على مستوى العالم.. إسرائيل قتلت أكبر عدد من الصحفيين العام الماضي
12 فبراير 2025
شهد عام 2024 ارتفاعًا غير مسبوق في عدد الصحفيين الذين استُهدفوا أثناء أداء مهامهم، حيث سلط تقرير لجنة حماية الصحفيين الضوء على التحديات والمخاطر المتزايدة التي تواجه العاملين في المجال الإعلامي حول العالم، موضحًا أن اللجنة وثّقت مقتل 85 صحفيًا في غزة جراء العدوان الإسرائيلي الذي استهدف القطاع طيلة العام الماضي.
أشارت مقدمة تقرير لجنة حماية الصحفيين إلى أن النسبة الأكبر من الصحفيين الذين قُتلوا في عام 2024 كانت في قطاع غزة، حيثُ أسفر العدوان الإسرائيلي عن مقتل 85 صحفيًا، فيما قُتل 78 صحفيًا في عام 2023.
العدد الأكبر في غزة
وبحسب بيانات التقرير، فإن العدد الإجمالي للصحفيين الذين قُتلوا العام الماضي بلغ 124 صحفيًا، مشيرًا إلى أن النسبة الأعلى كانت خلال عام 2007، حيثُ بلغ العدد 113 صحفيًا. ووفقًا للجنة، فإنه باستثناء غزة، التي قُتل فيها 85 صحفيًا، فقد جرى توثيق مقتل ستة صحفيين في السودان، وكذلك في باكستان، بالإضافة إلى خمسة صحفيين في المكسيك، وأربعة في سوريا، وثلاثة في العراق، وكذلك في ميانمار، وأخيرًا صحفيان في هايتي.
شهد عام 2024 ارتفاعًا غير مسبوق في عدد الصحفيين الذين استهدفوا أثناء أداء مهامهم، بحسب لجنة حماية الصحفيين، التي أكدت أن غزة سجلت مقتل أكبر عدد من الصحفيين على مستوى العالم
وخلصت لجنة حماية الصحفيين في تقريرها إلى أن ما لا يقل عن 24 صحفيًا قُتلوا عمدًا بسبب عملهم في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى 10 صحفيين تم استهدافهم عمدًا من قبل الجيش الإسرائيلي في غزة ولبنان. كما أشارت إلى أنها تحقق في 20 حالة قتل أخرى تعتقد أن إسرائيل ربما استهدفت فيها صحفيين بشكل مباشر، مؤكدةً وجوب اعتبار الصحفيين "أفرادًا مدنيين بموجب القانون الإنساني الدولي، وأن استهدافهم في الصراعات يُعد جريمة حرب".
وأضاف التقرير أن لجنة حماية الصحفيين وثّقت مقتل ثلاثة صحفيين بسبب عملهم في السودان، فيما تحقق حول مقتل صحفي رابع، بالإضافة إلى مقتل شخصين يعملان في مجال الإعلام. ووفقًا للتقرير، فإن أعداد الصحفيين الضحايا في المكسيك وباكستان والهند والعراق "تعكس المخاطر الشديدة التي يواجهها الصحفيون في هذه الدول، حيثُ شهدت عمليات قتل متكررة على مدى عقود، رغم جهود بعض الدول لمعالجة هذه القضية".
ارتفاع في عدد الصحفيين المستقلين
وأوضح التقرير أن 43 من الصحفيين والعاملين الإعلاميين الذين قُتلوا العام الماضي كانوا مستقلين، كان من بينهم 31 صحفيًا مستقلًا قُتلوا في غزة، مقارنةً بتسجيل مقتل 13 صحفيًا مستقلًا في غزة عام 2023.
ويشير التقرير إلى أن العديد من الصحفيين في غزة اتجهوا إلى العمل المستقل بعد استهداف الجيش الإسرائيلي لمكاتب وسائل الإعلام التي كانوا يعملون بها، مؤكدًا على أهمية تغطيتهم التي قدموها لوسائل الإعلام الغربية، بعدما منعت إسرائيل الصحفيين الأجانب من دخول القطاع، باستثناء الزيارات التي كان ينظمها جيش الاحتلال.
وتعليقًا على ذلك، قالت الرئيسة التنفيذية للجنة حماية الصحفيين، جودي غينسبيرغ: "اليوم هو الوقت الأكثر خطورة بالنسبة للصحفيين في تاريخ لجنة حماية الصحفيين"، مضيفةً أنه "لا مثيل لحرب غزة في تأثيرها على الصحفيين، حيث تكشف عن تدهور كبير في الأعراف الدولية لحماية الصحفيين في مناطق الصراع، لكنها ليست المكان الوحيد الذي يتعرض فيه الصحفيون للخطر".
مخاطر متزايدة تواجه الصحفيين في مختلف أنحاء العالم
وتقول لجنة حماية الصحفيين إن جميع حالات القتل الموثقة في عام 2024 تؤكد "المخاطر المتزايدة التي يواجهها الصحفيون والعاملون في مجال الإعلام"، لافتةً إلى أن بياناتها أظهرت أن عدد ضحايا الصحفيين المستقلين ارتفع بشكل كبير خلال عام 2024.
📌 أصدرت وكالة أسوشيتد برس (AP) بيانًا أعربت فيه عن قلقها إزاء منع أحد مراسليها من حضور فعالية في المكتب البيضاوي، مشيرةً إلى أن البيت الأبيض اتخذ هذا الإجراء بعد رفضها الامتثال لأمر تنفيذي أصدره الرئيس دونالد ترامب يقضي بتغيير اسم "خليج المكسيك" إلى "خليج أميركا".
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) February 12, 2025
📌 أوضحت… pic.twitter.com/Ba8XJtRGEC
وتضيف لجنة حماية الصحفيين في تقريرها أن "الصحفيين المستقلين غالبًا ما يواجهون نقاط ضعف متزايدة وعدم يقين بسبب وضعهم المستقل، كما أنهم قد يفتقرون إلى الدعم المؤسسي أو الحماية القانونية، مما يؤثر على سلامتهم، حيثُ يكونون عرضةً بشكل خاص للمضايقات، والتهديدات بالعنف، والإجراءات القانونية".
وكان بيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد أشار إلى ارتفاع عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين قُتلوا في غزة إلى 205 صحفيينمنذ بدء العدوان الإسرائيلي على مختلف أنحاء القطاع في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، داعيًا النقابات والمؤسسات الحقوقية العربية والدولية المعنية بالصحفيين إلى التنديد بهذه الجرائم الممنهجة ضد الإعلاميين في القطاع.
وقالت لجنة حماية الصحفيين في تقرير سابق لها إن التحقيقات الأولية التي أجرتها أظهرت أن ما لا يقل عن 169 صحفيًا وعاملًا إعلاميًا كانوا من بين عشرات الآلاف الذين قُتلوا في غزة والضفة الغربية ولبنان منذ بدء العدوان على غزة قبل 16 شهرًا، مما يجعلها الفترة الأكثر دموية للصحفيين منذ بدأت اللجنة في جمع البيانات عام 1992.