عملية عسكرية في مدينة الزاوية.. هل يتجدد الصراع في ليبيا؟

أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، تعليماته إلى وزارة الداخلية والقوات التابعة لها والأجهزة الأمنية لتنسيق ودعم العملية العسكرية الواسعة في منطقة الساحل الغربي لاستهداف ما وصفتها بـ"أوكار مشبوهة".

واجتمع آمر المنطقة العسكرية الساحل الغربي التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، الفريق صلاح الدين النمروش، ظهر السبت، مع أعيان وخبراء ونشطاء المجتمع المدني ونواب المنطقة الغربية ليعلن انطلاق القوة العسكرية في عملية لمكافحة "أوكار الفساد والجريمة "في جميع مناطق ومدن الساحل الغربي.

ونفى النمروش وجود أي أهداف سياسية وراء هذه العمليات العسكرية، مشددًا على أنها تهدف إلى حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة. وأظهرت مقطع فيديو وصول آمر المنطقة العسكرية الساحل الغربي، الفريق صلاح النمروش، إلى ميدان الشهداء في الزاوية.

نفى النمروش وجود أي أهداف سياسية وراء هذه العمليات العسكرية، مشددًا على أنها تهدف إلى حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة

كما تم تداول مقاطع مصورة لتعزيزات المنطقة العسكرية الساحل الغربي تصل تباعًا إلى مدينة الزاوية، لفرض الأمن داخلها. وكان النمروش، قد أعطى الأوامر لمنتسبي المنطقة، ببدء العمليات العسكرية لضرب "أوكار الإجرام"، والمرحلة الأولى تبدأ من مدينة الزاوية.

آمر المنطقة العسكرية الساحل الغربي "صلاح النمروش" يصل إلى ميدان الشهداء في الزاوية#17press #ليبيا pic.twitter.com/Bg3i396sRF

— 17 PRESS (@17Pressly) January 4, 2025

وخلال الساعات الماضية، نشرت المنطقة العسكرية في الساحل الغربي تحذيرًا للمواطنين من سكان مدينة الزاوية، التي تبعد عن العاصمة طرابلس مسافة 30 كلم، إلى الابتعاد عن "الأماكن والأوكار المشبوهة"، لأنها ستكون هدفًا لعملياتها في المدينة والساحل الغربي.

هذا، ونقل مصدر عسكري مقرب من حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس لموقع "العربي الجديد"، أن العملية العسكرية ستستهدف مواقع مليشيات مسلحة في مدينة الزاوية الموالية لحكومة مجلس النواب وقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، تحت غطاء "مكافحة الجريمة ومداهمة أوكار تهريب البشر".

وبحسب المصدر نفسه، فإن العملية العسكرية المرتقبة في الزاوية ستعمل تحت غطاء مواصلة العمليات الأمنية العسكرية التي قادتها قوات حكومة الوحدة الوطنية منذ منتصف عام 2023، باستخدام الطيران المسيّر، الذي استهدف وقتها عدة مواقع عسكرية تابعة لميليشيات موالية لوزير الداخلية في حكومة مجلس النواب، عصام أبوزريبة، المنحدر من مدينة الزاوية.

وأوضح المصدر أن العملية تهدف إلى الرد على اقتحام قوات حفتر لمعسكر "تيندي" في مدينة أوباري في جنوب غرب البلاد، التابع لوزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية، ليل الأربعاء الماضي، دون معرفة أسباب هذه الخطوة المفاجئة.

والخميس أعلنت قوات حفتر سيطرتها على جميع القطاعات الدفاعية التابعة لمنطقة سبها العسكرية التابعة للمجلس الرئاسي في مدينة أوباري والذي يترأسه الفريق علي كنة.

وكانت قوات حفتر قد اتهمت الفريق كنة وقواته، بأنهم يخططون لإحداث فوضى في المنطقة الجنوبية والهجوم على معسكرات تابعة لهم، لذا اتخذ خطوة استباقية "لمنع هذه الفوضى والسيطرة على المعسكر"، وفق ادعائهم.

من جهته، قدم وكيل وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية، عبد السلام الزوبي، إحاطة إلى المجلس الرئاسي ووزير الدفاع ولجنة 5+5 بشأن اقتحام منطقة سبها العسكرية والمقرات التابعة لها في مدينة أوباري، بالإضافة إلى مداهمة ونهب منازل آمر المنطقة وإخوته من قبل مليشيات حفتر. مشيرًا إلى خرق اتفاق وقف إطلاق النار من قبلهم، واتخاذ الوزارة الإجراءات اللازمة للحد من تفاقم الوضع.

وتوحي هذه التطورات بأن هناك ملامح انهيار وقت إطلاق النار الموقع عام 2020 بين الحكومة المعترف بها دوليًا في طرابلس وبين معسكر شرق ليبيا، والذي تسيطر عليه قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر. وهو سيدفع البلاد نحو صراع عسكري مفتوح من جديد.