1. ثقافة
  2. فنون

فيلم "لا أرض أخرى" يُتوج بالأوسكار.. شهادة بصرية على معاناة الفلسطينيين

3 يمشي 2025
(AP) المخرج الفلسطيني يتحدث إلى الجمهور بعد فوزه بجائزة الأوسكار
الترا صوتالترا صوت

على عكس حفلات توزيع جوائز النقابات والمؤسسات التي أُقيمت مؤخرًا وشهدت انتقادات سياسية لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تجنّب حفل توزيع جوائز الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم الصور المتحركة (الأوسكار) في نسخته الـ97 إثارة الجدل السياسي. ومع ذلك، تخللت جوائز هذا العام لحظة بارزة بفوز فيلم "لا أرض أخرى" (No Other Land) بجائزة أفضل فيلم وثائقي، وهو من إنتاج فلسطيني إسرائيلي يوثق تهجير الاحتلال الإسرائيلي لسكان مسافر يطا، وهي منطقة تضم 19 قرية في محافظة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، وهو ما يحمل رمزية تسلط الضوء على توسّع الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي المقابل، برزت بعض التعليقات التي تناولت المشادة الكلامية التي وقعت بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام عدسات الكاميرا في البيت الأبيض قبل أيام، والتي ترافقت مع تقارير أفادت بأن ترامب طلب من زيلينسكي مغادرة البيت الأبيض. فيما قررت النجمة زوي سالدانا تسليط الضوء على ملف الهجرة في الولايات المتحدة، في محاولة للفت الانتباه إلى القيود التي فرضتها إدارة ترامب، ولا سيما تلك المتعلقة بترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى بلدانهم الأصلية.

ندعو العالم إلى وقف التطهير العرقي

في تعليقه على فوز "لا أرض أخرى" بجائزة الأوسكار لهذا العام، قال المخرج الفلسطيني باسل عدرا أمام الجمهور: "قبل نحو شهرين، أصبحت أبًا، وأملي لابنتي هو ألا تضطر إلى العيش في الظروف نفسها التي أعيشها الآن".

وأوضح عدرا التحديات التي يواجهها سكان مسافر يطا في ظل سياسات الاحتلال الاستيطانية، والتي تشمل هدم المنازل والتهجير القسري. وأضاف: 'ندعو العالم إلى اتخاذ إجراءات جادة لوقف هذا الظلم، ووقف التطهير العرقي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني".

أما المخرج الإسرائيلي المشارك في إنتاج الفيلم، يوفال أبراهام، فقال: 'عندما أنظر إلى باسل، أرى فيه أخي، لكننا لسنا متساويين". وأضاف، موجّهًا انتقاداته للسياسة الخارجية للولايات المتحدة: "هناك طريق آخر، حلّ سياسي. يجب أن أقول، وأنا هنا، إن السياسة الخارجية لهذا البلد (أميركا) تساعد في عرقلة هذا المسار".

لا يحيد الفيلم عن تصوير مأساة سكان مسافر يطا

يقول الناقد تشيس هاتشينسون في مراجعته لـ"لا أرض أخرى"، المنشورة على موقع ذا وارب، إن الفيلم، الذي تم تصويره بين صيف 2019 وتشرين الأول/أكتوبر 2023، يروي معاناة الفلسطينيين من خلال عيون باسل، الناشط والصحفي الفلسطيني البالغ من العمر 28 عامًا، والذي عاش حياته في ظل التهديد المستمر بالتشريد، موثقًا بأسلوب مؤثر كيف تقوم القوات الإسرائيلية، بشكل روتيني، بهدم منازل الفلسطينيين في مسافر يطا باستخدام الجرافات."

وبحسب مراجعة هاتشينسون، فإن مشاعر الألم والخسارة الحتمية تنعكس على وجوه السكان في كل مشهد تظهر فيه آليات الهدم تقترب، مضيفًا أن الفيلم لا يحيد عن تصوير هذه المأساة، إذ يتتبع الحزن واليأس اللذين يرافقان الدمار، مقدمًا رؤية إنسانية عميقة لمعاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال.

