1. سياسة
  2. سياق متصل

قمة أوروبية خاصة بالدفاع.. تشديد على أن أمن القارة لا يتحدد في واشنطن أو موسكو

6 يمشي 2025
(Getty) تعزيز الإنفاق الدفاعي ومواصلة دعم أوكرانيا على رأس أولويات قمة بروكسل
الترا صوتالترا صوت

تنعقد اليوم في عاصمة الدبلوماسية الأوروبية، بروكسل، قمة لقادة الاتحاد الأوروبي، وعلى رأس جدول أعمالها مناقشة الدعم الأوروبي لأوكرانيا والتحديات الأمنية التي تواجه القارة، وما تستوجبه من استراتيجيات عمل مشترك للتصدي لها، لا سيما في ظلّ تراجع الثقة في الالتزام الأميركي بأمن أوروبا، وتصاعد المؤشرات على التخلي المتزايد عن أوكرانيا، مقابل التقارب مع روسيا.

وتعدّ قمة بروكسل الثالثة من نوعها للقادة الأوروبيين في غضون أقل من شهر، بعد القمة المصغرة في باريس وقمة لندن الأسبوع الماضي. وكانت القمة الأولى قد انعقدت قبيل لقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بنظيره الأميركي دونالد ترامب في واشنطن، فيما جاءت الثانية بعد المشادة الكلامية بينهما وما أعقبها من إرجاء توقيع اتفاق المعادن النادرة وتعليق المساعدات الأميركية لكييف مؤقتًا.

إعادة تسليح أوروبا

كشفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الإثنين الماضي، عن "حزمة دفاع غير مسبوقة" أُطلق عليها اسم "إعادة تسليح أوروبا". وأكدت أن دول الاتحاد الأوروبي مستعدة "لتعزيز إنفاقها الدفاعي بشكل هائل، وبالسرعة والطموح اللازمين"، وذلك بهدف مواجهة "خطر واضح وحاضر على نطاق لم يشهده أي منا في حياتنا"، وفقًا لفون دير لاين.

يعقد الأوروبيون اليوم قمة في بروكسل هي الثالثة في أقل من شهر لبحث سبل دعم أوكرانيا وتعزيز أمن القارة في وجه التهديد الروسي

وأعلنت أورسولا فون دير لاين عن حزمة مقترحات أوروبية تشمل تخصيص 150 مليار يورو لشراء الأسلحة أو للاستثمارات المشتركة في مجال الأمن والدفاع، وذلك على شكل قروض. كما لم تستبعد رئيسة المفوضية الأوروبية أن يصل حجم الإنفاق الدفاعي في الدول الأوروبية إلى حوالي 800 مليار يورو، مشيرةً إلى أن ذلك قد يتطلب من الأوروبيين "السماح للدول بزيادة مستويات العجز لإفساح المجال لمزيد من الإنفاق الدفاعي"، بالإضافة إلى "إعادة توجيه أموال مخصصة لبرامج أخرى نحو الإنفاق الدفاعي". وقدمت بريطانيا نموذجًا مشابهًا لذلك، حيث قامت حكومة كير ستارمر بتحويل جزء من المخصصات المالية للمساعدات الخارجية والتنموية الدولية لدعم ميزانية الدفاع.

وترى فون دير لاين أن المقترحات الأوروبية المدرجة ضمن خطة إعادة التسليح الأوروبية من شأنها أن "تدعم أوكرانيا وتعالج الحاجة طويلة الأمد لتحمل قدر أكبر من المسؤولية عن الأمن الأوروبي".

الردع النووي

استبق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قمة بروكسل بخطاب تلفزيوني موجه إلى الشعب الفرنسي، تناول فيه الحرب الروسية - الأوكرانية وتداعياتها على الأمن الأوروبي، مؤكدًا أن "مستقبل أوروبا يجب أن يتحدد بها، وليس في واشنطن أو موسكو"، في إشارة إلى المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وروسيا حول السلام في أوكرانيا، والتي لم تُشرك فيها الدول الأوروبية ولا الأوكرانيين. وشدد ماكرون على ضرورة تمثيل الصوت الأوروبي بقوة في أي مفاوضات تتناول مستقبل القارة.

وانعقاد قمة باريس تلتها قمة لندن واليوم قمة بروكسل، ليس سوى تأكيد على رفض أوروبا لتهميشها في القضايا التي تعتبرها مصيرية لأمنها، وعلى رأسها ملف السلام بين أوكرانيا وروسيا.

وفي ظل التطورات الجيوسياسية العالمية، شدد ماكرون على أهمية الاستقلال في مجالي الدفاع والأمن، معتبرًا أن التغيرات الجارية في إعادة تعريف الحلفاء والخصوم تجعل الأمن والاستقرار أكثر غموضًا، وتزيد من القلق العام. وجاء ذلك في إشارة إلى التقارب الأميركي - الروسي من جهة، والتوترات المتزايدة في العلاقات الأميركية - الأوروبية من جهة أخرى، خاصةً في ظل تهديدات دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الواردات الأوروبية، وانتقاداته المستمرة لتحمل واشنطن عبء حماية الأمن الأوروبي.

وفي هذا السياق، دعا ماكرون إلى "فتح نقاش استراتيجي حول حماية أوروبا بواسطة المظلة النووية الفرنسية"، لكنه شدد على أن القرار النهائي بشأن استخدامها سيظل "في يد الرئيس الفرنسي".

الدعم الأوروبي لأوكرانيا

وحول الموقف الأوروبي من دعم أوكرانيا، أكد ماكرون أن الدول الأوروبية واصلت دعم كييف منذ بداية الحرب، إلى جانب فرض عقوبات اقتصادية على روسيا، مشيرًا إلى أن ما وصفه بـ"التهديد الروسي" يؤثر على جميع دول القارة، بما في ذلك فرنسا.

وضرب ماكرون مثالًا على ذلك، بالإشارة إلى أن روسيا تواصل شن "هجمات إلكترونية ضد الدول الأوروبية، بهدف التأثير على الرأي العام من خلال نشر معلومات مضللة على منصات التواصل الاجتماعي"، معتبرًا أن "موسكو حولت الحرب إلى صراع عالمي".

وفي ختام خطابه، شدد ماكرون على أن "الطريق إلى السلام لا يمر عبر التخلي عن أوكرانيا. والسلام لا يعني استسلام أوكرانيا أو انهيارها"، في تأكيد منه على موقف باريس الثابت بضرورة استمرار الدعم الأوروبي لكييف في مواجهة روسيا.

كييف وواشنطن تقتربان من تسوية خلافاتهما:

كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأربعاء، عن بدء الترتيب لاجتماعات أوكرانية - أميركية مشتركة تهدف إلى تجاوز الخلافات بشأن صفقة المعادن، وذلك عقب المشادة الكلامية التي وقعت في البيت الأبيض، والتي وصفها بأنها "أمر مؤسف ما كان ينبغي أن يحدث". وأعرب زيلينسكي عن توقعه أن تسفر هذه الاجتماعات عن نتائج أولية بحلول الأسبوع المقبل.

وفي حديثه عن التحضيرات الجارية لقمة بروكسل، أكد زيلينسكي أن "الجميع يشهدون مدى سرعة تطور الأحداث الدبلوماسية"، معربًا عن أمله في أن تحصل بلاده على ضمانات أمنية حقيقية، بالإضافة إلى صفقة سلام تضمن استعادة جميع أراضيها".

ترحيب أميركي

قال مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، في مقابلة أجراها أمس مع قناة "فوكس نيوز"، إن الرئيس دونالد ترامب "رحّب برسالة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، التي أكد فيها استعداده للجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل السلام".

وأضاف والتز أن "الخطوات المتخذة نحو عملية السلام فيما يتعلق بالحرب إيجابية"، مشيرًا إلى أن هناك جهودًا تُبذل حاليًا لتحديد موعد ومكان وفريق التفاوض لمحادثات السلام"، معتبرًا أن هذا بحد ذاته "تطور إيجابي".

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة