قتل ونزوح وخطر مجاعة.. معاناة السودانيين مستمرة
2 ابريل 2025
أعلنت شبكة أطباء السودان، اليوم الأربعاء، عن مقتل 12 مدنيًا في هجوم شنته قوات الدعم السريع على منطقة خور الدليب في ولاية جنوب كردفان، جنوبي البلاد، وذلك منذ يوم الاثنين الماضي. ويُعزى الهجوم إلى الاستخدام المكثف للأسلحة الثقيلة في الأحياء السكنية من قبل قوات الدعم السريع بالتعاون مع قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان - جناح عبد العزيز الحلو.
وأكدت الشبكة في بيانها أن الهجوم، الذي وقع يوم الاثنين، أسفر عن مقتل 12 مدنيًا، بالإضافة إلى نزوح مئات الأسر من المنطقة نتيجة الاشتباكات العنيفة. الهجوم جاء في وقت كانت فيه المنطقة تشهد نزوحًا واسعًا، بعدما دخلت قوات الدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان شمال إلى المنطقة، ما أسفر عن تفاقم الوضع الأمني والإنساني في ولاية جنوب كردفان، وفقًا لوكالة "الأناضول"، حيث يسيطر الجيش السوداني على معظم أجزاء الولاية، بينما تقاتل الحركة الشعبية ضد الحكومة السودانية منذ عام 2011، مطالبين بحكم ذاتي في إقليمَي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
تسبب الهجوم الذي نفذه الدعم السريع على منطقة خورالدليب بولاية جنوب كردفان أمس الاثنين إلى نزوح المئات من الأسر وتسبب في مقتل 12 مواطنا نتيجة لاستخدام الدعم السريع وقوات الحركة الشعبية للأسلحة الثقيلة في وسط الأحياء.
— Sudan Doctors Network - شبكة أطباء السودان (@SDN154) April 2, 2025
د.محمد فيصل
الناطق بإسم شبكة أطباء السودان#شبكة_أطباء_السودان pic.twitter.com/3OM695OnmV
معاناة مستمرة في الفاشر
وتستمر معاناة المدنيين في دارفور، لاسيما في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، حيث يعاني السكان من أسوأ أزمة إنسانية نتيجة للقتال المستمر وحصار قوات الدعم السريع للمدينة. ووفي ظل تزايد العمليات العسكرية في المنطقة، يعاني مئات الآلاف من المواطنين من نقص حاد في الغذاء والماء، ويواجهون خطر المجاعة.
ويُقدّر عدد الأشخاص الذين يواجهون خطر الجوع في شمال دارفور بحوالي مليون شخص، في وقت يفتقر فيه المجتمع الدولي إلى استجابة فعّالة للمساعدة الإنسانية. وقد أشار الناشطون إلى أن إمدادات الغذاء التي تصل إلى المنطقة لا تمثل سوى 30% من الاحتياجات الفعلية للسكان. وأكدت رحاب ياسين، العاملة الإنسانية السابقة في منظمة دولية، في تصريحات لـ"الترا سودان"، أن الوضع في الفاشر وشمال دارفور يحتاج إلى تدخل أممي وحكومي عاجل لإنقاذ السكان، محذرة من أن تأخير المساعدات سيؤدي إلى تفاقم الأزمة.
يعاني السكان في مدينة الفاشر من أسوأ أزمة إنسانية نتيجة للقتال المستمر وحصار قوات الدعم السريع لها
واستمرارًا في تدهور الأوضاع الاقتصادية في الفاشر، شهدت أسعار السلع الاستهلاكية ارتفاعًا كبيرًا، حيث وصل سعر كيلو السكر إلى سبع جنيهات سودانية، فيما تم بيع قطعة الصابون بسعر ستة جنيهات. في الوقت ذاته، تم تعليق خدمة الإنترنت الفضائي "ستارلينك" في العديد من الأحياء بسبب تبريرات أمنية من قبل السلطات، ما زاد من العزلة المعلوماتية في المدينة.
في ظل هذا الوضع المتأزم، أطلق محي الدين شوقار، الناشط في العمل الإنساني بمدينة الفاشر، نداءً اليوم الأربعاء، مطالبًا باستخدام الجسر الجوي لنقل المساعدات الغذائية إلى المدينة. وأوضح أن السكان يتحملون الهجمات العسكرية المستمرة ولكنهم لا يستطيعون الصمود أمام الجوع.
من جهة أخرى، أكد تقرير الأمم المتحدة، الذي أصدره المتحدث الرسمي ستيفان دوجاريك، أن الوضع الإنساني في السودان بات "خطيرًا للغاية"، محذرًا من أن البلاد قد تكون على شفا المجاعة نتيجة استمرار القتال، لاسيما في دارفور، حيث تسجل أعداد الضحايا المدنيين ارتفاعًا كبيرًا يومًا بعد يوم.
أزمة المفقودين والأسرى
في جانب آخر، تتفاقم قضية المفقودين والأسرى في السودان، حيث دعا نشطاء لجنة مقاومة السجانة جنوب الخرطوم إلى تشكيل لجنة وطنية لمتابعة قضايا المفقودين والأسرى خلال النزاع. وحسب البيان الذي نشرته اللجنة اليوم الأربعاء، فإن العديد من العائلات السودانية تعيش في معاناة نفسية مستمرة بسبب فقدان أفراد من عائلاتهم الذين لا يزال مصيرهم مجهولًا. وأشارت اللجنة في بيانها الذي نقله موقع "الترا سودان" إلى ضرورة تكوين فريق متخصص من الشباب الكفؤ للتحقيق في هذا الملف، بالإضافة إلى تشكيل منصات رسمية على وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع العائلات ونشر المعلومات المتعلقة بالمفقودين.
العديد من العائلات السودانية تعيش في معاناة نفسية مستمرة بسبب فقدان أفراد من عائلاتهم الذين لا يزال مصيرهم مجهولًا
وبينما يزداد الوضع تعقيدًا في السودان بسبب الصراع العسكري المستمر، وغياب الحلول السياسية، تستمر المعاناة الإنسانية في التفاقم. المدنيون في مختلف المناطق، بما في ذلك الخرطوم ودارفور، يعانون من تدهور الأوضاع المعيشية، وتزداد معاناتهم من نقص الغذاء والمياه والخدمات الأساسية.
