عددان جديدان من مجلتي "تبيّن" و"عمران"

ألترا صوت – فريق التحرير

يبدأ العدد الحادي والثلاثين من مجلّة "تبيّن" (المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات) بالفيلسوف وعالم الاجتماع الألمانيّ فيلهلم ديلتاي (1833-1911)، وينتهي بالفيلسوف الفرنسيّ إيمانويل ليفيناس (1906-1995). يحضر الأوّل ضمن سياق مُحاولة أستاذ الفلسفة التونسيّ فتحي إنقزو فهم وتفسير مسائل المنهج وأصولها التأويلية في فلسفته، ديلتاي. كما يُحاول أيضًا مراجعة ما يراه مسألة جوهرية متعلّقة بمنهج علوم الإنسان في سياقاتها التأسيسية الأولى ضمن ما سبق وأن وضعه الطبيب الألمانيّ الراحل.

يشتغل إنقزو على ذلك من خلال النظر في ثنائية الفهم والتفسير وتحليلها من جهة تردّدها بين سجّلين، وهما السجّل السيكولوجيّ المتّصل بالبنية الباطنية للتجربة النفسية، بوصفها أقرب إلى مجموعٍ مستقل بنفسه. والسجّل التأويلي الذي يقوم على قراءة العلاقات والآثار والمعالم التي تتجلّى من خلال العلاقة بغيرها.

يبدأ العدد الحادي والثلاثين من مجلّة "تبيّن" بالفيلسوف وعالم الاجتماع الألمانيّ فيلهلم ديلتاي

أمّا إيمانويل ليفيناس، فيحضر ضمن سياق مراجعة عبد الحكيم شباط لكتاب رشيد بو طيب المعنون بـ"نقد الحرية: مدخل إلى فلسفة إيمانويل ليفيناس"، باعتباره يناقش بشكل موسّع إحدى النقاط الفارقة في فلسفة صاحب "الزمان والآخر"، أي التشابك ما بين أصوله اليهودية وفلسفته الأوروبية، أو مقاومة "فلسفة الهيمنة" التي طبعت الفلسفات الكلّية داخل أوروبّا.

اقرأ/ي أيضًا: سياسات عربية.. تحليل ظواهر المنطقة وأزماتها

تنشر "تبيّن" في عددها هذا أيضًا دراسة تُحاول الإجابة على سؤال: هل كان ابن تيمية فيلسوفًا اسميًا؟ وذلك من خلال تحليل الباحثين عبد السلام شكري ورائد السمهوري، نقديًا، لقراءة الفيلسوف التونسيّ أبي يعرب المرزوقي لابن تيمية. بينما قدّم احمد مفلح قراءة لكتاب "دور المثقّف في التحوّلات التاريخية"، مُحاولًا التقاط دلالات مفهوم المثقّف. ووضع بشير ربوح بين يدي قرّاء الدورية الثقافية المحكمة مراجعة شاملة لكتاب "الاجتماعي وعالمه الممزّق: مقالات فلسفية اجتماعية" للفيلسوف الألمانيّ أكس هونيت.

أمّا باب ترجمات، فقد ضمّ دراسة لأوليفر فلوغل – مارتيزين تحت عنوان "ديمقراطية ما بعد الهوية"، نقلها إلى لغة العربية حامد فضل الله وفادية فضّة. تُعنى هذه الدراسة بمحاولة الوصول إلى فهمٍ يبيّن لنا، أو يضعنا على المسار الصحيح الذي يبيّن لنا ملامح العلاقة بين الهويات الجماعية واقصاء الآخر. بينما يُحاول الألمانيّ هور كهايمر البحث عن تعريف جديد للفلسفة في متن دراسته الوظيفة الاجتماعية للفلسفة" عمر المغربيّ.

وأصدر "المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات"، تزامنًا مع إصدار عددٍ جديدٍ من "تبيّن"، العدد الحادي والثلاثين من مجلّة "عمران". افتَتَح العدد الباحث التونسيّ منير السعيدانيّ بدراسة تحت عنوان "التذويت والموضعة: الداخلي والخارجي في التحليل الاجتماعي"، ناقش فيها الشعارات المركزية خلال الحركة الاحتجاجية المطلبيّة التونسيّة.

وسعى السعيدانيّ أيضًا، بطريقة منهجية وأساليب علمية، لتبيين أنّه يُمكن البحث في شعارات هذه الاحتجاجات التي انطلقت شهر كانون الأول/ ديسمبر 2010، واستمرّت إلى ما بعد كانون الثاني/ يناير 2011، من منطلق سوسيولوجي ذي "نقطتي انطلاق مزدوجتي التركيب: التذويت من منظور داخلي والموضعة من منظور خارجي". ويُضيف: "نقصد بـ "التذويت" إضفاء الصبغة الذاتية على تصوّر العالم وأشيائه وكيفيات تقديرها من منظر الفاعلين الاجتماعيين. ونقصد بـ"الموضعة" إكساب الذاتي شرعية الوجود الاجتماعي التاريخي".

ومن تونس ننتقل إلى المغرب، موضوع دراسة فؤاد أعراب المعنونة بـ "التدبير الطبي والأسري لوصم التوحد في مدينة القنيطرة المغربية: من الإنكار إلى الاعتراف". يستكشف الباحث المغربيّ ضمن دراسته تجربة الوصم في روايات عشرين أسرة شاركت في ورشات تكوين ولقاءات توعوية حول أبنائها المصابين بالتوحّد.

في العدد الجديد من مجلة "عمران"، يناقش منير السعيدانيّ الشعارات المركزية خلال الحركة الاحتجاجية المطلبيّة التونسيّة

ضمّ العدد أيضًا ثلاث دراسات لعالم الاجتماع الفلسطينيّ إيليا زريق "قضايا في تطوّر العلوم الاجتماعية في العالم العربيّ"، ومحمد نعيمي "محدودية نظرية الاختيار العقلاني في سوسيولوجيا الحراك المغربي: حالتا حركة 20 فبراير وحراك الريف في المغرب". بالإضافة إلى دراسة قدّمها عبد الحميد العبيدي بعنوان "محاولة في فهم تقاطعات الخطاب البيئي مع مسار نقد الحداثة".

اقرأ/ي أيضًا: المركز العربي يصدر العدد الثالث من كتاب "استشراف" السنوي

كما ضمّ أيضًا ترجمة لدراسة "مفهمة الوصمة" لكلٍّ من بروس ج. لينك وجو ك. فيلان، بتوقيع المترجم السوريّ ثائر ديب. بينما قدّم إبراهيم العيسوي مراجعة لكتاب "تدريس التنمية المستدامة: التحديات الأخلاقية والسياسية"، حرّره كاترين فان بويك وليف أوستمان ويوهان أومان. أتبعها نوري دريس بمراجعة ثانية لكتاب "القومية العربية الراديكالية والإسلام السياسي: إفرازان متناقضان للحداثة" لمؤلّفه لهواري عدّي. واختُتِم عدد شتاء 2020 من "عمران" بتقرير أعدّه عبده موسى حول "العدالة الانتقالية والانتقال الديمقراطي في البلدان العربية: السياسة والتاريخ والذاكرة".

اقرأ/ي أيضًا:

مجلة "أسطور".. التاريخ هنا