايات الثورة السورية، اعتقل حلاق عام 2012 خلال مشاركته في تشييع جنازة متظاهرين قضوا برصاص عناصر النظام المخلوع. وفي سجن مطار المزة، أوثق الرجل وضرب، واحتجز لمدة شهر في غرفة تدريب للطيارين قبل أن ينقل إلى سجن آخر اعتقل فيها لشهرين و13 يومًا.
عندما سمع مقاتلو المعارضة السورية المتواجدين عند مدخل المطار قصته، سمحوا له بالدخول والعودة إلى مسرح معاناته ليحصل على أدلة يأمل في أن تساعد عائلات أخرى في إيجاد أبنائها المفقودين.
🎥 وقفة تضامنية مع أسر ضحايا المعتقلات السياسية، ومن أجل المطالبة بإجراءات لدعمهم وذويهم، وإنهاء حقبة الاعتقال السياسي في #سوريا، ومحاسبة جميع المتورطين. pic.twitter.com/AeIO3OG1Np
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) December 15, 2024
يخبر حلاق فريق "فرانس برس" بأنه لم يكن يسمح له بالخروج من القاعة خلال فترة احتجازه إلا مرتين في اليوم لاستخدام المرحاض في مجموعة من ثلاثة معتقلين كانوا ينامون متلاصقين على الأرض الخرسانية الباردة.
في أحد الأيام، سمع دوي انفجار في الخارج، ففرح مع المعتقلين الآخرين أملًا في أن تكون الفصائل المعارضة المسلحة تقتحم المطار، إلا أن ضابطًا رفيع المستوى سخر منهم وكذلك فعل جنود استرسلوا بالضحك. وقال حلاق: "لو كان أحد منا يشتكي من الظروف يقول الضابط لنا إننا نتلقى معاملة خمس نجوم مهددًا بنقلنا إلى مكان آخر".
وفيما كان يفتش عن ملفات آملًا في العثور على ملفات تلقي الضوء على معاناته وتكشف مصير أصدقائه المفقودين، واجه صعوبة على غرار الكثيرين في سوريا في التعبير عن مشاعره. ويقول: "من الصعب التفسير. لا أجد كلمات لأوصف ذلك. لا يسعني الكلام".