فايدل مرشحة حزب البديل للمستشارية.. نحو سياسة أكثر تطرفًا
12 يناير 2025
انتهى المؤتمر العام لـ"حزب البديل من أجل ألمانيا" إلى اختيار الرئيسة المشاركة، أليس فايدل، كمرشحة لمنصب المستشارية الألمانية، وذلك قبل نحو 40 يومًا من موعد الانتخابات البرلمانية في ألمانيا، حيث أظهرت استطلاعات الرأي حصول حزب البديل على 20 بالمئة من أصوات الناخبين، رغم أن التوقعات إلى أنه ليس لدى فايدل فرصة لتولي المنصب، في ظل رفض الأحزاب الأخرى التحالف مع الحزب اليميني المتطرف.
بين برنامجين
يبدو اليوم المشهد السياسي أكثر تقلبًا في ظل تراجع فرص حزب الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يقود المستشار الألماني، أولاف شولتس، وسط توقعات بحصوله على ما بين 14 إلى 17 بالمئة من أصوات الناخبين، الذي انهار ائتلافه الحكومي في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وذلك بعدما أقال وزير المالية، كريستيان ليندر، مما أدى إلى إلى نشوب أزمة داخل الائتلاف الحكومي المؤلف من حزبي الديموقراطيين الأحرار والخضر.
في غضون ذلك تظهر فرص كتلة الاتحاد المسيحي، وهو تحالف للمعارضة قادم من يمين الوسط بزعامة الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة فريدريش ميرتس، جنبًا إلى جنب مع شقيقه الأصغر الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري. ويتصدر هذا التحالف الذي يقوده أكبر حزب معارض في ألمانيا استطلاعات الرأي بنسبة 30 بالمئة، الأمر الذي يرجح تصدر المشهد السياسي في 23 شباط/فبراير المقبل، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
تدخل زعيمة حزب البديل، أليس فايدل، الانتخابات ببرنامج متشدد يدعو إلى إغلاق الحدود أمام الهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات ترحيل على نطاق واسع لطالبي اللجوء
وتدخل فايدل الانتخابات ببرنامج متشدد يدعو إلى إغلاق الحدود أمام الهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات ترحيل على نطاق واسع لطالبي اللجوء. كما تعهدت بإعادة خط أنابيب الغاز نورد ستريم الذي ينقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر بحر البلطيق، والذي تعرض للتخريب في أيلول/سبتمبر 2022، وذلك بعد قطع روسيا لإمدادات الغاز عن ألمانيا.
وأكدت فايدل أمام في كلمتها أمام أنصار حزبها أنها ستعيد "تشغيل خط أنابيب السيل الشمالي (نورد ستريم)، كونوا متأكدين من ذلك"، ووسط موجة من التصفيق الحار دعت الزعيمة اليمينية إلى "هدم كل طواحين الهواء"، وطالبت بإعادة تشغيل محطة الطاقة النووية.
من جانبه، شدد ميرتس على أن تكتل الاتحاد المسيحي لن يشكل تحالفًا مع حزب البديل، مؤكدًا ذلك بالقول: "اسمحوا لي إن أكرر ذلك هنا من أجل التسجيل: لن يكون هناك تعاون تحت قيادتي مع الحزب المسيحي الديمقراطي في ألمانيا (وحزب البديل)"، ومرجعًا السبب إلى أن الاتحاد المسيحي لن يتحالف "مع حزب معادٍ للأجانب وللسامية ويضم بين صفوفه متطرفين يمينيين ومجرمين"، بالإضافة إلى "أنه حزب يغازل روسيا ويريد الخروج من حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي".
برنامج قائم على مصطلح "إعادة الهجرة"
وقبيل ساعات من عقد المؤتمر العام لحزب البديل، تجمع الآلاف للتظاهر في مدينة ريزا، شرقي ألمانيا، أمس السبت، في محاولة لمنع انعقاد المؤتمر، وقام المتظاهرون بإغلاق الطرق في المدينة، وسط تصاعد الهتافات التي تقول "لا للنازيين"، مما منع العديد من مندوبي الحزب من الوصول إلى مكان انعقاد المؤتمر.
وأعادت فايدل التذكير في كلمتها بالمصطلح الذي ابتكره المنظر اليميني النمساوي، مارتن سيلنر، والذي أطلق عليه "إعادة الهجرة"، والذي يقول بالترحيل القسري للمهاجرين الذين يخالفون القانون أو يرفضون الاندماج، بغض النظر عن وضعهم القانوني، إذ قالت فايدل: "عليّ أن أكون صريحة معكم: إذا كان يُطلق عليها إعادة هجرة، فلتكن إعادة هجرة".
وقوبلت تصريحات فايدل بهتاف "أليس من أجل ألمانيا"، وهو ما وصفته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، بأنه تلاعب على الشعار المحظور من الحقبة النازية "كل شيء من أجل ألمانيا"، مضيفة أن المحللة السابقة لدى بنك "جولدمان ساكس"، تقدم نفسها كواجهة أكثر قبولًا لحزب يضم بين أعضائه عناصر متشددة صنفتها وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية على أنها يمينية متطرفة.
"كل شيء من أجل ألمانيا"
بحسب تقرير نشر مؤخرًا لصحيفة "ذا صنداي تايمز" البريطانية، فإن معظم المحللين والخبراء يُنظر إلى حزب البديل على أنه ينتهك العديد من المبادئ الأساسية لدستور ألمانيا بعد الحرب، مع بروز واضح للخطاب النازي في أدبياته، وتصريحات مسؤوليه، فضلًا عن التحالف مع بعض المتطرفين اليمينيين الأكثر شهرة في أوروبا. ويسود اعتقاد أن وراء واجهة حزب البديل طبقة أكثر قتامة، تسفها بأنه "إكتوبلازم" يمزج بين الاستبداد والقومية، مستفيدًا من ميل الناخبين لمثل هذا الخطاب.
ووفقًا للصحيفة ذاتها، فإن هناك ميل يصل إلى نحو ثلاثة أرباع الناخبين الذين لا يستطيعون تخيل التصويت لصالح حزب البديل، بينما يعتبره ثلثا الناخبين خطرًا على الديمقراطية، بينما يطالب أكثر من 40 بالمئة من الناخبين بإغلاق الحزب. لكن في مقابل ذلك، تظهر الاستطلاعات أن أقلية كبيرة من الألمان يشعرون، بما فيهم من فقدوا ثقتهم بالنظام السياسي القائم، بأن حزب البديل هو الحزب الوحيد الذي يتحدث عن الحقائق التي ترفض الأحزاب الأخرى الحديث عنها.
مظاهرات حاشدة في #سلوفاكيا ضد تقارب الحكومة الشعبوية مع #روسيا.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 11, 2025
اقرأ أكثر في التقرير: https://t.co/8anMrpdDBl pic.twitter.com/b75dVGBwVW
وفي إشارته إلى اللقاء الافتراضي الذي بين الملياردير الأميركي المثير للجدل، ومالك منصة "إكس"، إيلون ماسك، وزعيمة الحزب فايدل، وهو ما دفع نحو 68 بالمئة من الناخبين إلى الاعتقاد أن ماسك ليس على إلمام بسياسات ألمانيا، وسط مخاوف من أن تطرح "إكس" نفسها كمنصة لحزب البديل لقيادة انتفاضة عالمية مناهضة للمؤسسة السياسية.
وتبرز المخاوف من سياسات حزب البديل أن يكون لديه أجندات خفية مرتبطة بالإرث النازي في ألمانية، وهو ما يجعله على الضفة الأخرى من أحزاب اليمين الأوروبي، والتي يرجع سببها إلى ترداد شعار "كل شيء من أجل ألمانيا"، وهو شعار "كتيبة العاصفة"، الجناح شبه العسكري للحزب النازي، علمًا أن الشعار محظور بموجب القانون الألماني، مما أدى إلى طرد حزب البديل من دفع الكتلة الشعبوية اليمينية الرئيسية في البرلمان الأوروبي.
وكان مسؤولو المفوضية الأوروبية الذين شاهدوا حوار ماسك مع فايدل، قد بدؤوا العمل على التحقق مما يصنفه قانون الخدمات الرقمية للاتحاد الأوروبي على أنه خطاب كراهية أو تلاعب متعمد بالخطاب المدني والإجراءات الانتخابية، وفقًا لما ذكر موقع "NPR" الأميركي، مشيرًا إلى أن المفوضية تحقق المفوضية في بانتهاكات المنصة التي كانت تسمى سابقًا تويتر منذ عام 2023 للقوانين الرقمية للكتلة المكونة من 27 دولة.