وعلى الرغم من أن الفيلم يتناول القمع المنهجي وعمليات التهجير القسري، إلا أنه يركز بالأساس على التأثير العاطفي والإنساني لهذه الأحداث على الأفراد. كما يستعرض العلاقة بين عدرا وأبراهام، حيث يجمعهما الالتزام بالقضية، لكن كلًا منهما يعيش واقعًا مختلفًا؛ فبينما يتمتع أبراهام بالحرية، يواجه عدرا قيود الاحتلال التي تفرض عليه واقعًا لا يمكنه الهروب منه.

بوتين والهجرة يحضران بتعليقات خجولة

على مستوى باقي الإشارات السياسية التي تخللت حفل الأوسكار، ورغم أنها كانت خجولة، برز التعليق الساخر الذي أطلقه مقدم الحفل، الممثل الكوميدي كونان أوبراين، حين قال: "إنها ليلة رائعة بالنسبة (لفيلم) أنورا، فقد فاز بجائزتي أوسكار حتى الآن"، قبل أن يضيف: "أعتقد أن الأميركيين سعداء برؤية أحدهم يقف أخيرًا في وجهِ روسي قوي"، في إشارة غير مباشرة إلى قصة الفيلم ذاته.

ومن الواضح أن تعليق أوبراين يشير إلى التقارير الصحفية التي ذكرت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو "الفائز الوحيد" من المشادة الكلامية التي وقعت بين ترامب وزيلينسكي. تدور قصة الفيلم الكوميدي "أنورا" (Anora) الذي يأتي من المخرج شون بيكر حول لقاء شابة تعمل كمرافقة في بروكلين بابن أحد الأثرياء الروس، وتتزوجه بشكل مفاجئ. ولكن بمجرد أن يصل الخبر إلى روسيا، تتعرض قصتها الخيالية للتهديد، حيث يسارع والداه إلى نيويورك بهدف إبطال الزواج.

كذلك، أعربت النجمة داريل هانا عن دعمها لأوكرانيا مكتفية بالقول: "المجد لأوكرانيا"، بينما استغلت النجمة زوي سالدانا، المولودة في الولايات المتحدة لوالدين من جمهورية الدومينيكان، كلمتها لتسليط الضوء على قضية الهجرة. وقالت: "أنا فخورة بكوني ابنة والدين مهاجرين أتيا بأحلامهما وكرامتهما وحبهما للعمل"، في إشارة مباشرة إلى خطة دونالد ترامب التي تهدف إلى ترحيل آلاف المهاجرين غير الشرعيين من الولايات المتحدة.

وكان فيلم "أنورا" الفائز الأكبر في جوائز هذا العام، بحصوله على خمس جوائز، بما في ذلك أفضل فيلم، بالإضافة إلى جوائز أفضل سيناريو أصلي، أفضل مونتاج، أفضل مخرج، وأفضل ممثلة التي ذهبت إلى ميكي ماديسون. فيما ذهبت جائزة أفضل ممثل إلى أدريان برودي عن دوره في فيلم "الوحشي" (The Brutalist)، كما حصل كيران كولكين على جائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم "ألم حقيقي" (A Real Pain)، ومثله زوي سالدانا عن دورها في فيلم "إميليا بيريز" (Emilia Pérez).

كلمات مفتاحية

معرض "سأحفر كل ما تحكي لي الشمس".. أرشيف من الحكايات المهددة

يطرح المعرض سؤالًا جوهريًا في سياق حرب الإبادة الجماعية على غزة: كيف نبني مستقبلًا يرفض المساومة على نهاية الاحتلال؟

مفتتح الموسم السابع من "Black Mirror".. قصة حب في سيرفر

يُعيد علينا "Black Mirror" تعاليمه الأثيرة التي ما انفك يكررها: التكنولوجيا، مثل الموت، لا تأتي بلا ثمن!

تسلية وسط جنازة مفتوحة.. هزيمة الدراما أمام الواقع

ما غفل عنه معظم المتناقشين، المنشغلين بالصراع على الشاشة بين النجوم، هو أن الصراع هذه المرة كان بين الدراما والواقع نفسه

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة