1. سياسة
  2. سياق متصل

عزمي بشارة: الرد على مخطط ترامب هو جعْل غزة مكانًا صالحًا للعيش

10 فبراير 2025
لقاء خاص مع عزمي بشارة (مواقع التواصل)
الترا صوتالترا صوت

أجرى التلفزيون العربي، مساء الأحد، لقاءً مع المفكر العربي عزمي بشارة، جرى فيه التطرق إلى قضيتين رئيسيتين، الأولى هي "خطة" ترامب لامتلاك غزّة وترحيل سكّانها، والثانية هي قضية المرحلة الانتقالية في سوريا وتسمية أحمد الشرع رئيسًا، وإعلان الأخير عن خارطة طريق للمرحلة الانتقالية التي يُتوقع أن تمتد لأربع سنوات.

ترامب وخطة تحويل القضية الفلسطينية لاستثمار عقاري

أكّد عزمي بشارة أنّ التهجير من قطاع غزة الذي يقترحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب "قد يتحول من أفكار إلى خطة على الأرض"، لافتًا إلى أنّ إسرائيل وباعترافٍ من الرئيس الأميركي حوّلت قطاع غزة إلى مكان غير صالح لسكن الإنسان، بفعل حرب الإبادة الجماعية التي طالت الحجر والبشر على حدٍّ سواء.

وأشار بشارة إلى الترابط ما بين القضاء على حماس الذي يتطلب، حسب الإسرائيليين، تدمير غزة بجعلها غير صالحة للعيش وخطة التهجير القائمة في عقيدة إسرائيل بوصفها دولة استعمارية استيطانية، منبّهًا إلى أن تصريحات ترامب حول ترحيل الغزيين أيقظت ذاكرة الإسرائيليين، لأن هذا بالضبط ما كانوا يفعلونه طيلة تاريخ احتلالهم لفلسطين. ولذلك ليس مستغربًا أن تشير نتائج استطلاعات الرأي إلى أن 72% من الإسرائيليين يؤيدون مقترح ترامب بشأن تسفير سكان غزة.

تأسيسًا على ذلك، يرى بشارة أنه "يجب التعامل بجدية مع ما يقوله ترامب وعدم الاستهانة بعمل إسرائيل على تهجير الفلسطينيين من غزة".ويؤكد صاحب كتاب "الدولة العربية: بحث في المنشأ والمسار" في هذا السياق على أنّ "التطاول الإسرائيلي وصل إلى درجة غير مسبوقة بسبب الهوان الرسمي العربي"، وتحول "الدول العربية إلى مجموعة محللين ومتابعين لما يحدث في غزة"، مشدّدًا على أن "التهاون في التعامل مع الحق يجعل الطرف الآخر يتمادى، وعليه فلا بد من رد بمستوى الحدث وليس الاكتفاء بالسخرية منه أو القول إنه عبثي".

عزمي بشارة: التطاول الإسرائيلي وصل إلى درجة غير مسبوقة بسبب الهوان الرسمي العربي، وتحول الدول العربية إلى مجموعة محللين ومتابعين لما يحدث في غزة

وعن دوافع ترامب لطرح مثل هذه الأفكار، أكد بشارة أن "خطاب دونالد ترامب يتمثل في تحويل القضية الفلسطينية لاستثمار عقاري"، لأن ترامب نفسه "مطور عقاري فعلًا، فهذه مهنتُه وعقليتُه"، ويستند في قيمه السياسية على أنّ من حقّ "القوي أن يأكل الضعيف وأن البقاء للأصلح، والأصلح عند ترامب هو الغني".

وعليه تقوم رؤية ترامب للعالم على أن "الأغنياء يفوزون والفقراء يخسرون"، هذا فضلًا عن تهاونه بشأن أهمية "الأرض عند سكانها" ولذلك لا يجد غضاضةً في المطالبة بجعل كندا الولاية الأميركية الـ51، أو الاستيلاء على قناة بنما أو غزة أو غرينلاند، لكنّ ترامب سيكتشف مع الزمن خطأ رؤيته، عندما يصطدم بالواقع الذي يؤكّد عكس قناعاته.

كيف يتم الرد على ترامب بخطوات عملية؟

ليس من الأهمية بمكان، حسب بشارة، الانشغال كثيرًا بتحليل دوافع ترامب، فالرجل في نهاية المطاف كما ظهر ذلك جليًّا في أكثر من حالة هو رجل صفقات براغماني يحسِب الربح والخسارة.

