عمل على تحجيم نفوذ واشنطن.. العدل الأمريكية تتهم ضابطًا بالتجسس لصالح الكرملين
22 أغسطس 2020
الترا صوت – فريق التحرير
قالت وزارة العدل الأمريكية إنها اعتقلت ضابطًا سابقًا في القوات الخاصة الأمريكية بتهمة التجسس لصالح موسكو، عن طريق تزويد الكرملين بمعلومات دفاعية أمريكية بحسب المسؤولين الأمريكيين، ليكون بذلك ثاني ضابط تتهمه واشنطن بالتجسس لصالح دولة أجنبية، بعدما اعتقلت في وقت سابق من الأسبوع الجاري، ضابطًا سابقًا في جهاز الاستخبارات المركزي بتهمة التجسس لصالح الصين.
قالت وزارة العدل الأمريكية إنها اعتقلت ضابطًا سابقًا في القوات الخاصة الأمريكية بتهمة التجسس لصالح موسكو، عن طريق تزويد الكرملين بمعلومات دفاعية أمريكية
وأوضح البيان الصادر عن وزارة العدل أن بيتر رافاييل دزيبينسكي ديبينز، والذي كان ضابطًا في "القبعات الخضراء"، وهي وحدة تتبع للقوات الخاصة الأمريكية، قد تخرج من جامعة مينيسوتا بصفة عضو في فيلق تدريب ضباط الاحتياط، وبناء على طلب ممن وصفهم البيان بـ"مشغليه الروس" انضم إلى القوات الخاصة في عام 2001، وبقي ضابطًا فيها حتى قدم استقالته في عام 2005، حيث خدم برتبة كابتن في ألمانيا لمدة عامين، قبل أن ينتقل إلى أذربيجان ما سمح له بالاطلاع على معلومات بغاية السرية.
اقرأ/ي أيضًا: حلف هلسنكي.. "ترامبوتين" في مواجهة المؤسسة الأمريكية
وبحسب بيان وزارة العدل الأمريكية فإن ديبينز المولود لأم روسية قبل 45 عامًا، بدأ التواصل لأول مرة مع الاستخبارات الروسية عندما كان طالبًا جامعيًا في مدينة تشيليابينسك الروسية في عام 1996، حين أبلغ العملاء الروس في لقاء جمعه معهم بشعوره أنه "ابن لروسيا"، ولديه أفكار موالية لسياسات الكرملين، واعتبارًا من العام عينه سجلت زيارات متكررة أجراها ديبينز إلى موسكو، وبحسب ما نقل عن إفادة ديبينز فإنه أبلغ المحققين، بأن تعاونه مع موسكو كان بهدف تقوية نفوذها دوليًا في مقابل تحجيم النفوذ الأمريكي.
تقول لائحة الاتهام الأمريكية إن الاستخبارات الروسية منحت ديبينز اسمًا حركيًا عرف بإيكار ليسنيكوف، وفي العام التالي من لقائه الأول مع العملاء الروس تزوج من صديقته الروسية التي كان والدها ضابطًا في الجيش الروسي، وأضافت لائحة الاتهام بأنه عندما أبلغ ديبينز مشغليه الروس بأنه يرغب بترك الخدمة في الجيش، عملوا بدلًا من ذلك على تشجيعه للالتحاق بالقوات الخاصة، وهو الأمر الذي قام بتنفيذه، وكان الاتصال الأخير بين ديبينز والعملاء الروس في عام 2011، عندما أبلغهم برغبته الانتقال للإقامة في واشنطن.
حسب لائحة الاتهام أيضًا فإن ديبينز قدم للعملاء الروس معلومات سرية في غاية الأهمية مرتبطة بالقوات الخاصة الأمريكية المتواجدة في أذربيجان وجورجيا، وتضيف بأنه قدم كذلك معلومات حول أعضاء وحدته السابقة في القوات الخاصة "بغرض تقييم ما إذا كانوا سيتواصلون مع أعضاء الفريق لمعرفة" إن كان هناك إمكانية لتعاونهم مع العملاء الروس، ووصف المسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالي آلان كوهلر اعترافات ديبينز بأنها "خيانة مروعة" قد يواجه بسببها عقوبة السجن مدى الحياة.
يأتي اعتقال ديبينز بعد أقل من أربعة أيام على إعلان وزارة العدل اعتقال الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية، ألكسندر يوك تشينغ ما (67 عامًا)، بتهمة التآمر مع قريب له بالتجسس لصالح الصين، وأشارت الوزارة في بيانها إلى أن التهم الموجهة لتشينغ مرتبطة بإفشاء معلومات سرية تتعلق بالدفاع الوطني الأمريكي لمسؤولي الاستخبارات الصينية، فيما لم تصدر مذكرة اعتقال بحق قريب تشينغ البالغ من العمر 85 عامًا، بسبب معاناته من "مرض إدراكي متقدم ومزمن".
ووفقًا لممثلي الادعاء فإن تشينغ غادر الوكالة بعد سبع سنوات للعمل في مدينة شنغهاي الصينية قبل أن ينتقل إلى هاواي عام 2001، لافتين إلى أنه قام بالتجسس لصالح الصين على مدار عشر سنوات بتدبير بدأ باجتماعات في هونغ كونغ في آذار/مارس في عام 2001، فيما وضحوا أن التهم الموجهة إليه تدور في إطار تسريب مستندات تحمل علامة "سرية" خلال عمله في مقر مكتب التحقيقات في هونولولو بوظيفة لغوي في عام 2004.
وشهدت العلاقات الأمريكية – الصينية توترًا دبلوماسيًا خلال الأسابيع الماضية، وصل ذروته بإعلان وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو إغلاق القنصلية الصينية في هيوستون، بعدما اتهمتها الإدارة الأمريكية بأنها "مركز للتجسس وسرقة الملكية الفكرية"، وهو ما ردت عليه بكين بإعلانها إغلاق القنصلية الأمريكية في تشنغدو الواقعة في إقليم سيتشوان بجنوب غرب الصين.
إلى ذلك، كان جهاز مكافحة الفساد الأمريكي قد حذر الناخبين من احتمالية أن يكون هناك تدخل أجنبي في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي تجري في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر القادم، ويتنافس فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الفوز لولاية ثانية في البيت الأبيض أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن، وهو ما يعتبر تحذيرًا من النادر أن توجهه جهات أمريكية تطالب فيه الناخبين بمراقبة المعلومات والتحقق من المصادر عبر الإنترنت والإبلاغ عن أي تصرفات مثيرة للشبهات.
اقرأ/ي أيضًا: أنجيلا ميركل.. هدف روسيا القادم
وبحسب مدير المركز الوطني للأمن ومكافحة التجسس في الولايات المتحدة وليام إيفانينا، فإن دولًا أجنبية قد تحاول ممارسة نفوذ على الناخبين الأمريكيين عبر وسائل الإعلام التقليدية، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت "مستغلين قضايا من بينها جائحة فيروس كورونا الجديد والاحتجاجات المحلية كوقود لآلة التضليل".
يأتي اعتقال ديبينز بعد أقل من أربعة أيام على إعلان وزارة العدل اعتقال الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية، ألكسندر يوك تشينغ ما (67 عامًا)، بتهمة التآمر مع قريب له بالتجسس لصالح الصين
وأوضح المسؤول الأمني في بيانه الذي صدر الشهر الماضي، أن وكالته تشعر بالقلق بشكل أساسي من تدخل محتمل تكون وراءه الصين وروسيا وإيران، رغم وجود دول أخرى لم يذكر أسماءها، فضلًا عن أطراف أخرى "ليست دولًا"، لكن يمكنها "أن تلحق الضرر أيضًا" بالعملية الانتخابية، وهو ما جاء متوافقًا مع تصريحات بايدن الذي أشار لحصوله على إحاطات استخباراتية تتحدث عن محاولة موسكو "نزع الشرعية عن الانتخابات" الأمريكية، فضلًا عن نشاط صيني منفصل مصمم كي يفقد الأمريكيين ثقتهم بنتائج الانتخابات النهائية.