"فضيحة القمصان".. تصرفات مهينة للتغطية على الإخفاق الإسرائيلي
22 فبراير 2025
انتقد الكاتب الإسرائيلي عِيناف شيف، الخطوة التي اتخذتها مصلحة السجون الإسرائيلية بتوزيع قمصان على الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم، تحمل نجمة داود وعبارة "لن ننسى ولن نسامح" باللغة العربية. وصف الكاتب هذا الإجراء بأنه رمزي وساذج.
وأوضح شيف في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أن مصلحة السجون بررت هذه الخطوة بأنها تهدف إلى "ترسيخ الرواية في الوعي"، إلا أن الكاتب رأى أن دور مصلحة السجون يقتصر على إدارة السجون، وليس الانخراط في "حرب نفسية على المستوى القومي".
اعتبر الكاتب أن الأمر وكأنه تكرار لمحاولات سخيفة تقوم بها مصلحة السجون، حيث لم تحقق هذه الخطوة سوى "ترسيخ التوجه المتزايد الذي تسعى فيه إسرائيل الرسمية إلى التواصل باللغة العربية، بأسلوب قد لا يكون له تأثير إيجابي فعلي"
وأضاف أن هذه الخطوة تعكس اتجاهًا مقلقًا تسعى فيه إسرائيل الرسمية إلى "التحدث بالعربية"، مما قد يؤدي إلى نتائج عكسية في معركتها وعلى صورتها على الصعيد الدولي.
📌 منذ هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ارتفع عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية إلى نحو 10 آلاف، تحت مسمى "أمني"، وفقًا لمنظمة حقوقية إسرائيلية.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) February 21, 2025
📌 من بين هؤلاء، تم احتجاز أكثر من 3 آلاف فلسطينيًا بموجب الاعتقال الإداري، وهو إجراء يسمح للجيش الإسرائيلي… pic.twitter.com/qk0o6daiOV
مشيرًا إلى أن مدير مصلحة السجون جوندار كوبي يعقوبي، أراد "التصرف كرجل أمام الجمهور الإسرائيلي الغاضب"، لكنه تناسى أنه بات متهمًا بارتكاب جرائم، فضلًا عن كونها أفعالًا رمزية طفولية مهينة.
وبحسب شيف الهدف الأساسي لهذا الإجراء هو التأثير على الرأي العام الإسرائيلي، إذ تعتقد مصلحة السجون أن هذه الخطوة "ستمنح الجمهور الإسرائيلي شعورًا أكبر بالفخر والرضا عند معرفة أن الأسرى الفلسطينيين الذين أُطلق سراحهم، ولو خرجوا من السجن، فقد فعلوا ذلك وهم يرتدون قمصانًا تحمل عبارات باللغة العربية".
واعتبر الكاتب أن الأمر وكأنه تكرار لمحاولات سخيفة تقوم بها مصلحة السجون، حيث لم تحقق هذه الخطوة سوى "ترسيخ التوجه المتزايد الذي تسعى فيه إسرائيل الرسمية إلى التواصل باللغة العربية، بأسلوب قد لا يكون له تأثير إيجابي فعلي".
فيديو | أسرى غزّة يحرقون الملابس التي أجبرهم الاحتلال عليها ارتدائها قبل الإفراج عنهم pic.twitter.com/lrMx0x3WHQ
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) February 15, 2025
واختتم شيف مقاله بالقول إن "ما يُعرف بفضيحة القمصان ما هي إلا حلقة جديدة تضاف إلى سلسلة من التصريحات والإجراءات التي تدفع بإسرائيل بعيدًا عن المجتمع الدولي. كل ذلك بسبب محاولة عبثية، بل يمكن وصفها بالمثيرة للشفقة، للتعويض عن الإذلال الذي تعرضت له الدولة خلال هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
غير أن العواقب قد تكون خسارة مزدوجة، سواء فيما يسمى بـ "معركة الوعي"، أو في معركة أكثر جوهرية تتعلق بما ينبغي أن تمثله إسرائيل على الساحة الدولية"، وفق ما يقول الكاتب.
واعتبرت هيئات حقوقية أن هذا الإجراء يعدّ محاولة لاستفزاز الأسرى وخرقًا للأعراف القانونية التي تنظم عمليات الإفراج عن المعتقلين. وقد أشارت بعض التقارير إلى أن بعض الأسرى رفضوا ارتداء القمصان، معتبرين أن هذه خطوة سياسية بحتة تستهدف إذلالهم وإرسال رسالة معينة إلى الجمهور الإسرائيلي.
منظمة "بتسيلم" الحقوقية انتقدت هذه الخطوة أيضًا، مشيرة إلى أنها تعكس سياسة إسرائيلية أوسع تسعى إلى تقويض مكانة الأسرى الفلسطينيين والتأثير على الرأي العام الإسرائيلي من خلال تصرفات رمزية قد لا تكون ذات جدوى على المدى الطويل.
يديعوت أحرونوت: إدارة سجون الاحتلال تجبر الأسرى المحررين في الدفعة السادسة اليوم على ارتداء قميص يحمل شعارها ونجمة داود وعبارة "لا ننسى ولا نغفر" pic.twitter.com/Df4FC3afdS
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) February 15, 2025
وفي خطوة تكشف حجم الجرائم والانتهاكات داخل السجون، قامت مصلحة السجون الإسرائيلية، السبت الماضي، بإلباس الأسرى الفلسطينيين قبل الإفراج عنهم، ضمن الدفعة السادسة لعملية التبادل ووقف إطلاق النار، قمصانًا تحمل شعار "لا ننسى، لا نغفر"، مصحوبة بـ "نجمة إسرائيل السداسية".
وفور وصول الأسرى المحررين إلى قطاع غزة، أظهرت مقاطع مصور قيام أهالي غزة، بإحراق تلك القمصان في ساحة مستشفى غزة الأوروبي بخانيونس جنوبي القطاع، وسط هتافات ذويهم والمستقبلين.