كرة القدم في أمريكا تتحضر لغزو العالم
30 نوفمبر 2015
يتوحد الاسم المتداول لكرة القدم في جميع دول العالم، هي رياضة الـ "فوتبول" (Football). لكن في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا يتغير الاسم فتصبح رياضة "فوتبول " (Football) هي كرة القدم الأمريكية التي تُلعب بكرة مستطيلة الشكل فيما اسم "سوكر" (soccer)، الذي هو تعريف كرة القدم المتعارف عليها عالميًا.
لم يتجاوز عمر الدوري الأمريكي لكرة القدم اليوم عشرين سنة. وهو الذي بدأ التحضير له في سنة 1994 مع استضافة الولايات المتحدة الأمريكية لبطولة كأس العالم، لينطلق بعدها بسنتين في عام 1996 في مباراة بين فريقي سان هوزيه كلاش ودي سي يونايتد وذلك بحضور 31683 متفرجًا. هذه الانطلاقة في شمال القارة الأمريكية للعبة الأكثر شعبية في العالم يصح القول بأنها نوع من أنواع الغزو الكروي فخلال تسع عشرة سنة ارتفع عدد الفرق في الدوري، الذي يشمل دولتي أمريكا وكندا، من عشرة فرق إلى عشرين فريقًا، ومن المتوقع إضافة أربعة فرق في السنوات الخمس المقبلة.
ارتفع مجموع عقود النقل التلفزيوني لنقل الدوري الأمريكي لكرة القدم من 157 مليون دولار في عام 2007 إلى 720 مليون دولار في 2015
يعتبر الجمهور المقياس الأول للنجاح في الرياضة، وفي السنوات الخمس الأولى خذل الجمهور الدوري الأمريكي لكرة القدم ليسجل الأخير خسائر بقيمة مائتين وخمسين مليون دولار، ووصل المعدل الجماهيري في العام 2000 إلى أدنى مستوياته حيث بلغ 14900 مشاهد في المباراة الواحدة، لكن وصول لاعبين أوروبيين من طراز دايفيد بيكهام منح دفعة جماهرية كبيرة للدوري ليرتفع المعدل في عام 2011 إلى 17872 مشاهد في المباراة متخطيًا معدل كل من أن.بي.آي والبطولة الوطنية للهوكي، أما أعلى حضور جماهيري فسجلته مباراة فريقي أورلاندو سيتي ونيويورك سيتي في موسم 2015 حيث وصل عدد المشاهدين إلى 62510، وبلغ المعدل الجماهيري في الموسم ذاته 21074 متفرجًا.
هذا النجاح الجماهيري انعكس بوضوح على عقود النقل التلفزيوني للبطولة والتي ارتفع مجموعها من 157 مليون دولار في عام 2007 إلى 720 مليون دولار أي بارتفاع نسبته 458%، ووصل المعدل السنوي للعقد الجديد الذي يبدأ في عام 2015 ويمتد حتى عام 2022 إلى تسعين مليون دولار أي ثلاثة أضعاف قيمة العقد الحالي الذي لا يتجاوز سبعة وعشرين مليون دولار سنويًا. وقد تثبتت الشعبية الضخمة لكرة القدم في الولايات المتحدة الأمريكية حين تساوى عدد متابعي مباراة الدور الأول في كأس العالم 2014 (أمريكا والبرتغال) مع عدد متابعي مباراة نهائي دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين الذي وصل إلى خمسة وعشرين مليون مشاهد.
ارتفع معدل قيمة الأندية الأمريكية لكرة القدم من 37 مليون دولار في عام 2009 إلى 103 مليون دولار في 2015
تزامنًا مع الفورة الشعبية لكرة القدم في الولايات المتحدة الأمريكية، انطلقت فورة استقدام اللاعبين كبار السن من أوروبا، والهدف من هذه الخطوة هو جذب اللاعبين الشبان من أوروبا وأمريكا من جهة وجذب الدعاية والإعلام لتحقيق أرباح من جهة ثانية. وكنتيجة لهذه السياسة ارتفع معدل رواتب اللاعبين من خمسين ألف دولار في عام 2007 إلى 226 ألف دولار في عام 2015، ورغم أن هذا المعدل لا يتجاوز معدل فرق الدرجة الثانية في إنجلترا، إلاّ أنه يتضمن لاعبين كبار أمثال ريكاردو كاكا الذي يحصل على 7.17 مليون دولار وكلينت ديمبسي الذي يصل راتبه إلى 6.7 مليون دولار، وستيفن جيرارد الذي انتقل من ليفربول مؤخرًا مقابل راتب شهري بقيمة 6.33 مليون دولار.
اقرأ/ي أيضًا: صانعة ألعاب منتخب أمريكا تطارد ليو ميسي!
تبدو السياسة المالية التي تتبعها فرق الدوري الأمريكي ناجحة، وأدت إلى ارتفاع معدل قيمة الأندية من 37 مليون دولار في عام 2009 إلى 103 مليون دولار اليوم، فنادي سياتل سوندرز حقق ارتفاعًا بقيمته بنسبة 483% خلال خمسة أعوام ليصبح أغنى نادي في كرة القدم الأمريكية بقيمة وصلت إلى 175 مليون دولار.
يسير الدوري الأمريكي بمنحنى تصاعدي ماديًا وفنيًا، وفي الوقت الذي ما زال بعيدًا عن خلق توازن مادي وفني مع أوروبا أو الاقتراب من المستوى الفني لأمريكا الجنوبية إلّا أنه قادر في المدى المنظور أن يتخطى الدوريات الآسيوية والأفريقية على الصعيد الفني، وربما أن يفتح أسئلة جديدة عن إمكانية النجاح الكروي خارج أوروبا.
اقرأ/ي أيضًا: ويبقى زين الدين زيدان أسطورة فرنسا...