في ظل عدم السماح بدخول المساعدات.. دق ناقوس الخطر في غزة بشأن المياه والبيئة
3 يمشي 2025
أكدت مصادر رسمية أن قطاع غزة بات مهددًا بكارثة بيئية وصحية وبأزمة عطش. وتزامن التحذير من الكارثة البيئية والصحية وأزمة المياه، مع إقدام حكومة الاحتلال الإسرائيلي على اتخاذ قرارٍ بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مستخدمةً بذلك المساعدات كسلاح حرب للضغط على حماس.
وكان القرار الإسرائيلي محطّ تنديد إقليمي ودولي، وفي أحدث تلك المواقف، اعتبرت الخارجية الألمانية، اليوم الإثنين أنّ "منع المساعدات عن غزة ليس وسيلة ضغط مشروعة". فيما شدّد بيان صادر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر على ضرورة استمرار اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، لأنه "ضروري لمنع المنطقة من الانزلاق إلى اليأس مجددًا، ولضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها" الذين يقدرون بمئات الآلاف، لا سيما في ظل أجواء البرد القارس.
النفايات تتراكم بالأطنان:
كشفت بلدية غزة عن تراكم أكثر من 170 ألف طن من النفايات في مدينة غزة لوحدها، ما يشكل كارثة حقيقية تهدد حياة المواطنين. أمّا عندما يتعلق الأمر بكامل القطاع، فإن الرقم يتضاعف إلى عدة أضعاف، حسب المتحدث باسم البلدية عاصم النبيه.
أقدمت حكومة الاحتلال على اتخاذ قرار بوقف المساعدات كجزء من ممارسة الضغط على حماس
ويعود السبب في تراكم النفايات بين المنازل والأحياء السكنية ومخيمات النازحين، إلى عدم قدرة البلدية على إزالتها ونقلها، بعدما دمرت الحرب 85% من الآليات الثقيلة التابعة للبلدية، إضافة إلى ذلك، فإن طواقم البلدية لا تستطيع الوصول إلى المكب الرئيسي للنفايات، نظرا لوجود قوات الاحتلال في تلك المنطقة.
ويؤكّد المتحدث باسم البلدية، في حديث لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أنّ أكوام النفايات المتراكمة "تشكل كارثة بيئية وصحية على حياة المواطنين الفلسطينيين، مما يؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض الجلدية والمعوية المختلفة، لاسيما بين الأطفال وكبار السن، هذا بالإضافة إلى انتشار الحشرات والقوارض، مما يزيد من تفاقم الأزمة الصحية وخطورتها على حياة الأشخاص"، فضلًا عن ذلك، فإنّ "تراكم النفايات يؤثر أيًضا على المياه الجوفية في القطاع، حيث تتسرب عصارة النفايات إليها، مما يلوث المياه ويضر بالبيئة بشكل عام".

بدائل غير آمنة:
أمام استحالة الوصول إلى المكب الرئيسي وإزاحة كامل النفايات، لجأت طواقم البلدية إلى مكبات عشوائية داخل المدينة مثل مناطق سوق اليرموك وسوق فراس، مع الإشارة إلى أن هذه المكبات المؤقتة "غير مجهزة وغير صحية، ما يعني أنها هي الأخرى، تؤدي إلى أضرار بيئية وصحية كبيرة".
ويبقى الحل الجذري لأزمة النفايات في توفير الآليات الثقيلة للبلدية من جهة، والسماح لطواقمها، من جهة أخرى، بالوصول إلى المكب الرئيسي في شرق مدينة غزة.
وكانت بلدية غزة، قد طالبت قبل انقضاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بالحصول على آليات ثقيلة ومواد صيانة وكميات كافية من الوقود، لكنّ طلباتها تلك لم تُلبّ حتى الآن. ما يعني استمرار أزمة النفايات رغم مرور أكثر من 15 شهرًا على الحرب. ويعني ذلك أيضًا أنّ سكان غزة سيدفعون الثمن من صحّتهم وبيئتهم.
وناشدت البلدية "المنظمات والمؤسسات الدولية التدخل العاجل والتنسيق مع الجهات المختصة للسماح بالوصول إلى المكب الرئيسي في جحر الديك، وذلك لتفريغ النفايات بطريقة آمنة، في وقت تواجه فيه المدينة أزمة إنسانية متفاقمة".

مسألة المياه:
كشفت مصالح المياه والصرف الصحي في بلدية غزة أن الكمية المتوفرة حاليًا من المياه في القطاع لا تتجاوز نسبة 25 % من الكميات الطبيعية. وبعد قرار حكومة الاحتلال بوقف إدخال المساعدات، تخشى بلدية غزة من أن يطال الأمر قطاع المياه، حيث هددت حكومة الاحتلال باتخاذ مزيد من الإجراءات في إطار سياسة الضغط على حماس.
وتجدر الإشارة إلى أن شركة ميكروت الإسرائيلية تستحوذ على 80 % من المياه المتاحة حاليًا في غزة، وفي حال أقدمت حكومة الاحتلال على قطعها، فإنّ الأوضاع الإنسانية للمنازل والمستشفيات والمخيمات ستزداد سوءًا، في ظل عدم وجود بدائل تقريبًا، بعد تدمير جيش الاحتلال لأكثر من 80% من آبار المياه في القطاع.
وكان رئيس بلدية دير البلح نزار محمد عياش، أفاد في وقتٍ سابق بتوقف "محطة تحلية الجنوب ومحطة تحلية البصة عن العمل، بسبب قطع التيار الكهربائي من قبل الاحتلال، مما أدى إلى فقدان نحو 20 ألف كوب من المياه المحلاة يوميًا، مما يهدد بكارثة إنسانية إذا استمر الاحتلال في هذه الإجراءات العقابية".

الصليب الأحمر يدعو لاستمرار وقف إطلاق النار:
نشرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الإثنين، بيانًا دعت فيه رئيسة اللجنة ميريانا سبولياريك إلى "استمرار اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس"، مؤكدة أن استمراره "ضروري لمنع المنطقة من الانزلاق إلى اليأس مجددًا"، وجاء بيان الصليب الأحمر بعد قرار حكومة نتنياهو وقف إدخال المساعدات، والتنصّل من استحقاق اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي.
وأوضح بيان الصليب الأحمر أنّ اتفاق وقف إطلاق النار "أنقذ أرواحًا لا حصر لها وقدّم بصيصًا من الأمل وسط معاناة لا يمكن تصورها"، ولفت البيان إلى أنّ "اللجنة الدولية عملت على ضمان العودة الآمنة للأسرى بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وتؤكد استعدادها لمواصلة ذلك".
وأضاف البيان: "إذا تم بذل كل الجهود للحفاظ على وقف إطلاق النار، فإن القتال والقتلى سوف يتوقفان، وستصل المساعدات الإنسانية إلى غزة وسيتم لم شمل مزيد من العائلات".