قصف وبرد وحصار.. غزة تواجه الموت من كل جانب

يواصل الاحتلال الإسرائيلي حملة الإبادة الجماعية التي ينتهجها في قطاع غزة لليوم الـ456 على التوالي، مخلفًا وراءه كارثة إنسانية تُعدّ الأسوأ في تاريخ القطاع المحاصر.

فخلال الساعات الـ24 الماضية، ارتكب الاحتلال أربع مجازر ضد المدنيين في القطاع، نُقل على إثرها إلى المستشفيات 59 شهيدًا و273 جريحًا، وفق ما أفادت به وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم السبت.

وخلال هذه الساعات، نفّذ الاحتلال عدة هجمات استهدفت منازل المدنيين وأماكن تجمع النازحين، حيث استُشهد وأُصيب العشرات جراء القصف العنيف. في محافظة خان يونس جنوب القطاع، قصفت طائرات الاحتلال خيمة تؤوي نازحين قرب شارع جلال، ما أسفر عن استشهاد مواطنين وإصابة آخرين. كما استهدف القصف مركبة على شارع صلاح الدين في منطقة السطر الشرقي، مما أدى إلى استشهاد ستة مواطنين، وفق ما أفاد به "التلفزيون العربي". وفي حي الشجاعية شرق غزة، استُشهد 11 فلسطينيًا نتيجة قصف منزل عائلة سمارة، في واحدة من أكثر المجازر دموية.

خلال الساعات الـ24 الماضية، ارتكب الاحتلال 4 مجازر ضد المدنيين في القطاع، وصل منها للمستشفيات 59 شهيد و 273 جريحًا

وفي سياق متصل، أكد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي، أن التدمير الممنهج للمستشفيات والمرافق الصحية لا يحرم الفلسطينيين من حقهم في العلاج فحسب، بل يشكل أيضًا جريمة حرب. كما أشار إلى تقارير تؤكد وفاة مئات الجرحى بسبب عدم القدرة على تلقي العلاج، في ظل شح الإمدادات الطبية وصعوبة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وبالمقابل، كشف تقرير للقناة الإسرائيلية الثانية عشرة عن توجه إسرائيل لتقليص المساعدات الإنسانية المرسلة إلى قطاع غزة. وبيّن موقع "الترا فلسطين" أن هذا التوجه يأتي بالتنسيق مع الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب.

ومع الدعوات الدولية لوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة، أبدت إدارة بايدن في أيامها الأخيرة رغبتها في إمداد الاحتلال بالمزيد من الأسلحة، حيث نقل موقع "الترا فلسطين" عن وسائل إعلام إسرائيلية وأميركية أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، أبلغت الكونغرس بقرارها شحن أسلحة بقيمة 8 مليارات دولار إلى إسرائيل. وتشمل الأسلحة صواريخ وقذائف ورؤوسًا حربية.

ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى اليوم، أسفر العدوان الإسرائيلي عن استشهاد أكثر من 45,700 فلسطيني وإصابة نحو 109,000 آخرين، وفق إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية. ومع استمرار الحصار والدمار، يواجه القطاع أزمة غير مسبوقة مع تصاعد المعاناة اليومية للسكان المحاصرين، والتي تفاقمت بشكل كبير بفعل قدوم فصل الشتاء. وقد أدى ذلك إلى غرق خيام النازحين ووفاة العديد من الأطفال بسبب البرد، حيث حذّرت الأمم المتحدة من أن حوالي مليون شخص في القطاع ما زالوا بحاجة إلى المساعدة للوقاية من ظروف الشتاء.