
غريب أخير، مقعد أخير، وركاب مقنعون
ثمة مقعدٌ أخير في الباص/ مقعدٌ مسكينٌ يرتجي شخصًا يشغله/ مقعد أخير فارغٌ لا يشغله أحدٌ/ مقعدٌ أخيرٌ فارغٌ: من أضاع نفسه في الطرقات

مطر أسود
مطر أسود ذلك الذي يمر في العراق/ وحده كان رؤوفًا بالوحيدين/ كان بكاءً، فكرة للحيرة، ودمعة للضياع، لكنه سياط للمشردين

اكسر المرآة ترَ نفسك
كان يسمع صوتًا يناديه؛ بحث في عينيه، لم يرَ شخصًا ولا فمًا، فتّش في أذنيه، فلم يسمع صوتًا، ولا صدىً

وجوه غيرّ الموت ملامحها
يا له من يوم شاق، يوم لا أعرفه، لديّ شعور كبير بأن نلتقي مرة أخرى، في قبر كبير، يُجمع فيه المرء وذويه ورفقته ومحبيه

الانتظار تمرين اليائسين
لم يصل، تأخر كثيرًا،/ الإنسان الذي تسحب أقدامه/ خطوات الآخرين/ يعيش ظلًا تبيحه الأقدام/ أو ظلًا مرتهنًا بعمرِ النهار

الوصول عبر الموت والأسئلة
ثم تكبر، تتحجر أعضائكَ، بينما تتضاءل أعوامك، وتتزاحم في أيامكَ المواجع، وكلّ واحدة تجاهد لأخذ مساحة أكبر من العمر

خطوة أخرى عن الرحيل
بدأت عيناك تغيّران نظراتهما/ عن الأشياء والوجود/ وصرت تقول عن الحياة الطريّة: يومًا، ستفسد في ثلاجة الأيام وتبور

فلاسفة بأحجامٍ صغار
الأطفال فلاسفة بأحجامٍ صغار/ مرة لججنا في السؤالِ: كيف يَنتج المرءُ/ إنسانًا آخر؟/ مذاك تؤلمنا نظراتُ أبي

الفرحُ.. الكائن الذي يفضح
الحاضرون أفرغوا ما في المائدة/ وملأوا الصّحونَ والكؤوس بالهذيان والثرثرة/ أنا متهمٌ ومفضوح/ السّكوتُ فضيحةٌ/ إذا ما كانَ أثرى من الأصوات

علامات المرآة الأخيرة
حدقت لحظة، أدركت أن العمر يجري/ كما لو أنه نهر أشبعتّه الأمطار معرفة/ فصار يفيض كلما آن عطش/ موجع، أن تدرك أن الرأس أول الأعضاء/ يبدي استسلامه

رؤية الأشياء بعين أخرى
لا يعرف إنه نبيٌّ، يجهل معنى النبوة، لكنه صائب الأحداس والنبوءات، لا يحمل سيفًا، ولم يعد أحد بعيش أخير

جئنا من ظلامٍ
ليس للرّيحِ عذرٌ إذا ما تعهد الغصنُ/ بإسقاطِ ضرائب السُكنى على ظهره،/ ليس للوجوه عذر إذا ما مسحت/ عنها فجيعة الغياب/ تقولُ الحكيماتُ من الجدّات:/ في الحكمة يُعرفُ الرّجال،/ وتعرفُ من الضّحكاتِ مقاصد النّساء./ بالنّساءِ تُزهر البيوت