وردًّا على سؤال ما الذي ينبغي فعله في القمة العربية الطارئة، أجاب بشارة أن "بيانات الاستنكار والإدانة لا تكفي في مواجهة ترامب، وما يجب فعله هو أن نجعل غزة صالحة للعيش"، أي بدء عملية الإعمار دون الحاجة إلى إذنٍ مسبق من الغرب أو إسرائيل.

وبعبارة أخرى ثمة حاجة إلى إطلاق مشروع مارشال عربي إسلامي في غزة "يوفر علينا كل ما ننتظره من الغرب"، ولهذا دعا إلى تشكيل "هيئة إعمار غزة العربية أو العربية الإسلامية وتسليم خطة إعمار غزة لخبراء فلسطينيين وعرب ومسلمين"، وبدلًا من فتح الطريق أمام سكان غزة للخروج يرى بشارة أنه يجب "فتح بوابات رفح باتجاه الدخول وإدخال كل ما يلزم للعيش والبقاء"، متسائلًا: "لماذا تنتظرون الإذن الإسرائيلي مع العلم أن إسرائيل دولة احتلال وتهدف للتهجير"، مؤكّدًا أن "مصر دولة إقليمية كبرى مهمة لا تحتاج إلى إذن لإدخال مواد الإغاثة والمساعدات".

إنّ الرد المبدئي حسب بشارة لإفشال خطة التهجير: "يكون بخطوات تجعل هجرة سكان غزة غير حتمية أو ضرورية، وذلك بإعادة الإعمار وتثبيت الصمود". ويرى المفكر العربي أن المطلوب لإعمار عزة هو مجرد "جزء بالمئة من ما تطلبه الولايات المتحدة من دول الخليج ليُستثمَر في أميركا"، وبالتزامن مع "وضْع هذه الميزانيات والدعم" أكد بشارة أنه "يجب ألا ننسى تشجيع الهيئات الفلسطينية على رفع دعاوى وقضايا تعويض ضد إسرائيل".

وحول الانقسام الفلسطيني أكّد أنّ القمة العربية الإسلامية "قادرة على إجبار الفلسطينيين على الوحدة وتأسيس إدارةٍ لقطاع غزة، بالإضافة إلى إعادة ترتيب منظمة التحرير"، وأضاف حول أسباب الانقسام أنّ الرغبة في السلطة ظلت لفترة طويلًا معوقًا للوحدة، إذ "نسمع منذ فترة طويلة أن المقاومة الفلسطينية متنازلة عن الحكم ولا تريد أن تحكم، وتريد فقط أن تكون السلطة الفلسطينية متوافقة معها، ولو كنت مكان حماس لوجهت نداء لعباس لإدارة غزة، لنرى إن كان بإمكانه إدارتها".وكرّر بشارة من جديد دعواته السابقة لإعادة بناء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية تشمل الجميع بما في ذلك حركات المقاومة الإسلامية وغير الإسلامية.

وفيما يتعلق بالوضع في الضفة الغربية، قال بشارة إن الإسرائيليين "يقومون ببروفات كبرى لتقطيع أوصال الضفة الغربية، وتجسيد الفصل العنصري، حيث أقاموا مئات الحواجز العسكرية، ويقومون بإقفال القرى والتجمعات السكانية والمدن، وتوسيع المستوطنات".

وتوقع بشارة أن يتم تنفيذ الخطة الإسرائيلية - الأميركية بخصوص الضفة الغربية في العام الحالي، وهي الاعتراف بضم "إسرائيل" للكتل الاستيطانية المقامة في الضفة الغربية على غرار الاعتراف بالقدس "عاصمة لدولة إسرائيل"، مشيرًا إلى أن هذا يحتاج إلى سن قانون في الكنيست قبل ذلك، ينص على ضم هذه الكتل الاستيطانية إلى "دولة إسرائيل".

بدلًا من فتح الطريق أمام سكان غزة للخروج يرى بشارة أنه يجب فتح بوابات معبر رفح باتجاه الدخول وإدخال كل ما يلزم للعيش والبقاء في غزة

الملف السوري

استهلّ عزمي بشارة حديثه عن الملف السوري بالقول إن "سوريا اليوم أمر مركّب، فالأمل والفرح كبيران بعد الثورة التي وُوجهت بحربٍ شاملة وتحولت لحرب لكن أيضًا بدأت تظهر المخاطر لسببٍ بسيط وهو أن الدولة معطّلة"، في ظل غياب الجيش وأجهزة الأمن.

مشيرًا إلى أنه لحسن الحظ وُجد من يملأ الفراغ القيادي، لكن تظل المخاطر المتعلقة بالثأر والانتقام والقلاقل على خلفيات اجتماعية قائمة، وبحسب مؤلف كتاب "سوريا درب الآلام نحو الحرية"، فإنّ  "المسألة الأمنية والمسألة الاجتماعية والاقتصادية هما المسألتان الرئيسيتان" حاليًا.

وبشأن موضوع القيادة نبّه بشارة إلى أن الشعب السوري عانى بما فيه الكفاية مع ثقافة عبادة الشخصية، ولذلك من الضروري "عدم نقل التعصب من شخص إلى آخر"، معتبرًا أن الرئيس السوري أحمد الشرع "شخصية كارزمية وكان صاحب دور مركزي في مواجهة داعش وإدارة إدلب، كما عبّر عن قدرة كبيرة باتخاذ قرار الزحف إلى دمشق، ولكن كل شيء آخر قابل للنقاش، ذلك أن الشرع لا هو فوق النقد، ولا هو بشار الأسد".

 بناء الدولة

اعتبر عزمي بشارة أن عدم التمييز بين النظام السياسي الحاكم والدولة، خطأٌ كبير، مشيرًا إلى أن بناء الدولة، الذي يعد مسألة رئيسية في سوريا اليوم، يحتاج إلى عقلية جديدة. وهنا يشير بشارة إلى أن استخدام بيروقراطية الدولة القائمة (أجهزة وإدارة) أمرٌ ضروري، معتبرًا أن "حلّ الجيش بالطريقة التي تمت لم يكن صحيحًا لكن الاستدراك ببناء الجيش أمر جيد عبر دمج الفصائل واستدعاء من يريد".

وتطرق بشارة إلى قضية المحاسبة، معتبرًا أنها يجب أن تبدأ بتقنين العدالة الانتقالية، وذلك باتخاذ إجراء قانوني واضح خاص بإنشاء قضاء العدالة الانتقالية ومحاكم تعاقب على الجرائم الكبيرة التي ارتكبها النظام، لكن تُجري أيضًا تسويات ومصالحات.

وعاد بشارة ليؤكد على أهمية أن العدالة كما الديمقراطية تحتاجان إلى دولة. وحول خارطة طريق المرحلة الانتقالية، أكد أنّ أهم عنصرين في إدارتها وضمان وصولها إلى بر الأمان هما: تشكيل حكومة تعددية لا يحرم منها أحد بسبب هويته لكن لا تُحصَر المشاركة فيها على أساس الهوية، مؤكّدًا أن المواطنة المتساوية كافية لمنع حرمان الناس من المشاركة. والمسألة الثانية المهمة هي مسألة التشريع، فثمة حاجة ماسة لهيئة تشريعية تتولى الإعلان عن دستور مؤقت.

وحول إذا كانت سوريا في طريقها نحو تأسيس نظام ديمقراطي ليبرالي متعدد، قال بشارة إنه ليس متأكدًا من أن الإدارة الحالية تتوجه نحو ذلك النظام، وشدد على أنّ الإسراع في الانتخابات ليس مهمًّا إذ لا بد أن تستقر الدولة، ويُتّفق على المبادئ الدستورية أو بنية الدولة.

كما أكّد في ذات السياق على أن هذا كله لا يكون له معنى "إذا لم يُحافَظ على الحريات الآن بضمانات انتقالية وبعد ذلك في الدستور"، معتبرًا أن الحرية الملاحظة حاليًا تعود إلى الوضع الهش للدولة، لكن التحدي يكمن عندما تقوى الدولة هل ستحافظ على هذه الحريات وتحميها وترسيها في الدستور؟

وأخيرًا تطرّق المفكر العربي لأهمية العامل الخارجي وتأثيره على التجربة الانتقالية السورية، معتبرًا أن ثمة إرادةً عالمية واضحة في إنجاح التجربة السورية نظرًا للاحتضان الكبير للإدارة الجديدة عربيًا ودوليًا، والسبب بسيط وهو أنّ البديل الموضوعي للدولة والاستقرار في سوريا سيكون الفوضى، مع تأكيد بشارة أنّ إسرائيل وحدها "معنية بتقسيم سوريا ومد أذرعها نحو قطاعات سكانية لتكون ذات نفوذ داخلها".

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة