1. ثقافة
  2. نشرة ثقافية

كتاب "مثلما تأكل على حد السيف".. كيف تحول الجيش الإسرائيلي إلى ميليشيات؟

1 فبراير 2025
(AP) مجندات إسرائيليات يلتقطن سيلفي وراء المباني المدمرة في غزة
الترا صوتالترا صوت

نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقريرًا حول كتاب جديد يحمل عنوان "مثلما تأكل على حد السيف.. أنثروبولوجيا في الحرب: يوميات ميدانية"، للكاتب وضابط الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، أساف حزاني، يقدّم فيه شهادة عن ممارسات الجيش الإسرائيلي خلال عملياته العسكرية في قطاع غزة.

يعتمد الكتاب على يوميات حزاني خلال فترة خدمته كضابط احتياط في إحدى الفرق القتالية، ويركز على التحولات التي طرأت على الجيش الإسرائيلي خلال الحرب، من انتهاكات بحق المدنيين، إلى انهيار الانضباط العسكري، وصولًا إلى تغلغل عقلية الانتقام داخل صفوف القوات الإسرائيلية.

 القوات الإسرائيلية أضرمت النيران في مناطق واسعة من غزة بدون أي ضرورة عسكرية، في تصرف يراه جزءًا من عقلية الانتقام التي باتت تسيطر على الجيش

تمزيق المصحف: "طقوس انتقام بلا منطق"

من بين المشاهد التي يستحضرها حزاني مشهد داخل مسجد مدمر بفعل القصف الإسرائيلي، حيث يظهر جندي إسرائيلي وهو يمزق صفحات من القرآن بينما يوجه سلاحه نحو أسرى فلسطينيين مكبلي الأيدي. وعندما سأله حزاني عن سبب تصرفه، رد الجندي قائلاً: "أنا؟ أنا أنتقم منهم".

يرى حزاني أن هذا المشهد يجسد كيف تحول الجيش الإسرائيلي إلى مجموعة من الأفراد الذين يبحثون عن الانتقام بدلًا من الالتزام بالقواعد العسكرية. ويضيف: "ذلك الجندي كان غارقًا في طقوس خاصة به، أشبه بحالة من التنويم المغناطيسي. لم يكن هناك أي منطق وراء تمزيق المصحف، فقد كان ممزقًا بالفعل. لكنه أراد التأكد من تمزيقه تمامًا.. شعر أن الانتقام كان أكثر شرعية في تلك اللحظة من الشعور بالحزن أو الصدمة أو الإرهاق".

إحراق غزة بلا سبب عسكري

يكشف حزاني أن القوات الإسرائيلية أضرمت النيران في مناطق واسعة من غزة بدون أي ضرورة عسكرية، في تصرف يراه جزءًا من عقلية الانتقام التي باتت تسيطر على الجيش.

مثلما تأكل على حد السيف

"كانت هناك حرائق أضرّت بقدرتنا على تنفيذ المهام العسكرية بفعالية، لكن بعضها كان مجرد انتقام، أو محاولة لعرقلة أي جهود لإعادة إعمار غزة مستقبلًا. هذه الأفعال لم تكن جزءًا من الأهداف العسكرية المعلنة، لكن لاحقًا تم اختلاق مبررات لها".

ويضيف أن هذه الأفعال لم تكن نتيجة غضب عاطفي أو "حقد مقدس"، بل كانت مدفوعة بمزيج من الإرهاق والحزن والانهيار النفسي داخل الجيش الإسرائيلي.

الجيش الإسرائيلي يتحول إلى "جيش ميليشيات"

يخصص حزاني فصلًا في كتابه بعنوان "جيش محترف أم مجموعة ميليشيات؟"، حيث يناقش كيف تحول الجيش الإسرائيلي إلى تشكيلة غير منضبطة من الوحدات القتالية، وهو ما انعكس في غياب الانضباط العسكري، حيث تصرف الجنود والقادة وفق مشاعرهم الشخصية بدلًا من الالتزام بالقواعد.

وضمن الأمثلة الواردة في الكتاب، يقول عنها حزاني إنها تبدو غريبة لأول وهلة: "قائد فرقة يتجول مع حراس شخصيين حوله، مثل المشاهير، أو رؤساء منظمة الجريمة، والتي تثير السؤال لدى الضباط في الفرقة عمّا إذا كان يثق بهم. أو ضباط كبار في الاحتياط يحرسون أبناءهم البالغين الذين يقاتلون في وحدات أخرى، يتتبّعونهم عبر أنظمة التحكم والمراقبة. هناك ضباط كبار يستقبلون أصدقاء في غرفة العمليات أو في السيارة العسكرية لترفيههم من العزلة. أو إخوان بدرجة عقيد يرتّبان المنظومة بحيث يخدمان في نفس الجبهة كل واحد وجيشه".

بالإضافة لذلك اعتمد الجيش على المدنيين في توفير الطعام والمعدات، ما يعكس ضعف التنظيم اللوجستي داخل المؤسسة العسكرية. بالإضافة لتفشي مشاكل السلوك والانضباط، مثل رفض تنفيذ الأوامر، والتقاط صور سيلفي أثناء العمليات، وتسريب معلومات عسكرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

حرب دينية

وعن دور رجال الدين اليهود في هذه الحرب، يقول حزاني: إن "الحاخامات العسكريين كانوا مدججين بطبول حرب خطابها توراتيّ تاريخي، وشعارها: لاحق عدوك، ونل منهم، ولا تعد قبل ذلك".

وأضاف: "شاركوا في تحول السيوف الحديدية إلى حرب دامية، وصراع توراتيّ، تم إحياؤها في حقول فلسطين، حرب بعيدة عن كل ما رويناه لأنفسنا حول تفاصيلها وملامحها وملامحنا قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر".

فقدان الثقة في القيادة العسكرية والسياسية

بحسب الكتاب، كانت حادثة قتل الجيش الإسرائيلي عن طريق الخطأ لثلاثة محتجزين إسرائيليين في حي الشجاعية في كانون الأول/ديسمبر 2023، نقطة تحول جعلت الجنود الإسرائيليين يشككون في جدوى الحرب وأهدافها.

"حتى ذلك الحين، كان هناك وهم بأن الجيش يستطيع تحقيق هدفين في آن واحد: تدمير حماس واستعادة الرهائن. لكن بعد تلك الحادثة، انهار هذا الوهم تمامًا".

ويضيف أن هذه الحادثة أحدثت صدمة في صفوف الجنود والجمهور الإسرائيلي، وأدت إلى تصاعد الغضب الشعبي تجاه القرارات العسكرية والسياسية المتعلقة بالحرب.

الاحتلال يخلق مجتمعًا مفككًا داخل إسرائيل

يشير حزاني إلى أن الحرب لم تقتصر تداعياتها على الضحايا الفلسطينيين، بل أثّرت أيضًا على تماسك المجتمع الإسرائيلي. ويرى أن فقدان الثقة في الجيش والقيادة السياسية دفع الإسرائيليين إلى الاحتماء داخل دوائرهم العائلية فقط: "بعد 7 أكتوبر، اختفى الشعور بالثقة في النظام. أصبح كل شخص يعتمد فقط على أسرته وأصدقائه. انهارت الدولة ولم يبقَ سوى العائلات والمجموعات الصغيرة التي تحاول النجاة بمفردها".

"لا نريد العودة حتى تحقيق النصر": تمرد جنود الاحتياط

يكشف الكتاب عن رفض جنود الاحتياط الامتثال لأوامر العودة إلى حياتهم المدنية، بحجة أن أهداف الحرب لم تتحقق.

في إحدى الرسائل التي بعث بها جنود الاحتياط إلى قائدهم، كتبوا: "لا يمكننا العودة إلى عائلاتنا بينما لا يزال 136 رهينة في غزة. لا يمكننا العودة بينما لا يزال سكان مستوطنات غلاف غزة يعيشون تحت التهديد. لا يمكننا التصرف وكأن مهمتنا قد أنجزت، بينما لا يزال مقاتلو حماس قادرين على استهداف تل أبيب بضغطة زر".

هل تتحول إسرائيل إلى دولة ميليشيات؟

في الختام، يرسم حزاني صورة قاتمة للوضع داخل الجيش الإسرائيلي والمجتمع ككل، ويطرح تساؤلًا خطيرًا: "هل نحن أمام انهيار الجيش الإسرائيلي كجيش نظامي وتحوله إلى ميليشيا غير منظمة؟".

تلفت "هآرتس" إلى أن كتاب حزاني يكشف عن أزمة داخلية أعمق مما يود الجيش الإسرائيلي الاعتراف به. ورغم محاولات الرقابة العسكرية التعتيم على محتوياته، فإن الأفكار التي طرحها قد تؤدي إلى مزيد من الجدل والانقسام داخل إسرائيل.

الرقابة العسكرية تمنع مقابلات المؤلف

وفقًا لتقرير هآرتس، كان من المقرر أن يجري حزاني مقابلة مع الصحيفة للترويج لكتابه، لكن الجيش الإسرائيلي تدخل فجأة لمنعه من التحدث لوسائل الإعلام.

في البداية، وافق الجيش على إجراء المقابلة، لكن بعد ساعات فقط، تم إلغاؤها بحجة أن قادة حزاني لديهم تحفظات على تصريحاته. وبعد اجتماع مغلق معه، قرر حزاني الامتناع عن أي لقاءات صحفية. وأثار قرار الجيش بمنع مؤلفه من التحدث لوسائل الإعلام تساؤلات حول الرقابة العسكرية والتعتيم على الانتهاكات في غزة.

كلمات مفتاحية

كتاب "الفضاء السيبراني وتحولات القوة في العلاقات الدولية".. مقاربة عربية

كتاب "الفضاء السيبراني وتحولات القوة في العلاقات الدولية" هو دراسة تبحث في الأبعاد السياسية والاستراتيجية للفضاء السيبراني بوصفه أحد أهم المتغيرات التي تعيد رسم مشهد القوة في النظام العالمي الراهن

رحيل ماريو بارغاس يوسا.. كاتب اليوتوبيا المستحيلة

يطوي يوسا بوفاته عن عمر ناهز 89 عامًا صفحة حياة لا تقل إثارةً عن أعماله الروائية

الدورة العاشرة من مؤتمر العلوم الاجتماعية.. وسائط التواصل وجدلية الرقابة

اختار المركز العربي من "وسائط التواصل الاجتماعي: جدلية تدفق المعلومات وحرية التعبير والمراقبة والسيطرة" موضوعًا للدورة العاشرة من مؤتمر العلوم الاجتماعيةوالإنسانية

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة