عملية إسرائيلية شاملة في جنين.. رمز المقاومة تحت نيران الاحتلال
25 يناير 2025
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرًا يتناول أسباب العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين، الواقع في شمال الضفة الغربية المحتلة، بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
ووفقًا للتقرير الذي أعدته مراسلتها إفرات ليفني، تحوّلت أنظار إسرائيل نحو جنين بعد انسحاب قواتها الجزئي من قطاع غزة. ولفتت المراسلة إلى أن المدينة معروفة بتاريخها الطويل بوصفها معقلًا للمقاومة الفلسطينية وساحة نشطة للفصائل المسلحة.
يُبرز التقرير أن جنين لطالما كانت رمزًا للمقاومة الفلسطينية منذ ثلاثينيات القرن الماضي خلال الثورة الفلسطينية ضد الاستعمار البريطاني
تصعيد متزايد في الضفة الغربية
يسلط التقرير الضوء على تزايد شعبية حركة "حماس" في الضفة الغربية بعد هجومها في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. في الوقت نفسه، أشارت المراسلة إلى تصاعد الغارات الإسرائيلية والهجمات التي ينفذها المستوطنون على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية المحتلة. وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن "العملية تهدف إلى القضاء على الإرهاب"، وفق زعمه، واصفًا العملية بأنها "شاملة ومهمة".
القيادة الفلسطينية بين ضعف النفوذ وتصاعد التحديات
وتناول التقرير وضع السلطة الفلسطينية، التي فقدت بشكل كبير السيطرة على جنين. أصبحت المدينة معقلًا للمقاومة المسلحة، بما في ذلك حماس والجهاد الإسلامي. وعلى الرغم من محاولات السلطة استعادة السيطرة على جنين أواخر العام الماضي، إلا أن تأثيرها في المدينة يظل ضعيفًا.
🎥 ناشطة فلسطينية توثق جانباً من نزوحهم من مخيم #جنين بـ #الضفة_الغربية، تزامناً مع استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي. pic.twitter.com/F058umjEN8
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 23, 2025
واستشهد التقرير باستطلاع رأي أجراه "المركز الفلسطيني للسياسات والمسوح البحثية"، الذي أظهر أن الفلسطينيين في الضفة الغربية يميلون بشكل متزايد إلى دعم الفصائل المسلحة على حساب السلطة الفلسطينية، التي تُتهم بعدم قدرتها على حماية السكان.
وتوضح ليفني أن السلطة الفلسطينية، التي تأسست في أعقاب اتفاقات أوسلو في تسعينيات القرن الماضي، كانت تهدف إلى أن تكون نواة لدولة فلسطينية مستقلة. لكن تعثر عملية السلام والاحتلال الإسرائيلي المستمر قلّص من نفوذها في الضفة الغربية. وتواجه السلطة اليوم تحديًا كبيرًا من الجيل الجديد من الشباب الفلسطيني، الذي يراها متواطئة مع الاحتلال وغير قادرة على تحقيق تطلعاته.
جنين: رمز للمقاومة الفلسطينية
يُبرز التقرير أن جنين لطالما كانت رمزًا للمقاومة الفلسطينية منذ ثلاثينيات القرن الماضي خلال الثورة العربية ضد الاستعمار البريطاني. وقد لعبت المدينة دورًا بارزًا في المقاومة ضد إسرائيل خلال حرب 1948، إذ قاومت محاولات القوات الإسرائيلية احتلالها بمساعدة مقاتلين فلسطينيين وجنود عراقيين.
قوات أمن السلطة الفلسطينية تواصل حملتها الأمنية في مخيم جنين بدعوى ملاحقة من تسميهم "الخارجين عن القانون".
اقرأ أكثر: https://t.co/ZqhBxAMMJq pic.twitter.com/O0G7VDLNOR
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 7, 2025
وفي الانتفاضة الثانية أوائل الألفية، أصبحت جنين نقطة محورية في المقاومة المسلحة، حيث خرج منها العشرات من منفذي العمليات الاستشهادية داخل إسرائيل. وتصف الصحفية معركة جنين في عام 2002 بأنها لحظة فاصلة في تاريخ المدينة، إذ دارت مواجهات دامية بين "المسلحين الفلسطينيين" والقوات الإسرائيلية، ما أسفر عن استشهاد 52 فلسطينيًا، نصفهم من المدنيين، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.
وفي ختام تقريرها، تطرح إفرات ليفني تساؤلات حول تداعيات استمرار استهداف جنين على الوضع الأمني في الضفة الغربية. إذ مع تصاعد الدعم للمقاومة واستمرار إسرائيل في عملياتها العسكرية، تبدو احتمالية اندلاع تصعيد واسع النطاق قائمًا خاصةً مع تنامي حالة الغضب الشعبي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.