في ظل التوترات مع واشنطن.. الاتحاد الأوروبي لا يستبعد نشر قوات في غرينلاند

لم تعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول السيطرة على جزيرة غرينلاند الدنماركية مجرد حيل تفاوضية لكسب مزيد من النفوذ في القطب الشمالي كما كان يتوقع البعض، وهذا ما تؤكده تصريحات المسؤول العسكري الأعلى في الاتحاد الأوروبي بشأن نشر قوات عسكرية من دول الاتحاد في الجزيرة.

وقال رئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي، الهيئة العسكرية العليا للاتحاد، روبرت بريجر، إنه سيكون من المنطقي: "ليس فقط نشر القوات الأميركية في غرينلاند، كما هو الحال الآن بل أيضًا النظر في نشر جنود من الاتحاد الأوروبي هناك".

وأضاف بريجر، في حديث لصحيفة "ويلت آم سونتاج" الألمانية: "ذلك سيرسل إشارة قوية وقد يسهم في استقرار المنطقة"، لافتًا إلى أن الأمر: "قرار سياسي يجب أن تؤخذ فيه العديد من المصالح بعين الاعتبار"، في إشارة ضمنية إلى تصريحات ترامب حول السيطرة على الجزيرة.

تعود رغبة ترامب في السيطرة على غرينلاند لكونها تعتبر بوابة إلى القطب الشمالي، مما يجعلها مهمة من الناحية العسكرية والجيوسياسية

وكان ترامب قد جدد، في حديثه للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية يوم أمس السبت، نيته السيطرة على الجزيرة، حيث قال إنه يعتقد بأن واشنطن ستتمكن من السيطرة على غرينلاند، مضيفًا أن سكان الجزيرة البالغ عددهم 57 ألف شخص: "يريدون أن يكونوا معنا".

وبعد أيام قليلة على تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية، أكد ترامب سعيه للسيطرة على غرينلاند في مكالمة هاتفية وصفت بـ"النارية" مع رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسن.

وقال خمسة مسؤولين أوروبيين كبار، حاليين وسابقين، اطلعوا على المكالمة، أن ترامب كان عدوانيًا خلالها، في حين قال أحدهم إن الأمر "كان مروعًا"، مضيفًا بأن ترامب كان حازمًا للغاية: "كان من الصعب أخذ الأمر على محمل الجد، لكنني أعتقد أنه أمر خطير للغاية".

وأدت المكالمة إلى تعميق المخاوف الأوروبية من أن عودة ترامب رئيسًا قد تؤدي إلى توتر العلاقة بين بروكسل وواشنطن، حيث أكدت أن تصريحات ترامب بشأن الجزيرة ليست كلامًا عابرًا، وقال أحد المطلعين على المكالمة: "كانت النية واضحة للغاية. إنهم يريدون ذلك".

في المقابل، أكدت رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسن، ورئيس وزراء غرينلاند موتي ب. إيجيدي، أن "غرينلاند ليست للبيع"، كما أكد إيجيدي بأن سكان الجزيرة: "لا يريدون أن يكونوا أميركيين"، ردًا على تصريحات ترامب المستمرة بشأن الاستيلاء على الجزيرة بوصفها "ضرورة مطلقة"، رافضًا استبعاد استخدام القوة العسكرية، الأمر الذي أثار صدمة واسعة النطاق في أوروبا.

وتعود رغبة ترامب في السيطرة على غرينلاند لكونها تعتبر بوابة إلى القطب الشمالي، مما يجعلها مهمة من الناحية العسكرية والجيوسياسية، خاصةً في ظل التنافس على المنطقة بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى، عدا عن سعي واشنطن إلى مواجهة توسع نفوذ بكين وموسكو في القطب الشمالي.

وعدا عن الجانب الجيوسياسي والعسكري، تحتوي غرينلاند على ثروات معدنية هائلة تشمل اليورانيوم والذهب والألماس، إضافةً إلى توقعات بأنها تتضمن احتياطات ضخمة من النفط والغاز الطبيعي.