1. سياسة
  2. سياق متصل

عمل استخباري امتد لسنوات.. الرواية الإسرائيلية لاختراق حزب الله اللبناني

31 ديسمبر 2024
نجحت إسرائيل في توجيه ضربة قاتلة لبنية حزب الله الاتصالية والأمنية (نيويورك تايمز)
الترا صوتالترا صوت

كشف تحقيقٌ لصحيفة نيويورك تايمز أنّ وراء "تفكيك" إسرائيل  لحزب الله اللبناني عقودًا من العمل الاستخباري، نجحت فيها المخابرات الإسرائيلية في اختراق الحزب وتتبع قادته عن كثب، وبدا ذلك جليًّا حسب الصحيفة الأميركية، في اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله.

وسلّط تحقيق نيويورك تايمز الضوء على مدى تغلغل جواسيس المخابرات الإسرائيلية في منظومة حزب الله الأمنية، وتفاصيل الدور الذي لعبه أولئك الجواسيس "في أهم العمليات الإسرائيلية ضد الحزب اللبناني" الذي أُرغم على التخلي عن لعب دور إسناد المقاومة في غزة على إثر الضربات القوية التي تعرض لها.

حيث يزعم تحقيق نيويورك تايمز أن الحملة الإسرائيلية ضدّ الحزب، والتي كان أبرز محطاتها تفجير أجهزة النداء الآلية المعروفة بـ"البيجر" واغتيال كبار القادة في الحزب على غرار فؤاد شكر قائد المجلس العسكري وخلفِه إبراهيم عقيل، أدّت في المحصلة إلى إضعاف حزب الله الذي يعد وفقًا للصحيفة أبرز "خصوم إسرائيل من بين الفاعلين دون الدولة"، كما أدّت الحملة أيضًا إلى  "توجيه ضربة إستراتيجية لإيران".

استند تحقيق نيويورك تايمز، الذي أعده المراسل الاستقصائي مارك مازيتي والمراسلة شيرا فرنكل والمراسل رونين بريغمان، إلى أكثر من 20 مقابلة أجريت مع مسؤولين إسرائيليين وأميركيين وأوروبيين حاليين وسابقين، اشترطوا جميعًا عدم الكشف عن هوياتهم.

نيويورك تايمز: جواسيس الموساد تغلغلوا في حزب الله اللبناني

وبحسب التحقيق جنّدت إسرائيل عددًا كبيرًا من الجواسيس، نجحوا في زرع "أجهزة تنصت في مخابئ تابعة لحزب الله"، مكنت إسرائيل بعض "الاجتماعات السرية للحزب"، لكن الصيد الثمين في هذه العملية، كان تمكن أجهزة المخابرات الإسرائيلية من  "تتبع تحركات قادة الحزب بما فيهم حسن نصر الله بشكل شبه دائم.

وفيما يخص الأمين العام السابق للحزب حسن نصر الله الذي اغتالته إسرائيل أيلول/سبتمبر 2024، يدّعي التحقيق أنه "لم يكن يعتقد أن إسرائيل ستقتله، وبالرغم من أن مساعديه حثوه على تغيير موقعه إلا أنه تجاهلهم، وبقي في حصنه 40 قدمًا تحت الأرض حيث قتل" في ضاحية بيروت الجنوبية.

ويضيف تحقيق نيويورك تايمز أنّ المعلومات التي جمعتها تل أبيب وشاركتها مع حلفائها، تؤكّد أن حسن نصر الله "لم يكن يُدرك أنّ أجهزة المخابرات الإسرائيلية كانت تتعقب كل تحركاته لسنوات".

كما نقلت نيويورك تايمز عن مصادرها أنّ الإسرائيليين "لم يبلغوا الحليف الأميركي قبل تنفيذ الضربة التي اغتالت حسن نصر الله، وذلك لتجنب أي اعتراض أميركي على العملية"، مع تأكيد تلك المصادر أنّ حكومة نتنياهو "كانت واثقةً من الدعم الأميركي في حال الرد الإيراني" على عملية الاغتيال.

واعتبر جلّ من تحدّثوا لنيويورك تايمز أنّ حرب 2006 في لبنان كانت بمثابة نقطة تحول في الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه حزب الله، حيث تلقّت إسرائيل "صفعةً مهينة" في تلك الحرب، أدّت بها إلى تكوين لجنة تحقيق، قدّم على إثرها جنرالات كبار في جيش الاحتلال استقالاتهم، كما تمخضت عن إعادة تقييم نهج الجهاز الاستخباراتي تجاه الحزب، مع التركيز على "تحسين جمع البيانات ودقة العمليات" حسب نيويورك تايمز.

وتزعم مصادر نيويورك تايمز أنّ جهاز المخابرات الخارجي "الموساد" نجح على إثر ذلك في "تجنيد عناصر كانوا يشغلون مناصب حيوية في جهود إعادة بناء هيكل الحزب بعد الحزب" وذلك وفقًا لـ 10 مسؤولين أميركيين وإسرائيليين. وقد "قدم هؤلاء المخبرون معلومات مهمة عن منشآت الحزب السرية ومخابئ الأسلحة وتحركات القيادة".

ويقول مسؤولون في وزارة الأمن الإسرائيلية أنّ إسرائيل لم يكن لديها عند انتهاء حرب 2005 سوى "200 ملف استخباري عن قادة حزب الله وسلاحه"، لكنها مع حلول تاريخ تفجير أجهزة البيجر أيلول/سبتمبر من العام 2024، "وصل عدد الملفات الاستخبارية لديها عن الحزب لعشرات الآلاف من الملفات عن قادة الحوب ومخابئه وأسلحته".

وأشارت نيويورك تايمز إلى أنّ تل أبيب كانت حريصةً على مشاركة المعلومات التي تجمعها عن الحزب مع الولايات المتحدة وعدة دول أوروبية.

ويزعم التحقيق، نقلًا عن 5 مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين في وزارة الأمن، أنه في العام 2012 تمكنت الوحدة الاستخباراتية 8200 من الحصول على "كنز من المعلومات التي تضمنت أماكن وجود قادة الحزب ومخابئهم، بالإضافة لمواقع الأسلحة والصواريخ".

وينقل التحقيق عن ذات المصادر أن رئيس الوزراء نتنياهو توجه حينها مباشرة إلى مقر الوحدة حيث استعرض أمامه رئيسها المعلومات قائلًا له "يمكنك الآن مهاجمة إيران، لكنّ الإسرائيليين فضلوا التريث وتنقيح المعلومات وتنميتها، لتكون جاهزة في حال نشوب حرب مع حزب الله" حسب الصحيفة.

وبشأن المدة التي تطلبها اختراق شبكة اتصالات حزب الله عن طريق توريد أجهزة البايجر المفخخة عبر شركات إسرائيلية وهمية، تنقل نيويورك تايمز عن مسؤولين قوله إن "الموساد، بالتعاون مع الوحدة 8200، أمضوا أكثر من 10 سنوات" لتحقيق ذلك الهدف.

وذكرت نيويورك تايمز أن دولة الاحتلال الإسرائيلي، قامت عام 2014 بتصنيع أجهزة اتصال لاسلكي من نوع ووكي توكي مقلدة من طراز آي سي-في 82 التي كانت الحزب يعتمد عليها قبل أن توقف شركة آي كوم اليابانية تصنيعها.

وبحسب المسؤولين الإسرائيليين تم في العام الموالي 2015 "تهريب النسخ الإسرائيلية المفخخة إلى لبنان، واستلم الحزب أكثر من 15 ألف وحدة منها".

أنشأت إسرائيل شركات تقنية وهمية للإيقاع بحزب الله وإقناعه بشراء أجهزة البايجر التي قامت بتفخيخها

وذكرت المصادر أنه في عام 2018 "تقدمت ضابطة إسرائيلية بخطة اختراق أجهزة النداء الآلي "بايجر ، لكن مسؤولين رفضوها لقلة انتشار الجهاز حينها.

ومع تزايد اعتماد حزب الله على أجهزة بايجر، قام جهاز الموساد باختراق شركة "غولد أبول" التايوانية المعروفة بتصنيع الأجهزة، وحصل على تراخيص لشركات إسرائيلية وهمية دولية، وأنتج عبرها نماذج أجهزة بيجر مخصصة تم تسويقها لحزب الله بناءً على مقوماتها العسكرية.

لم تكن كلّ مراحل هذه العملية سلسلة، فقد واجهت بعض المخاطر، عندما بدأ خبراء حزب االله التقنيين في  الشك بـ"تعرض أجهزة البيجر للاختراق"، ما اضطرّ إسرائيل، حسب نيويورك تايمز إلى "التخلص بسرعة من أحد هؤلاء الخبراء بغارة جوية".

وبالوصول إلى شهر آب/أغسطس من العام 2023 دعا رئيس جهاز الموساد ديفيد برنيع رئيس الحكومة نتنياهو إلى اتخاذ قراره بضرب "قدرات حزب الله الصاروخية ومنشآته الحزبية"، لكن نتنياهو انتظر مرور عدة أسابيع للإقدام على اتخاذ قرار تفجير الأجهزة، مدفوعًا في ذلك، حسب الصحيفة، بوجود "معلومات استخباراتية تشير إلى أن حزب الله كان يرسل أجهزة البيجر إلى إيران لتحليلها".

وتعلق نيويورك تايمز على هذه المعلومات بالقول إنها تُظهر إلى أي مدى كان تركيز إسرائيل منصبًّا في المقام الأول على حزب الله،  مع إهمال حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي كانت التقييمات الاستخباراتية تتحدث عن ضعفها وعدم نيتها وقدرتها على القيام بأي عمل يستهدف إسرائيل، قبل أن تُفاجأ دولة الاحتلال بحدث السابع من أكتوبر الذي مثّل صفعةً مهينة أخرى لقدراتها الاستخبارية.

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة