1. سياسة
  2. حقوق وحريات

قمع حرية التعبير.. إدارة جامعة كولومبيا تحقق مع الطلاب المؤيدين لفلسطين

6 يمشي 2025
احتجاج طلاب جامعة كولومبيا على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، نفتالي بينيت، إلى جامعتهم (وكالة الأناضول)
الترا صوتالترا صوت

تواجه جامعة كولومبيا اتهامات متزايدة بقمع حرية التعبير، بعد أن أطلقت لجنة تأديبية جديدة موجة من التحقيقات ضد الطلاب الذين أعربوا عن مواقف مؤيدة لفلسطين وناقدة لإسرائيل، وذلك استجابةً لضغوط سياسية كبيرة وداعمين ماليين.

وبحسب ما كشفته وكالة "أسوشيتد برس"، فإن اللجنة، التي تحمل اسم مكتب "الإنصاف المؤسسي"، أرسلت إشعارات تحقيق لعشرات الطلاب بسبب أنشطة متنوعة، بدءًا من مشاركة منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي لدعم القضية الفلسطينية، ووصولًا إلى المشاركة في احتجاجات غير مصرّح بها أو تنظيم معارض فنية تتناول الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

لم يكن الطلاب من أصول فلسطينية وحدهم المستهدفين، فقد تم فتح تحقيقات بحق طلاب يهود أيضًا بسبب مواقفهم الناقدة لإسرائيل

إحدى الحالات البارزة في هذه التحقيقات هي الطالبة مريم علوان، وهي طالبة فلسطينية أميركية تدرس الدراسات المقارنة. خلال عطلتها الشتوية في الأردن، تلقت رسالة من الجامعة تتهمها بالمضايقة، وذلك بسبب مقال رأي كتبته في صحيفة الطلاب الرسمية "كولومبيا سبيكتاتور"، دعت فيه إلى إنهاء الاستثمارات الجامعية في إسرائيل وقطع العلاقات الأكاديمية معها. واعتبرت الجامعة أن هذا المقال قد يشكل "سلوكًا غير مرحب به" ضد الطلاب بناءً على دينهم، أو أصلهم القومي، أو خدمتهم العسكرية.

استهداف الأصوات الناقدة لإسرائيل

لم يكن الطلاب من أصول فلسطينية وحدهم المستهدفين، فقد تم فتح تحقيقات بحق طلاب يهود أيضًا بسبب مواقفهم الناقدة لإسرائيل. وقالت علوان تعليقًا على ما حدث معها: "إنه شعور أشبه بالكابوس أن يُعتبر مقال خضع لمراجعات صارمة عملاً تمييزيًا فقط لأنه يتعلق بفلسطين. لقد جعلني ذلك أشعر بعدم الرغبة في الكتابة أو التحدث عن الموضوع مجددًا".

وبحسب الإشعارات التي تلقتها، قد تواجه علوان، إلى جانب طلاب آخرين، عقوبات تأديبية تتراوح بين التحذير البسيط والطرد من الجامعة. وأثار إنشاء هذه اللجنة التأديبية موجة قلق بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والمدافعين عن حرية التعبير، الذين اتهموا إدارة الجامعة بـالخضوع لضغوط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي هددت بقطع التمويل الفيدرالي عن الجامعات التي تسمح بأنشطة تُعتبر معادية لإسرائيل.

ضغوط سياسية ومالية على جامعة كولومبيا

تواجه جامعة كولومبيا ضغوطًا مالية كبيرة، حيث أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنها بدأت مراجعة شاملة للمنح والعقود الفيدرالية الممنوحة لجامعة كولومبيا، كما أعلنت وكالات فدرالية أميركية يوم الإثنين الماضي أنها تدرس قطع 51 مليون دولار من العقود الممنوحة للجامعة، بالإضافة إلى مليارات أخرى من المنح، بحجة تقاعسها عن اتخاذ إجراءات حاسمة ضد ما وصفته بالإساءات المتكررة للطلاب اليهود. 

وردًا على ذلك، أصدرت إدارة الجامعة بيانًا قالت فيه: "نحن نؤكد بحزم أن الدعوة إلى العنف أو تمجيد الإرهاب لا مكان لهما في جامعتنا"، وفق ما جاء في البيان.

كما أطلق الجمهوريون في مجلس النواب الأميركي تحقيقًا خاصًا حول آلية "تأديب الطلاب" في الجامعة، حيث طلبوا من الإدارة تسليم سجلات تأديبية تتعلق بعدة الحوادث داخل الحرم الجامعي، بما في ذلك احتجاجات قيل إنها "روّجت للإرهاب" وأساءت للجيش الأميركي، إضافةً إلى المعارض الفنية التي نظمت خارج الحرم الجامعي.

ورغم الضغوط المتزايدة، رفضت إدارة جامعة كولومبيا الكشف عن أي معلومات حول الطلاب المتهمين أو الوثائق التي تم تسليمها إلى الكونغرس، مشيرة إلى أن التحقيقات لا تزال جارية.

لجنة تأديبية تعمل بسرية تامة

تم إنشاء مكتب "الإنصاف المؤسسي" الصيف الماضي، وبموجب السياسة الجديدة للجامعة حول ما يقال إنها "مضايقات"، ويعتبر المكتب انتقاد سياسات دولة ما "مضايقةً" إذا تضمّن إشارات تمييزية ضد أشخاص من هذه الدولة أو مرتبطين بها. وتوضح السياسة أن استخدام "كلمات مشفرة" قد يُعتبر انتهاكًا أيضًا.

وقد أُجبر الطلاب الذين خضعوا للتحقيقات على التوقيع على "اتفاقية عدم إفشاء"، تمنعهم من مناقشة القضايا أو الاطلاع على ملفاتهم التأديبية دون إذن رسمي. وأدى ذلك إلى حالة من الغموض التام حول مجريات التحقيقات، والتي كشف عنها لأول مرة موقع " Drop Site News".

وبحسب شهادات الطلاب الذين تم استدعاؤهم، فقد طُلب منهم الإفصاح عن أسماء زملائهم الذين يشاركون في الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، ولم يقدم المحققون أي إرشادات واضحة حول ما إذا كانت مصطلحات مثل "صهيوني" أو "إبادة جماعية" قد تُعتبر "مضايقة".

قمع الطلاب الناشطين في القضية الفلسطينية

أفاد العديد من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين تحدثوا مع وكالة "أسوشيتد برس" بأنهم تعرضوا لاتهامات بالمشاركة في احتجاجات لم يكونوا جزءًا منها، أو بمشاركة منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي لم يكتبوها. من بينهم، محمود خليل، وهو طالب دراسات عليا شارك كمفاوض لصالح المحتجين المؤيدين لفلسطين في اعتصام أقيم في الربيع الماضي. قال خليل إنه فوجئ باتهامه بـ13 مخالفة تأديبية، معظمها بسبب منشورات لم يكن له علاقة بها.

وأضاف أنه عندما رفض التوقيع على "اتفاقية عدم الإفشاء"، قامت الجامعة بتجميد سجله الأكاديمي وهددته بحرمانه من التخرج، لكنه تمكن لاحقًا من إلغاء القرار عبر الاستعانة بمحامٍ. وقال خليل: "الجامعة تريد أن تُظهر للكونغرس والسياسيين اليمينيين أنها تتخذ إجراءات، بغض النظر عن العواقب على الطلاب"، واصفًا اللجنة التأديبية بأنها "أداة لقمع الأصوات المؤيدة لفلسطين".

تجدد الاحتجاجات داخل الحرم الجامعي

بينما تحاول الجامعة فرض قيود صارمة على النشاط الطلابي المناصر لفلسطين، يبدو أن هذه التحقيقات أدت إلى إشعال موجة احتجاجات جديدة. فقد تجمع طلاب داعمون لفلسطين، أمس الأربعاء، في مبنى مكتبة جامعة كولومبيا للاحتجاج على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت للجامعة، مرتدين الكوفيات الفلسطينية ورافعين الأعلام الفلسطينية. وتدخلت الشرطة لفض التجمع ما أدى إلى مواجهات أسفرت عن اعتقال عدد المتظاهرين.

وشهدت كلية "بارنارد"، التابعة لجامعة كولومبيا، في الأيام الأخيرة اعتصام عدد من الطلاب، وذلك احتجاجًا على طرد اثنين من زملائهم بسبب تعطيلهما لمحاضرة حول التاريخ الإسرائيلي. كما شهد يوم الأربعاء الماضي اعتقال عدد من الطلاب بعد أن اعتصموا في أحد المباني لساعات طويلة.

بين القمع والتمرد

تُظهر هذه الأحداث أن جامعة كولومبيا أصبحت ساحة للضغوطات السياسية والتضييق على حرية التعبير، حيث يواجه الطلاب الناشطون إجراءات تأديبية مشددة تتراوح بين التحذير والفصل النهائي. وبينما تحاول الإدارة إرضاء الضغوط السياسية الأميركية، فإن حملة التحقيقات هذه قد تؤدي إلى مزيد من الاحتجاجات والتوترات داخل الحرم الجامعي، خاصةً مع استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، وانعكاساته على الرأي العام داخل الجامعات الأميركية.

كلمات مفتاحية

في حملة قمع مؤيدي فلسطين.. اعتقال محمود خليل تمّ بلا مذكرة وبانتهاك قانوني

أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي أن الطالب محمود خليل، أحد أبرز قادة احتجاجات جامعة كولومبيا المناصرة لغزة، تم اعتقاله دون مذكرة توقيف قضائية، في انتهاكٍ صريح للإجراءات القانونية

الأمم المتحدة: أحكام "قضية التآمر" في تونس نكسة للعدالة ومسار الديمقراطية

اعتبرت الأمم المتحدة أن الأحكام الصادرة بحق المتهمين في ما يعرف بـ"قضية التآمر على أمن الدولة" في تونس، تمثل انتكاسة خطيرة لمسار العدالة وسيادة القانون

المرصد الأورومتوسطي: إسرائيل تُشرعن التهجير الجماعي في غزة

إسرائيل تمضي قدمًا في تنفيذ المرحلة النهائية من جريمتها وهدفها الأصلي؛ وهو الطرد الجماعي للفلسطينيين خارج قطاع غزة

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة